أدانت قوى وطنية وفلسطينية اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، على جنازة الشهيد المقدسي وليد الشريف بالقدس المحتلة.
اعتبرت الرئاسة الفلسطينية اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشيعي الشهيد وليد الشريف، ومقبرة المجاهدين في القدس، بأنه عمل وحشي وهمجي.
وقالت الرئاسة في بيان صدر عنها الليلة، إن قوات الاحتلال لم تعد تكتفي بارتكاب جرائمها بحق الأحياء من الشعب الفلسطيني، بل طالت انتهاكاتها حرمة الأموات والمقابر.
وأكدت الرئاسة أن الحكومة الإسرائيلية بهذه الجرائم هي وحدها من يتحمل مسؤولية التصعيد الجاري، وأنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بزوال هذا الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وحقه بتقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت الرئاسة المجتمع الدولي بالكف عن الكيل بمكيالين، والنظر إلى ما يجري في فلسطين بعين عادلة.
إرهابٌ صهيوني
أكدت حركة حماس أن اعتداء قوّات الاحتلال على مشيّعي جنازة الشهيد وليد الشريف إرهابٌ صهيوني سيقابل بمزيد من الصمود والتحدي والمواجهة المفتوحة.
وقالت الحركة في تصريح صحفي، إنَّ اعتداء قوّات الاحتلال الصهيوني على جماهير شعبنا وأهلنا في القدس، الذين خرجوا في تشييع جثمان الشهيد وليد الشريف، مساء الإثنين، وقمعهم واستهدافهم بالرّصاص الحيّ، وإصابة العشرات منهم، هو جريمة تفضح إرهاب وسادية هذا العدو، وانتهاكاته لكلّ القوانين والأعراف والشرائع.
وأضافت أن هذه الجريمة تكشف مجدّداً أنَّ قيادته فقدت صوابها، وباتت في حالة من الذعر والخوف، أمام حالة التلاحم والصمود الشعبي والتصدّي لكلّ مخططاته التهويدية والاستيطانية.
الجهاد الإسلامي
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن اعتداء الاحتلال على جنائز الشهداء في القدس جريمة لا تغتفر، وإن تكرارها في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة واليوم في جنازة الشهيد وليد الشريف هو جزء من الحرب التي تستهدف المقدسيين.
وأكد طارق سلمي المتحدث باسم الحركة في تصريح صحفي، أن الاعتداء على مواكب تشييع الشهداء جريمة لن تغتفر، محذرا الاحتلال من تداعيات هذه الجرائم.
وأضاف: إن محاولة الاحتلال الهادفة لإرهاب أهلنا في القدس وفض الالتفاف الشعبي حول الشهداء وعوائلهم، محاولات يائسة تعكس عمق الفشل والعجز الذي وصل إليه المشروع الصهيوني”.
ودعا سلمي أبناء الشعب الفلسطيني لتحدي الاحتلال والمشاركة الحاشدة في أداء الواجب والوقوف إلى جانب ذوي الشهداء والأسرى.
فاشية غير مستغربة
بدورها رأت الجبهة الديمقراطية أن اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مشيعي جنازة الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة، يؤكد فاشية دولة الاحتلال ومنظومتها القانونية والأمنية والسياسية، واستهتارها بالرأي العام والقانون الدولي.
وقالت إن هذه الخطوات العدوانية غير مستغربة من دولة قامت على بحار الدماء وأشلاء الضحايا، والمقابر الجماعية، وتستمد عقيدتها من تاريخها الغارق بدماء أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
ووجهت التحية لجماهير الشعب الفلسطيني على مواقفهم البطولية في التصدي لقوات الاحتلال واصرارهم على التمسك بالمقاومة الباسلة بكل الأشكال والأساليب المتاحة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الإثنين، إصابة 72 فلسطينيا خلال اعتداء قوات الاحتلال على جنازة الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة.
ونقل المسعفون 13 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج منها إصابتان في العين مباشرة.
وأشار مراسل الغد إلى أن أغلب الإصابات كانت بالرصاص المطاطي.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب وقنابل الصوت على مشيعين في جنازة الشهيد الفلسطيني، ووقعت حالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع، وكان من بين المصابين مسعف أصيب بالاختناق.
وتحدث الهلال الأحمر بالقدس عن “إصابة سيارة إسعاف بأضرار أثناء نقلها جثمان الشهيد من مستشفى المقاصد الى المسجد الاقصى خلال مواجهات مع الشبان على طول الطريق”.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين المشاركين في تشييع الشهيد بشكل عشوائي.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة 4 من عناصر الشرطة الإسرائيلية خلال الأحداث مساء الإثنين.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد سلمت جثمان الشهيد إلى مستشفى المقاصد قبل أن يتم نقله إلى المسجد الأقصى للصلاة عليه ونقله إلى مقبرة المجاهدين القريبة، حيث قمعت قوات الاحتلال المشيعين في محيط المسجد الأقصى.
وأطلقت شرطة الاحتلال النار على المشاركين في الجنازة أثناء توجههم إلى المقبرة، لدفن جثمان الشهيد.
وشيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة جثمان الشهيد وليد الشريف من المسجد الأقصى المبارك.
واستشهد الشاب الشريف (23 عاما) من بيت حنينا، السبت الماضي، متأثرًا بإصابته داخل المسجد الأقصى في الجمعة الثالثة من رمضان.
