تفاصيل التحالف «المصري ـ الإسرائيلي ـ الحمساوي» ضد «داعش»

لم يكن متوقعا بالطبع التوصل إلى تحالف بين إسرائيل وحركة حماس، في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تهدد المنطقة بأسرها، وكان مستبعدا تماما أن تنسق إسرائيل مع حماس في مسألة أمنية تتصل بالإرهاب، وهي من وصفت حركة حماس بالجماعة الإرهابية، ووصفت علاقاتها مع إيران و«حزب الله» بأنها تستهدف أمن واستقرار إسرائيل، ولكن ما كان مستبعدا، أو تحالفا غير متوقع فرضته ضرورات أمن الحدود المشتركة بين مصر وقطاع غزة وإسرائيل، بهدف التصدي لنشاطات تنظيم داعش ومن معه، في شبه جزيرة سيناء.

index-7

تنسيق أمني وليس تحالفا «مصريا ـ إسرائيليا ـ حمساويا»

ويرى الخبير العسكري المصري، اللواء محمود عبد اللطيف، أن مصطلح تحالف يحمل معنى أكبر من الحدث نفسه، ولكنه مجرد تنسيق أمني لضبط الحدود، وهو ما يهم كل من مصر وإسرائيل، ثم حركة حماس حتى تبعد عنها «شبهة التواطؤ» مع عناصر جهادية في سيناء، وتبرء ساحتها أمام مصر.

وقال الخبير العسكري لـ«الغد»، أغلب الظن أن الموضوع أثير في أثناء زيارة وفد حماس الأخيرة للقاهرة، بعدما أعلن وزير الداخلية اتهامها بالضلوع في اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام المصري السابق، وطرحت المخابرات المصرية أمام وفد حركة حماس، الحقائق كاملة وموثقة، وأن عليهم اثبات صدق النوايا تجاه الأمن القومي المصري، بل شهدت المحادثات تحذيرا صريحا بأن «صبر مصر نفذ»، وأن أمن مصر واستقرارها «خط أحمر»، ووضع  أمام وفد حماس برئاسة موسى أبو مرزوق، نقاطا محددة تلتزم بها حماس، وتتعلق  بضبط الحدود، والرقابة الأمنية الصارمة على  «حفر الأنفاق» من جانب القطاع، وكشف الجهاز الأمني لوفد حماس بالوثائق والفيديو عدد الأنفاق التي تم تدميرها، والعناصر التي تم ضبطها، واعترافاتهم كاملة، وعلاقاتهم بالجماعات الإرهابية في سيناء، بل وكميات الأسلحة والذخائر وأجهزة الاتصالات التكنولوجية الحديثة.

F121004ARK10-e1381645134387-635x357-635x357

«خطة تأمين» استدعت التنسيق مع إسرائيل

وأضاف اللواء عبد اللطيف، في تصريحاته للغد، أنه تم الاتفاق مع حركة حماس على خطة التأمين من جانب غزة، وهذا الأمر كان يستدعي وفقا للحدود المشتركة، التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، خاصة أن حركة حماس تعهدت بتنفيذ الخطة التي تتضمن وضع نقاط مراقبة، وسواتر أمنية، ومواقع لتمركز قواتها الأمنية،  وإقامة عشرات المواقع والنقاط العسكرية في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة لتعزيز أمن الحدود الممتدة على 4 عشر كيلومترا من شاطىء البحر غرب رفح إلى معبر كرم أبو سالم شرقا، وهو ما تم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، المعني أيضا يالترتيبات الأمنية في مواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء.

