حرب أوكرانيا تضع الصين في مأزق بين الروس والغرب

في فبراير الماضي، أعلن  الرئيس الصيني شي جين بينغ، أنه ليس هناك حد  لعلاقات بلاده مع روسيا، وكان ذلك  عقب توقيع وثيقة الشراكة الإسراتيجية بين البلدين.. وبعد أيام قليلة، بدأت موسكو عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

وفجأة، وجدت الصين نفسها في مأزق لا تحسد عليه، فإما دعم  روسيا وتحمل الضرر الناتج عن هذا الدعم، وإما التمسك بمبدأ  سيادة الدول، الذي ظلت تؤكد عليه ردا على أي تدخلات غربية في شؤونها.

وسريعا، اختارت الحكومة الصينية عدم إدانة العمليات الروسية بل امتنعت عن وصفها بالغزو، فيما أعلنت خارجية بكين في الوقت نفسه فكرة التوسط لوقف إطلاق النار، مؤكدة دعم سيادة أوكرانيا.

كما أعربت الحكومة الصينية مؤخرا عن أسفها إزاء العمل العسكري، وعن قلقها بشأن المدنيين، كذلك قامت الصين بالامتناع عن التصويت على قرار يطالب بوقف العمليات الروسية، إلى جانب 34 دولة أخرى، رغم أن كثيرين توقعوا  أن تصوت يكين إلى جانب روسيا.

أما المراقبون، فيؤكدون أن بكين تبحث عن تحقيق التوازن بين احترام سيادة أوكرانيا مخاوف أمنية مشروعة لروسيا.

لكنهم  يؤكدون  أيضا أن شراكة الصين مع روسيا أبدا لا تعني خيارا بالمواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها، ومع النظام العالمي المتعارف عليه.

 

«مدار الغد» يفتح هذا الملف مع كوكبة من المحللين تضم نيكولاي سوركوف كبير الباحثين في معهد بريماكوف للاقتصاد والعلاقات الدولية من موسكو، ومن بكين د.جون جونغ أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة الأعمال الدولية، ومن واشنطن برنت سادلر المسؤول السابق في البنتاجون مع الإعلامي محمد المغربي.

تبادل المعلومات

في البداية، أكد برنت سادلر المسؤول السابق في البنتاجون، أن الصين لن تدعم روسيا عسكريا حتى في حال تدخل الناتو.

وأعرب سادلر عن اعتقاده بأن موسكو وبكين تتبادلان حاليا المعلومات العسكرية والمخابراتية التي تساعد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

 

محاولة تجنب العقوبات

ولطالما سعت روسيا إلى الخلاص من سطوة الدولار الأمريكي  على التجارة العالمية، فلجأت إلى استبداله باليورو في أغلب تعاملاتها وذلك خوفا من العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها واشنطن بين الحين والآخر.

ومؤخرا وبعد الشراكة الإستراتيجية مع الصين، كثر الحديث عن استخدام اليوان الصيني في التعاملات التجارية بين البلدين، وذلك من أجل نجاح بكين وموسكو في الهروب من هيمنة الدولار الأمريكي على سوق التجارة العالمية.

ومن بكين، أكد د.جون جونغ أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة الأعمال الدولية، أن أي دولة ترفض المشاركة في فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا سوف تتعرض لعقوبات أمريكية، مؤكدا أن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية.

وأضاف جونغ أن الصين تحاول أن تتجنب هذا الصراع وأن تكون وسيطاً من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمة الأوكرانية حتى لا تخسر الغرب وروسيا في الوقت نفسه.

 

تعاون مستمر

ومن موسكو، أعرب نيكولاي سوركوف، كبير الباحثين في معهد بريماكوف للاقتصاد والعلاقات الدولية، عن اعتقاده بأن بعض دول المنطقة والشرق الأوسط لن تنضم للعقوبات الغربية ضد روسيا.

وأشار إلى وجود توقعات أيضا بأن بعض بلدان أمريكا اللاتينية، مثل فنزويلا، ودول إفريقية سوف تستمر في التعاون مع روسيا.

وقال سوركوف إنه من السابق لأوانه الحكم على مدى تأثير العقوبات على روسيا عموماً، مؤكداً أنه يتوجب على الاقتصاد الروسي إعادة تنظيم نفسه والتوجه إلى الشرق عوضاً عن الغرب.

ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء مرسوما يفرض قيودا على استيراد وتصدير بعض السلع والمواد الخام “حماية لأمن روسيا الاتحادية”.
ولم تذكر وكالة إنترفاكس للأنباء التي نقلت الخبر السلع والمواد التي تشملها هذه القيود.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، فرض حظر على واردات النفط واردات الطاقة الأخرى من روسيا ردا على غزو أوكرانيا مؤكدا دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي القوي خطوة اعترف بأنها سترفع أسعار الطاقة الأمريكية.

كما أعلنت روسيا وقف إطلاق النار في في عدد من المدن الأوكرانية صباح الأربعاء لأغراض إنسانية كما أبدت موسكو استعدادها لتوفير ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.

وأوضحت الخلية المنوطة بهذه المسائل في وزارة الدفاع الروسية  التي أوردت بيانها وكالة “تاس” للأنباء “تعلن روسيا وقفا لإطلاق النار في التاسع من آذار/مارس اعتبارا من الساعة العاشرة بتوقيت موسكو وهي مستعدة لإقامة ممرات إنسانية”.

وأكدت موسكو أن هذا الاقتراح سيرفع إلى السلطات الأوكرانية التي عليها التأكيد بحلول منتصف الليل بتوقيت جرينتش موقع الممرات الإنسانية والتوقيت الذي يمكن تفعيلها فيه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]