قد يكون مفهوما أن لا ثوابت في السياسة وأن المصالح وحدها تقود علاقات الدول، غير أن تركيا في علاقاتها مع العرب انتهجت سياسات شديدة التحول منذ أن أطلق حزب العدالة والتنمية شعار صفر مشاكل لتنقلب أنقرة على هذا الشعار وتتوتر علاقاتها مع الخليج ومصر وتونس والعراق وسوريا وغيرهم ما أشاع توجسا عربيا في مشرق المنطقة ومغربها من أجندات تركية متقلبة.
ومن القاهرة أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن مصر تأمل بعودة سياسة تركيا الخارجية إلى ما قبل 2011.
وأوضح هريدي، خلال تصريحات له مع برنامج أبعاد، أن السياسة الخارجية التركية قبل 2011 كانت تعتمد على تصفير الأزمات ولم تكن لديها أزمات مع الدول العربية.
وأشار إلى أنه على تركيا استغلال تلك الانفراجة في العلاقات مع الدول العربية وتغيير نهج سياسة الصدامات والتدخلات.
ومن اسطنبول أكد د. سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية، أن تركيا تعمل على منع تحويل الـ PKK لورقة ضغط ضدها في العراق.
وأوضح صالحة، خلال تصريحات له مع برنامج أبعاد، أن هناك مسار جديد في العلاقات التركية العراقية عكس ما يتردد وبعيدا عن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
وأشار إلى أن التنسيق بين العراق وتركيا موجود بشكل أو بأخر، موضحا أن العمليات العسكرية التركية تحقق نجاحات في شمال العراق.
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي من أربيل سرمد البياتي الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، أن العلاقة مع تركيا يجب أن تقوم على أسس احترام واضحة واحترام للسيادة.
وأوضح البياتي، خلال تصريحات له مع برنامج أبعاد، أن عودة ترميم العلاقات العربية التركية حتى لو كانت منفردة فهو أمر إيجابي.
وأشار إلى أن العلاقات التركية العراقية تربطها تبادل تجاري كبير ولمصلحة أنقرة أن تحافظ على تلك العلاقات.
ومن الرياض شدد مبارك آل عاتي الكاتب والمحلل السياسي، على أن التغيرات في سياسة أردوغان تثير قلق الدول العربية
وأشار آل عاتي، خلال تصريحات مع برنامج أبعاد، أن الدول العربية “المفيدة” مثل الإمارات ومصر والسعودية نجحوا في إدارة علاقاتهم مع تركيا.
وأوضح أن العلاقات السعودية التركية لم تنقطع لكنها تدهورت في الفترة الأخيرة، لكن المملكة لديها علامات استفهام حول تغير موقف أردوغان المفاجئ.
وشدد على أنقرة تفتح صفحة جديدة هذه الأيام تحسن علاقتها مع السعودية والإمارات وهي في مرحلة محادثات مع مصر لتطبيع علاقات البلدين.
