زادت العلاقات المصرية التركية تدهورا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على رجب طيب أردوغان، ومرت بعدة مراحل نرصدها في سياق هذا التقرير.
مصر ترفض وصف حكومة تركيا بـ«المنتخبة ديمقراطيا»
فبعد ساعات قليل من سيطرة أردوغان وحكومته على مقاليد الأمور، ترددت أنباء عن عرقلة مصر صدور بيان عن مجلس الأمن يدين أحداث تركيا، لكن دبلوماسيا مصريا نفي صحتها، وقال إن مصر لا يوجد لديها اعتراض على مجمل البيان، ولكنها طرحت تعديلا طفيفا في إحدى الصياغات.
الدبلوماسي المصري، الذي لم يفصح عن اسمه، قال إن مصر عارضت عبارة في البيان عن ضرورة «احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا»، واقترحت استبدالها بعبارة تطالب باحترام المبادئ الديمقراطية والدستورية وحكم القانون.
أردوغان يهاجم السيسي
أردوغان من جانبه، استغل أول حوار إعلامي له بعد استعادة السيطرة على بلاده، والذي أجرته قناة الجزيرة القطرية، لمهاجمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ووصف أردوغان السيسي بأنه «رجل انقلابي، قام بالانقلاب على الرئيس المنتخب مرسي بقوة السلاح».
خارجية مصر: أردوغان لا يعرف الفرق بين الثورة والانقلاب
لكن الخارجية المصرية ردت على أردوغان بأن «الرئيس التركي غير قادر على التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان، خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري، للمطالبة بدعم القوات المسلحة، وبين انقلابات عسكرية بالمفهوم المتعارف عليه».
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن «الرئيس التركي يتطاول مجددا على القيادة المصرية، ويستمر في خلط الأوراق وفقدان بوصلة التقدير السليم، الأمر الذي يعكس الظروف الصعبة التي يمر بها».
برلمان مصر يريد الاعتراف بـ«مذبحة الأرمن»
وفي تطور جديد، يزيد من تدهور العلاقات المصرية التركية، أثار عدد من نواب البرلمان المصري قضية «مذبحة الأرمن»، وجمعوا توقيعات 337 عضوا لطرح مشروع قرار على مجلس النواب، ينص على الاعتراف رسميا بجريمة الإبادة الجماعية، التي وقعت ضد الأرمن، من قبل الإمبراطورية العثمانية.
وناشد النواب الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة باعتراف المجتمع الدولي بهذه الجريمة، وما ترتب عليها من آثار.
مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، قال في تصريح سابق لـ«الغد»، تقدمنا بطلب موقع من غالبية أعضاء البرلمان، في صورة وثيقة لرئيس المجلس الدكتور علي عبد العال، لطرح مشروع قرار «الاعتراف المصري رسميا بمذبحة الأرمن على أيدي الإمبراطورية العثمانية».
وتوقع بكري تصديق مجلس النواب على القرار، وبذلك تكون مصر ضمن 10 دول، و11 برلمانا عالميا اعترفوا بالإبادة الجماعية للأرمن، إلى جانب منظمات حقوق الإنسان العالمية.
مصر تتحفظ على إدراج جماعة كولن على قوائم الإرهاب
وفي سياق التصعيد، تحفظت مصر على مشروع قرار تقدمت به تركيا في الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، أمس الأربعاء، المنعقد في مدينة جدة السعودية، الذي انطلق الثلاثاء ويستمر حتى اليوم الخميس، يصنف جماعة «فتح الله جولن» التركية كمنظمة إرهابية.
وأوضحت وكالة أنباء الإسلامية «أينا»، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، أنه خلال الاجتماع التحضيري للدورة الـ43 لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية، رفع مشروع قرار يإدراج منظمة «فتح الله جولن» كمنظمة إرهابية، إلى المؤتمر الوزاري المقرر في العاصمة الأوزبكية طشقند أكتوبر/ تشرين الأول 2016، لافتة إلى أن القرار اعتمد بشكل جماعي من الدول الإسلامية، باستثناء مصر، التي تحفظت على القرار لمرجعية ذلك إلى بعض الإجراءات القانونية.
«نحن مع الإجماع في المنظمة إزاء أي مشروع قرار، لكننا نرغب في التشاور مع القاهرة، لبحث بعض الإجراءات القانونية»، هكذا برر مندوب مصر في الاجتماع موقف بلاده.
تركيا تعتبر عناصر منظمة «الخدمة» المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز الجاري، وألقت القبض على عدد من أعضائها، وأغلقت المقار والهيئات التابعة لها، كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم زعيم الجماعة فتح الله كولن، الذي يعيش في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 1998.
العلاقات المصرية التركية إلى أين؟
السؤال الذي مازال يطرح نفسه، إلى أين تذهب العلاقات المصرية التركية أكثر من ذلك؟ وما هو مستقبلها في ظل هذا التصعيد المتبادل بين القاهرة وأنقرة؟ وما موقف أي مبادرات صلح بين الجانبين؟
جدير بالذكر أن التمثيل الدبلوماسي بين مصر وتركيا في مستوى متدني يقتصر على القائم بالأعمال، ولا يوجد سفراء بين البلدين.
