لا تمر ذكرى وفاة الجنرال عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق في مصر، إلا ويعيده محبوه للحياه مرة أخرى.
يطلق عليه «الميت الحي»، فمازال هناك من يشكك في وفاته أو على الأقل يشكك في أنه توفي نتيجة مرض النشواني، في 19 يوليو/ تموز 2012 في الولايات المتحدة، في «مستشفى كليفلاند».
19 يوليو ذكري اعلان الوفاه المزعومه#الجنرال_عمر_سليمان الله_يرحمه ويديله الصحه pic.twitter.com/GhIvmEcHcD
— ♫→❤عاشق مصر ❤←♫ (@CALABALA1) July 19, 2016
الرجل الغامض في حياته، الذي قضي 25 عاما يعمل في كواليس الحكم، أصبح موته أكثر غموضا.
ظهرت في الفترات الماضية عدة حملات تطالب بظهوره، منها الحملة الرسمية للمناداة بظهور اللواء عمر سليمان.
وأكدوا أن سليمان مختفٍ ولم يقتل، وأنه جزء من خطة وضعتها المخابرات العامة المصرية بكل دقة لخداع وتضليل بعض أجهزة المخابرات الغربية.
هناك من قال إنه شاهده يتجول في أحد «المولات»، وآخر شاهده في مكة في أثناء أداء فريضة الحج، وهو يجلس على كرسي متحرك.
سيناريو آخر ظهر يرجح أنه قتل في سوريا في عملية قتل مدبرة في تفجير مبني الأمن القومي السوري، قتل فيها أهم 4 رجال في المنطقة بينهم وزير الدفاع السوري، العماد داود رجحة، والعماد آصف شوكت، صهر الرئيس السوري ورئيس جهاز الأمن القومي، وفي نفس يوم وفاة سليمان توفي مسؤول رفيع المستوى في الموساد الإسرائيلي، في حادثة سير في تل أبيب، اتبع ذلك إعفاء رئيس المخابرات السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، من منصبه وتعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، رئيسا جديدا للاستخبارات.
وكان سليمان قد تعرض لمحاوله اغتيال عقب تعينه نائبا للرئيس، أسفرت عن مقتل سائقه واثنين من حراسه، ورغم نفي مصادر أمنية مصرية آنذاك للأمر، إلا أن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط خرج ليؤكد الخبر دون أي تعليق من سليمان.
المقربون منه أنفسهم اختلفوا حول وفاته، حيث نفى الرئيس الأسبق حسني مبارك ما أثير بشأن مقتل سليمان في سوريا، وقال إن سليمان سافر إلى الإمارات خوفا من انتقام جماعة الإخوان عقب وصولها للحكم.
ووفقا لتسجيلات صوتية نشرها جريدة «اليوم السابع» المصرية، وتحدث فيها مبارك، مع طبيبه الخاص وأحد ضباط الحراسة، قال «والله هوه مش اتقتل.. وعلى فكرة هو مرحش سوريا خالص».
وأشار مبارك إلى أن عمر سليمان كان مريضا، «هو كان بيقول لي: أنا بزرع شعر لما كان بيسافر بره كتير للعلاج.. بس أنا كنت عارف إنه عنده حاجة تانية.. لما وصل اتحجز في المستشفى يومين ولما لقيوا الحالة خطيرة سفروه أمريكا قعد 4 أيام هناك».
بينما أعرب حسين سالم، رجل الأعمال الهارب، في حوار مع إحدى القنوات، عن شكوك كبيرة لديه حول عملية وفاته، مرجحا أنه لم يمت موتة طبيعية، وأن جماعة الإخوان هي من قتلته مثلما قتلت الرئيس الراحل أنور السادات.
ونقل الكاتب مصطفي بكري، الذي التقي كريمتي اللواء، رانيا وداليا، خلال إعداده كتاب «الصندوق الأسود عمر سليمان»، حديث ابنته رانيا عن مرضه، قائلا على لسانها «لم يكن الأمر جديدا في منتصف عام 2012، لكننا لم نعلم بخطورة المرض وتداعياته، كان والدي يعاني في فترات سابقة، وساءت حالته وذهب إلى ألمانيا لإجراء الفحوصات».
وتروي ابنته داليا، أن حالته تدهورت، فكان القرار بالسفر إلى أمريكا للعلاج، وتم الحجز في مستشفى كليفلاند، وتضيف «وصلنا إلى أمريكا يوم الأحد 15 يوليو/ تموز، قضي ليلته الأولى في الفندق قبل أن يذهب للمستشفي»، لكن قبل وصولهم بيوم واحد جاءت نتيجة الفحوصات من ألمانيا، التي أكدت أن والدها مريض بداء النشواني، ليتوفي بعدها بأيام معدودة، وهي معه في المستشفي.
