100 مليون خط هاتف محمول داخل الخدمة في مصر، تلقت جميعًا، بلا استثناء، رسالة SMS يقول محتواها «ارجع يامحمد أبوك لقى آثار».
غالبية المصريين يعرفون أنها «اشتغالة» ونفر قليل منهم حاولوا الاتصال بالرقم، إمّا من قبيل الفضول أو لتعلقهم بحلم الثراء السريع، الذين يسمعون عنه كل يوم من تجارة الآثار، وما إن يرد المتحدث على الطرف الآخر، حتى ينطلق في وصلة من الاعتذار أن الرسالة تم إرسالها بطريق الخطأ، فلا يجد الطالب سوى إغلاق الخط، أمّا إن حدث وتجاوب معه في الحديث وأوهمه أنّ لديه أثارًا بالفعل، أو أنّ لديه تاجرًا يستطيع «تصريف البضاعة» يضرب له موعدًا ويحدد مكانًا للقاء من أجل معاينة «الحتة»، لكن لم يحدث قط أن تمّ اللقاء، إذ يجد الحالم بالثراء من يحذرّه من أنّ ذلك قد يكون فخًا يسعى آخرون للإيقاع به في براثنه ويسلبونه أمواله أو يحتجزونه رهينة مقابل طلب فدية من ذويه.
مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، احتفت بسقوط المتصل المجهول، صاحب الرسالة في قبضة جهاز المباحث الجنائية بمديرية أمن بني سويف، الذي أعلن ضبط تاجر آثار بحوزته تماثيل وعملات معدنية، ورسائل مرسلة لأشخاص بامتلاكه آثار.
وكانت معلومات وصلت لوحدة مباحث مركز شرطة ناصر بقيام «علي. ع .ح» 41 سنة بالإتجار في الآثار والعملات المعدنية، وإرسال رسائل لأرقام عشوائية تفيد بحيازته لآثار يريد ترويجها.
تم ضبط المتهم داخل منزله. وعثر بحوزته على فرد خرطوش محلي الصنع، وتمثال خشبي كبير الحجم، و6 قطع تماثيل ذهبية اللون يشتبه في أثريتها، بالإضافة إلى عملات معدنية، ورسائل على تليفونه المحمول مرسلة لأرقام عشوائية منها رسائل صريحة تفيد امتلاكه آثار، ورسائل غير صريحة مثل «ارجع يا محمد أبوك لقى آثار» تم التحفظ على المتهم والمضبوطات وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.
وكان أظرف التعليقات، ما كتبه أحد رواد موقع «فيسبوك» قائلا: «الراجل ده اشتغل الشعب كله»، وكتب آخر: «ارجع يا محمد أخوك اتمسك بالرسايل وعايزين محامي».
