أين صارت الجهادية والجماعات المسلحة؟

حذّرت فرنسا، على لسان وزير الجيوش سيباستيان لوكورنو، من «انهيار» منطقة الساحل الإفريقية في ظل تصاعد أنشطة التنظيمات الإرهابية وتراجع حضور باريس في أعقاب سلسلة من الانقلابات العسكرية في بعض دولها.

واعتبر لوكورنو، في حديث نشرته صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية على موقعها الالكتروني، أن الطلب من فرنسا الرحيل كان كافيا ليستأنف الإرهاب نشاطه، وقد تم  تسجيل 2500 حالة قتل في بوركينا فاسو على صلة بالإرهاب منذ الانقلاب العسكري في سبتمبر / أيلول 2022.

منطقة الساحل سجلت 43% من مجمل  ضحايا الإرهاب في العالم

والمشهد الدموي في منطقة الساحل، كشف عنه وزير الخارجية الجزائري، أحمد  عطاف، خلال اجتماع وزاري للاتحاد الإفريقي خصص لمناقشة التهديدات الإرهابية المتزايدة التي تواجهها دول وشعوب القارة الإفريقية ـ 22 سبتمبر/ أيلول الماضي ـ قائلا: إن منطقة الساحل، والتي تضم 5 دول (موريتانيا، مالي، بوريكنافاسو والنيجر والتشاد)، سجلت لوحدها 43 بالمائة من مجمل الوفيات بسبب الإرهاب في العالم.

وأوضح، بحسب صحيفة «الخبر» الجزائرية،  أن الإرهاب يشكّل التهديد الأول للسلم والأمن في إفريقيا، والأحداث الأخيرة أظهرت، بكل وضوح، بأنه إذا كانت هذه التهديدات تراجعت في باقي أنحاء العالم، إلا أنها في تصاعد، بطريقة استثنائية، في قارة إفريقيا وبالخصوص في منطقة الساحل.

• وقال عطاف إنّ «منطقة الساحل الإفريقي أصبحت مرتكزاً لجيوش إرهابية مدججة بأحدث الأسلحة، وتسيطر على جغرافيا واسعة».

الحزام الناري

واللافت أن الوضع الأمني في منطقة  الساحل يزداد تعقيدا وتدهورا يوما بعد يوم، خلال السنوات الأخيرة، بسبب الارتفاع غير المسبوق للعمليات الإرهابية في منطقة يصفها الخبراء بـ «الحزام الناري»، بحسب تعبير الباحث الجزائري، طاهر فطاني، في صحيفة الشروق،

وكان الوزير  أحمد عطاف، قد شددّ على أن الجزائر لا تستعمل مصطلح «الجماعات الإرهابية» بل «جيوش مسلحة» مدججة بسلاح متطور جدا، بالإضافة إلى اتساع الرقعة الجغرافية التي تنشط بها هذه «الجيوش الإرهابية»، من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، وهذا ما جعل منها الأكثر دموية في العالم والأسرع نموا مقارنة بجماعات أخرى في باقي مناطق العالم، كونها المنطقة الأكثر تركيزا للنزاعات المسلحة.

تنامي الحركات الإرهابية مع انعدام الاستقرار السياسي

ويرى «فطاني»، أن انعدام الاستقرار السياسي، ساهم بدوره، في تفشي هذه الظاهرة، حيث تضاعفت في السنوات الأخيرة الانقلابات العسكرية، إذ سجلت 8 انقلابات بين النيجر ومالي وبوركينافاسو وغينيا وتشاد، وهذا ما زاد الوضع تعقيدا نظرا لإضعاف مؤسسات الدولة، خاصة الأمنية منها، وفشلها في احتواء الانتشار العشوائي للسلاح، وهو الوضع الذي يساعد على تنامي الحركات الإرهابية وتقويتها وتوسعها.

منطقة الساحل على صفيح ساخن

والتطورات تمضي على صفيح ساخن في منطقة الساحل، حيث لم تهدأ وتيرة القتال بين المجموعات المسلحة والحكومات.. وتنشط «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في قسم كبير من شمال مالي ووسطها وصولا إلى أطراف باماكو، وفي الشمال الغربي عزّزت مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش حضورها في منطقة ميناكا.

وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية الإفريقية، مقره في الولايات المتحدة، فإن جزءا كبيرا من شمال البلاد بات بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة مجموعات من المقاتلين المتشددين.

