ملك المغرب يأمر بالتحقيق في واقعة «طحن تاجر السمك».. و41 منطقة تدعو للتظاهر
أفاد موقع إخباري مغربي أن ملك المغرب محمد السادس، الذي يتواجد حاليا في عطلة خاصة يقضيها في جزيرة «زنجبار» بتنزانيا، «أعطى تعليمات صارمة للمسؤولين من أجل التحقيق في واقعة محسن فكري، بائع السمك الذي فرم جسده شاحنة للنفايات ليلة الجمعة الماضية بالحسيمة». ويأتي ذلك في الوقت الذي تضاعفت عدد المدن والقرى التي أعلنت عن تنظيمها مظاهرات تنيديا بالحادث ووصلتت إلى 41 منطقة.
وقالت مصادر لموقع «هسبريس» إن الملك يتابع باهتمام بالغ قضية بائع السمك الذي فدى بروحه سلعته التي صادرتها السلطات الأمنية المحلية بالحسيمة، حيث دهسته آلة ضغط القمامة بالشاحنة، كما طالب الملك بمحاسبة كل من ثبت تورطه في تلك الحادثة المفجعة.
وأفادت وزارة الداخلية المغربية، أن الملك أصدر تعليماته إلى وزير الداخلية، محمد حصاد، للتوجه اليوم الأحد، إلى مدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة الملك إلى عائلة المرحوم.
وأورد بلاغ وزارة الداخلية بأن «حصاد أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية السامية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته».
كرة سياسية ملتهبة
وتحولت قضية «سماك الحسيمة» إلى كرة سياسية وحقوقية ملتهبة في البلاد، بعد أن تبادلت عدة أطراف الاتهامات بخصوص المتورطين في مقال فكري بتلك الطريقة التي وصفها الكثيرون بالمفجعة، فيما سارعت إدارة الأمن إلى تبرئة مسؤول أمني روج البعض بأنه أمر سائق الشاحنة بطحن فكري.
وفي نفس الوقت اتهمت الأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب «الأصالة والمعاصرة» صاحب ثاني أكبر تكتل في البرلمان في تحميل الحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران المسؤولية في هذه«الفاجعة المؤلمة ووقائع أخرى مماثلة من خلال طريقة تعاطيها وتعاملها التي تضرب في الصميم أبسط حقوق المواطن»؛ وهي« الكرامة والعيش الكريم والحق في الحياة».
وبالمقابل فضل عبد الإله بنكيران، بصفته الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي يقود حكومة تصريف الأعمال، النأي عن نفسه من دعوات إلى الاحتجاج في مدن مغربية مساء اليوم الأحد، ودعا أنصار حزبه إلى عدم الاستجابة لأي احتجاج على مقتل بائع الأسماك الذي فرمته شاحنة النفايات.
دعوة لمظاهرات في 41 منطقة
وشهدت المغرب حالة حراك وغضب نتيجة الحادثة التي أثارت تعاطفا على كافة المستويات، خاصة مع دعوة منظمات شبابية وسياسية وجمعيات، بوقفات احتجاجية وتضامنية مع فكري في مدن عديدة، ومن المرتقب أن تشهد بعض مدن المملكة تظاهرات احتجاجية مساء اليوم على مقتل بائع السمك بتلك الطريقة المروعة، بعد أن طحنت آلة الضغط على جسد الشاب الذي حاول إنقاذ بضاعته من الحجز والإتلاف، فيما لاقى الشاب تضامنا كبيرا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ولاقت هذه الدعوات، في مواقع التواصل الاجتماعي، تعاطفا كبيرا. وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك العديد من «الهاشتاجات» تدعو إلى الخروج إلى التظاهر، مثل: «#طحن_مو #شهيد_الحكرة #محسن_فكري»، «#هي_جريمة_قتل_وليس_انتحارا».
وأعلن نشطاء تضاعف عدد المدن والقرى التي ستشهد احتجاجات، إثر مصرع تاجر السمك ووصل إلى 41 منطقة وكان أهمها: الحسيمة، والرباط، وطنجة، والقنيطرة، والدار البيضاء، ومراكش، وتطوان، وبني ملال، والقصر الكبير، وسيدي سليمان، ووجدة، وإمزورن، والصويرة، وبوكيدان، وأكادير، وبني بوعياش، والناضور خروج تظاهرات بها.
وكانت مدينة الحسيمة قد شهدت طيلة ليلة الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويوم السبت، احتجاجات واسعة إثر مصرع شاب تاجر سمك، في شاحنة للنفايات.
وكان الضحية محسن فكري، وهو شاب في مقتبل العمر، يمارس مهنة بيع السمك بمدينته عندما تمت مصادرة بضاعته من طرف رجال الأمن بدعوى أنه حصل عليها بطريقة غير قانونية، وتم رميها في شاحنة لسحق الأزبال، فقفز الشاب خلف بضاعته لاستعادتها، لكن آلة الشفط كانت أسرع وأقوى من إرادته فحطمت عضامة وسحقت لحمه مع بضاعته التي شفطتها.
وفرض حجم الاحتجاجات التي شهدتها مدينة الحسيمة على عامل المدينة والوكيل العام للملك، النزول إلى الشارع في ساعة متأخرة من الليل، في سابقة هي الأولى من نوعها، للتفاوض مع المحتجين الغاضبين.
