حذر سياسيون وخبراء في تونس، من مخطط حركة النهضة الإسلامية (إخوان تونس) استثمار الانتخابات البلدية المقبلة، بوابة لإقامة الدولة الإخوانية، وأنها تعمل جاهده على العودة لحكم تونس بعد أن كانت تراجعت للمرتبة الثانية فى أعقاب الإطاحة بجماعة الإخوان فى مصر.
وتشير دوائر سياسية وحزبية في تونس، إلى أن حركة النهضة، وبعد أعوام من لمّ شتاتها بدأت التحرك انطلاقا من الانتخابات البلدية التى ستجرى فى شهر مايو/ آيار المقبل، للسيطرة على حكم الولايات، استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية فى العام المقبل.
كان زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، أكد أن النهضة ستشارك في الانتخابات الرئاسية.. مضيفا: «سنناقش الأمر بعد الانتخابات البلدية، التي هي مصدر قلقنا المباشر حاليا، لكن من المؤكد أن النهضة ستشارك في الانتخابات الرئاسية، ولن نتخذ موقفا محايدا كما في عام 2014 وسوف ندعم مرشحا محددا».
وكشف حزب نداء تونس ـ حزب الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى ـ مخطط الإخوان قبل انطلاق عمليات الدعاية للانتخابات المرتقبة، حيث حذّر المتحدث الرسمى باسم حركة «نداء تونس» المنجى الحرباوي، من مخطط الحركة الإخوانية خلال الانتخابات المقبلة، طالبا من الشعب التونسى توخى الحذر من السقوط فى الفخ الذى تخطط له النهضة ورئيسها راشد الغنوشى.
وقال «الحرباوى» إن القوائم المستقلة المترشحة لخوض الانتخابات البلدية فى شهر مايو/ آيار المقبل والتى أعلنت حركة النهضة الإسلامية دعمها، تمثل خطرا كبيرا على البلاد، لافتا الى أن تلك القوائم التى تٌصنف نفسها مستقلة هى مخطط لتمرير الدولة الإخوانية المتطرفة.. موضحا أن هذه الكيانات المستقلة التى تحمل أفكارا مشتتة و تحمل أمراضا و عقد نفسية فردية و جماعية و لها تحالفات سرية مع حركة النهضة ـ إخوان تونس ـ غايتها الأولى تشتيت الاصوات، و ضرب وحدة الصف الوطنى للقوى الوسطية الديمقراطية التونسية و السيطرة و الاستفراد بالحكم فى المحافظات.
وتؤكد الدوائر السياسية في تونس، أن حركة النهضة الإسلامية، تدرك تماما أن أكثر من 5 ملايين تونسي يراهنون على الانتخابات البلدية المقبلة، والتي تعد ركيزة هامة لإقامة الحكم المحلي، وتأسيس قاعدة شعبية للانتخابات الرئاسية المقبلة، باعتبارها أول انتخابات بلدية في البلاد بعد نحو سبع سنوات، ومنذ الثورة الشعبية في تونس، وأن حركة النهضة بدأت تعيد حساباتها جيدا على القواعد الشعبية بتشكيل قوائم توحي بأنها مستقلة، وتتكوّن من أفراد لا تجمعهم أيّة رؤية، سوى غايات وطموحات تقودها حركة النهضة، وفى اطار سعيها للسيطرة على انتخابات البلديات ـ المحليات ـ احتلت حركة النهضة صدارة ترتيب الأحزاب التونسية في عدد القوائم المترشحة ، بتغطية بـلغت 100%، عن كل الدوائر الانتخابية، وعددها 350 دائرة.
وأن وضع المستقلين في رئاسة القوائم ، والذين تعدوا نسبة 50% من المترشحين فضلا عن وضع المرأة فى مواقع عديدية، هي مغازلة صريحة للشعب التونسى ومحاولة الظهور بمظهر المنفتح على الدولة المدنية، وتحاول الحركة بهذه المناورة السياسية التوارى خلف المستقلين والمرأة وجذب الناخبات والناخبين إلى صناديق الاقتراع للتصويت لقوائمها، حيث يراهن «الغنوشي» على الفوز بنتائج الانتخابات البلدية ليحسم ترشيح الحركة شخصا لانتخابات الرئاسة بناء على الأوزان الانتخابية التي يعتبرها أرضية شرعية شعبية.
