في أعقاب انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وتهديديه بترحيل المهاجرين غير القانونيين، أعاد عمداء عدد من المدن الأمريكية تأكيدهم على استمرار سياستهم الرافضة لترحيل المهاجرين، والتي تتبعها الحكومة الاتحادية، وقالوا إن مدنهم ستصبح ملاذا للمهاجرين.
ففي أول لقاء أجراه ترامب الأحد الماضي، كرئيس منتخب، مع برنامج «60 دقيقية»، أكد على ما أعلنه خلال حملته الانتخابية، وأنه سيرحل فورا ما يقرب من 2 أو 3 ملايين مهاجر غير قانوني في الولايات المتحدة، ولهم سجلات إجرامية، وقال ترامب «ما سنفعله هو إخراج هؤلاء المجرمون الذين يحملون سجلات إجرامية، وأعضاء العصابات، ومروجي المخدرات، ربما يقترب عددهم من 2 مليون شخص، قد يكون 3 ملايين، لكن سنخرج هؤلاء من بلادنا»، وخلال حملته الانتخابات، هدد ترامب بالقضاء على «مدن الملاذ».
ويقصد بمدن الملاذ المدن التي تحظر قوانينها على الشرطة والمسؤولين سؤال الأشخاص عن وضعهم كمهاجرين، وترفض ترحيلهم حتي لو ارتكبوا جرائم، على سبيل المثال لو تم توقيف شخص في مدينة شيكاغو بتهمة القيادة بدون رخصة، فإنه سيحاكم بالمدة المحددة أو يدفع غرامة، ثم يتم إطلاق سراحه، ولن يتم ترحيله، وأول مدينة تبنت هذه السياسة وأصبحت مدينة ملاذ هي، مدينة لوس أنجلوس في عام 1979، ويبلغ حاليًا عدد هذه المدن 18 مدينة.
وعقب حوار ترامب، قال عمدة مدينة لوس أنجلوس، إيرك جراسيتي، لصحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، إنه تجنب استخدام مصطلح «مدن الملاذ»، لأنه تعريف ضعيف، وأن ولايته ستتعاون مع مسؤولي الهجرة الفيدراليين، حين تكون هناك جريمة تستدعي الترحيل، لكن ما دون ذلك ستظل لوس أنجلوس مدينة مرحبة بالجميع، ولن يتجول ضباط شرطتها لسؤال الناس عن أوراقهم.
كذلك قال قائد شرطة لوس أنجلوس، شارلي بيك، الإثنين الماضي، إنه ليس لديه خطط للتدخل في جهود الترحيل التي تبذلها الحكومة الفيدرالية، وأنه سيمنع ضباط الشرطة الفيدرالية من التواصل مع الناس لمعرفة أوضاعهم كمهاجرين.
وفي السياق ذاته، أكد عمداء مدن شيكاغو وبوسطن ونيويورك، على موقفهم الرافض من سياسية ترحيل المهاجرين.
وقال عمدة شيكاغو، راهام إيمانويل، في تصريحات صحفية للمهاجرين، «أنت بأمان في شيكاغو، سنقدم لك الحماية والدعم»، مضيفًا «الإدارات قد تتغير، لكن القيم والمبادئ ستظل ثابتة، وشيكاغو دائمًا ستظل مدينة ملاذ».
وفي اليوم التالي للانتخابات، قال عمدة مدينة بوسطن مارتي والش، «إنه سيعمل على حماية المهاجرين غير القانونيين في المدينة، ولن يسمح لأي شخص بتغيير سياسيات مدينة بوسطن».
ويقدر عدد المهاجرين غير القانونيين في الولايات المتحدة الأمريكية بـ11 مليون شخص.
إلا أن رفض سياسات مطالب الترحيل، التي يطالب بها ترامب لا يوافق عليها كل عمداء البلاد، حيث قال بريستول شريف رئيس مقاطعة توماس هودجسون، «لا يخفي على أحد أن هؤلاء المجرمون الإرهابيون غير الشرعيون يبحثون عن مكان لا يمكن القبض عليهم فيه»، وأضاف في تصريحات صحفية لقناة «سي بي أس» إن «مدن الملاذ تكسر القانون الفيدرالي للولايات المتحدة».
وواصل «المؤسف حقًا هو أن أي مسؤول منتخب في هذه البلاد يمكنه أن يقترح مجموعة من الناس ولا يخضعهم للقانون».