• وتتجه مالي لتسجيل أكثر من ألف عملية عنف مرتبط بالمجموعات المسلحة في 2023، وهو ما سيتفوق على مستوى العنف القياسي المسجّل العام الماضي، ويشكّل زيادة بثلاثة أضعاف تقريبا مقارنة بتاريخ سيطرة الجيش على الحكم في 2020.

خلال الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بالعاصمة الرياض، دعت السعودية والولايات المتحدة الدول لاستعادة مواطنيها المحتجزين خلال المعارك مع تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه من غير المقبول أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها.

بينما اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن استعادة الدول لمواطنيها هي الضمان للهزيمة الدائمة لداعش.

وأوضح بلينكن أن مراكز الاحتجاز بها نحو عشرة آلاف من عناصر داعش ، بينهم ألفان من  خارج  سوريا والعراق.

محذرا من أن الإخفاق في ترحيل هؤلاء الإرهابيين الأجانب ينذر بإمكانية عودتهم  لحمل السلاح ومحاولة استعادة ما يطلق عليها دولة الخلافة.

كما أعلن بلينكن تخصيص  مئة وخمسين مليون دولار  تقريبا للسوريين والعراقيين لمساعدتهم في التغلب على الأوضاع الإنسانية خلال وجود التنظيم الإرهابي في مناطقهم.

التحالف الدولي لمحاربة داعش

– تم تأسيسه في سبتمبر عام 2014.

– يتميز بتفرد عضويته ونطاق عمله والتزاماته.

– يلتزم أعضاء التحالف البالغ عددهم 85 بالتصدي لداعش على كافة الجبهات.

– ينفذ حملته العسكرية في كل من العراق وسوريا.

– ساهم التحالف بطرد داعش من 95% من الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرته.

– يضطلع الأعضاء بهدم شبكات داعش والوقوف أمام طموحاته بالتوسع.

– يشترك في حملة شاملة لعرقلة ومنع داعش من جمع الأموال ونقلها واستخدامها.

لمزيد من التفاصيل ناقش برنامج وراء الحدث مع عدد من الضيوف من واشنطن ديفيد ديروش المسؤول السابق في البنتاجون، ومن بغداد دكتور أحمد الشريفي الخبير الأمني والاستراتيجي.

خبير عراقي: استهداف الأمن القومي المصري هو استهداف للمنطقة برمتها

بعد مرور 5 سنوات على إعلان رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، انتهاء الحرب على تنظيم داعش الإرهابي بإخضاع الأراضي التي كانت تحت سيطرته، عادت بغداد من جديدٍ لشن حملة ضخمة لمواجهة عناصره.. فهل عاد التنظيم من جديد؟.

بحسب وزارة الدفاع العراقية، تستهدف المرحلة الخامسة من «حملة سيوف الحق» ملاحقة بقايا عناصر التنظيم الإرهابي والحد من تحركات عناصره بين محافظات كركوك وصلاح الدين.
ويشارك في الحملة الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي وذلك في نظاق محافظات ديالى وكركوك، وتأتي بعد تكرار عمليات اعتقال لقيادات هامة في التنظيم والقضاء على آخرين في ولاية الجنوب وديالى.
وفي عام 2006 انشق تنظيم داعش عن تنظيم القاعدة وازدهر في العراق ثم في سوريا حتى أعلن في 2014 ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام بزعامة أبو بكر البغدادي وانضم له مقاتلون من مختلف أنحاء العالم.
خلال فترة ازدهاره انتشر التنظيم خارج سوريا والعراق تحديدًا في ليبيا ومصر وجنوب اليمن والصومال ونيجيريا ودول أخرى عدة، واشتهر بتوثيق عمليات إعدام وحشية لضحاياه عن طريق الحرق وقطع الرؤوس.
في سبتمبر من العام 2014، تم تشكيل تحالف دولي من 85 دولة للقضاء على التنظيم الإرهابي والذي تمكن إلى جانب قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة في العراق وقوات سوريا الديمقراطية في سوريا من استعادة أغلب الأراضي التي سيطر عليها التنظيم.

في عام 2017، أعلن العراق وإيران نهاية الحرب على تنظيم داعش، وفي 2019 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية سقوط آخر معاقل التنظيم في شمال شرق البلاد وهي بلدة الباغوز.
وفي السياق، تحدث في الجزء الأول من برنامج «مدار الغد»، معن الجبوري، الخبير الأمني والاستراتيجي، ود. علاء أصفري، الكاتب والباحث السياسي، وأحمد كامل البحيري، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية بمركز الأهرام.

خبير أمني: داعش ينشط في المنطقة الحدودية ما بين سوريا والعراق