«خطاب مظلم، ومخيف».. هكذا وصف سياسيون ومراقبون الخطاب الذي ألقاه المرشح الرسمي للحزب الجمهوري للانتخابات الأمريكية، الملياردير، دونالد ترامب، في مؤتمر الحزب المنعقد في كليفلاند بولاية أوهايو، في الوقت الذي ترتكز فيه عادة خطابات المرشحين للرئاسة إلى التفاؤل والأمل.
الخطاب، الذي وصف بأنه الأسوأ في تاريخ الحملات الانتخابية الأمريكية، تحدث فيه ترامب بلهجة صاخبة، ولم يظهر بمظهر القائد الذي عهد عليه رؤساء أمريكا، كما وصفته الصحف الأمريكية، التي أكدت أنه تجاوز الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في تجاوز مدة الخطاب «الطويل»، إلا أنه كان حول «اللاشيء»، فيما وصفه البعض، مازحا، بأنه «سوبر مان الذي جاء لينقذ أمريكا، بعد أن قال ترامب إن خطابه «يأتي في لحظة وأزمات عديدة، وبيئة أمريكية خطيرة».
وفي الإطار نفسه، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن ترامب رسم الولايات المتحدة في «صورة سوداوية، وبلهجة غاضبة»، مصورا نفسه بأنه منقذها من الأعداء.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الخطاب الأطول منذ عام 1972 تقريبا، لم يتطرق إلى المرأة أو المواطنين السود أو اللاتينيين الذي طالما أثار جدلا سياسيا بتصريحاته بشأنهم.
وتوالت الانتقادات حول خطاب ترامب، حيث كان المرشح الديمقراطي السابق، بيرني ساندرز، من أبرز المنتقدين لكلمات ترامب عبر تدوينات مباشرة أطلقها ساندرز مباشرة في أثناء الخطاب.
ورد ساندرز على ادعاءات ترامب في أثناء الخطاب بأن مؤيدي سيناتور فيرمونت سوف يتوجهون إلى دعم المرشح الجمهوري بعد انسحاب ساندرز، الذي أكد في تدوينته، أن «الناخبين الذين أيدوني لن يدعموا ترامب، الذي كان أساس حملته الانقسام والتعصب».
وفي تدوينة أخرى، أكد ساندرز أن ترامب خاطئ، لافتا إلى أن السبب الحقيقي في عدم استقرار الشرق الأوسط هو غزو العراق، متسائلا عن الرئيس بوش.
وحول ما قاله ترامب بأنه «يمكنه إدارة البلاد وحده»، تساءل ساندرز ما إذا كان «هذا الشخص مرشحا لأن يكون رئيس أم ديكتاتور».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض في عهد الرئيس جورش بوش، أن خطاب ترامب هو خطاب «مخيف، ومظلم».
على الجانب الآخر، كان ترامب أول مرشح أمريكي يتطرق، في خطابه أمام مؤتمر حزبه، إلى حقوق المثليين، حيث أعرب ترامب عن اعتزامه بذل كل ما في جهده لضمان حقوقهم وحمايتهم من «أيديولوجية العنف والكره تجاههم».
وفي جانب من خطابه، وجه ترامب الاتهامات إلى منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وفترة توليها منصب وزيرة خارجية أمريكا في ولاية أوباما الأولى، لافتا إلى أن «سياستها في كل من العراق ومصر وليبيا وسوريا أدت إلى فوضى سياسية».
ونقل موقع فوكس الأمريكي، تدوينات سياسيين أمريكيين نددت بالخطاب، حيث رأت ابنة المرشح الجمهوري السابق جون ماكين، أن الخطاب يكتب نهاية الحزب الجمهوري.
ووصف صحفي وول ستريت جورنال الأمريكية، الخطاب بأنه «قاس، عديم الشفقة، وداع لخوف والكراهية.
