قالت مصادر أمنية وكنسية مصرية، إن أعمال عنف اندلعت اليوم الخميس بين مسلمين وأقباط في قرية كرم اللوفي، التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا، على خلفية شائعة باعتزام أحد الأقباط إقامة منشأة كنسية، وذلك حسب ما نقل موقع أصوات مصرية المحلي.
وقال مصدر في مديرية أمن المنيا، في تصريحات صحفية اليوم، إن عشرات من مسلمي قرية كرم اللوفي تجمعوا أمام منزل -تحت الإنشاء- ملك لشخص مسيحي، على خلفية تردد بعض الشائعات عن اعتزامه استخدام المنزل كمنشأة كنسية عقب التشييد.
وأضاف المصدر أن بعض المسلمين قاموا «بإشعال النيران بالشدة الخشبية المستخدمة لصب سقف المنزل وأن النيران امتدت لأربع منازل مجاورة.. وفروا هاربين إلى الزراعات، وشملت التلفيات تحطيم سيارتي شرطة، بعد قيام بعض المتجمعين بقذف قوات الأمن بالحجارة.
وقال القمص داود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس، إن 4 منازل مملوكة لأقباط تعرضت للحرق على يد مجهولين، وإنه لا يوجد ضحايا نتيجة أعمال العنف، مؤكدًا أنه «لا صحة لبناء كنيسة بتلك القرية»، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية انتقلت إلى القرية للسيطرة على الاشتباكات وضبط المتورطين في الواقعة.
وقالت مصادر كنسية وأهال في القرية، إن القرية لا يوجد بها كنيسة منذ نشأتها، مشيرين إلى أن عدد الأقباط بها يصل إلى نحو 280 فردا وهو ما يعادل 10% من نسبة السكان، وأنه أثناء قيام المواطن المسيحي ببناء منزل على قطعة أرض، وبنائه أعمدة للمنزل اعترض عدد من الأهالي المتشددين في القرية، وقالوا إنه يبني كنيسة، وتم إبلاغ الشرطة عنه فقدم الشاب ما يثبت قيامه بإنشاء منزل وأخلي سبيله.
وكانت محافظة المنيا شهدت، شهر مايو الماضي، أحداث عنف عندما قام نحو 300 شخص بإحراق منازل مسيحيين في قرية الكرم بمركز أبو قرقاص، وتم تجريد عجوز مسيحية من ملابسها ثأرا من ابنها الذي تردد أنه أقام علاقة مع سيدة مسلمة.
وحسب القس فلتاؤس راعي كنيسة ابو سيفين بقرية رفلة التابع لها كوم اللوف، فإن القصة بدأت منذ منذ 4 أيام، حين قام شاب بالقرية «فقير للغاية، ضمن إخوة الرب، وقد رزقة الله من خلال شخص خير ومقتدر بقطعة أرض نصف قيراط، وبدأ في بنائها، وفور مشاهدة الأهالي له يقوم بتعلية المدخل كأي منزل جديد يراعي فيه علو الشارع فيما بعد، بالإضافة إلى بنائه أعمدة، اعترض عدد من المتشددين من الأهالي وقالوا إنه سوف يبني كنيسة وتم إبلاغ الشرطة.
وأضاف الكاهن لـأقباط متحدون، أن الشاب قدم كل ما يؤكد صدق كلامه، فور القبض عليه، حيث يثبت أن المبني مجرد منزل، وبالفعل أخلي سبيله.
ويروي فلتاؤس «وفي ليلة أمس أثناء مروري للافتقاد، كنت أسمع أحاديث وتهديدات بالاعتداء على المكان، إلا أنني لم أتخيل نهائيا أن هذا سوف يحدث وفي الساعه الواحدة ليلا قامت مجموعة من أهالي القرية بالتجمهر حول منزل أشرف خلف، وأشقائه يونان وإبراهيم وأمير، وأشعلوا النيران بها».
وأردف الكاهن «ومن شدة النيران شاهدت الحريق من أعلى منزلي، الذي يبعد نصف كيلو متر عن القرية».
وحضرت قوات الأمن الساعة 2 ونصف تقريبًا، وتم إطفاء الحريق والسيطرة على القرية، وأشار الموقع إلى التواجد الأمني المكثف بالقرية حتى الآن.