441-15

التزام «حماس» بالترتيبات الأمنية

وأشار الخبير العسكري إلى رصد أبراج مراقبة عسكرية مصرية، عملية وضع عناصر الأمن في قطاع غزة، بيوت جاهزة بعضها طلي باللون الأبيض وأخرى بألوان مزركشة، لتستخدمها القوى الأمنية لإقامتها، وعلى بعد أمتار من البوابة المصرية في معبر رفح الحدودي المغلق، أقيمت نقطتان عسكريتان في الجانب الفلسطيني، وانتشرت مئات العناصر من قوات الأمن الوطني بقيادة حماس في نقاط عدة، بينها للمرة الأولى، 3 مواقع عسكرية تبعد مئات الأمتار عن برج مراقبة عسكري اسرائيلي في المنطقة الشرقية الجنوبية للمعبر.

وهو ما أكده أيضا قائد الأمن الوطني في قطاع غزة، اللواء حسين أبو عاذرة، «بإنشاء 60 موقعا ونقطة عسكرية على طول حدودنا مع أشقائنا بمصر لضبط الحدود وضمان عدم حدوث أي اختراق، وأنه بناء على رغبة إخواننا المصريين، زدنا عدد القوات الى 800 بدلا من نحو 200، وأنشأنا 35 موقعا جديدا ملاصقة للسياج الحدودي، وأنشأنا عددا من النقاط والمواقع خلف تلال رملية على خط مواز يبعد عشرات الامتار لتسهيل السيطرة، وقمنا بإقامة 3 مواقع عسكرية للمرة الأولى شرق معبر كرم أبو سالم، ولن نسمح بأي خروقات أمنية أو استخدام المنطقة الحدودية للمساس بأمن مصر».      

ljdr_lhdwdy_msr_sryyl

تفاهمات «مصريةـ إسرائيليةـ حمساوية»

وفقا لما كشف عنه الخبير العسكري المصري، للغد، تناوله تقرير صحيفة «واشنطن بوست» في عددها الصادر يوم السبت 30 أبريل/ نيسان، بأن الهجمات التي شنتها عناصر تنظيم داعش اتسمت بدرجة من الكثافة والتعقيد، استدعت إجراء تفاهمات بين الأطراف الثلاثة «مصر وإسرائيل وحركة حماس» لمحاولة احتواء نفوذ «داعش» قبل أن يستفحل ويشكل خطرا على الجميع. ذلك أن مصر إذا كان يؤرقها نشاط داعش في سيناء. فإن إسرائيل تراقب الموقف بحذر أشد. معتبرة أنها يمكن أن تصبح هدفا للتنظيم في طور لاحق.  وأكدت على المضي قدما في مشروعها اقامة الحاجز الحدودي مع مصر، وفي نفس الوقت قام رئيس هيئة الأركان الأمريكي، الجنرال جوزيف دانفورد، بثاني زيارة الى القاهرة في شهرين لمباحثات حول سبل محاربة الجهاديين في سيناء الذين أعلنوا ولاءهم للدولة الاسلامية وسموا انفسهم “ولاية سيناء”. وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية.

قلق مصري إسرائيلي وراء مشاركة حماس في مخطط المواجهة

وأوضح التقرير، أن القلق المصري والإسرائيلي استدعى إشراك حماس في مخطط المواجهة، كي تقوم بدور في تشديد ضبط الحدود والأنفاق بما يضيق من مجال حركة داعش ويحد من استثمارهم للأنفاق وتواصلهم مع أقرانهم في غزة. ويبدو أن حماس لم تمانع في أن تقوم بالمهمة من ناحية للتأكيد على أنها لم تكن يوما ما طرفا في الأحداث التي شهدتها مصر في سيناء أو في غيرها، فضلا عن أن العلاقة يشوبها التوتر التقليدي  بين حماس وحركة السلفية الجهادية التي هي الأساس في فكر داعش التي حكم على حماس بالردة.

يذكر أن زعيم السلفية الجهادية في رفح عبداللطيف موسى الملقب بـ«أبى النور المقدسي» كان قد أعلن قيام «الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس عقب صلاة الجمعة في مسجد ابن تيمية برفح (فى ١٤/٨/٢٠٠٩)، الأمر الذى دفع حماس إلى محاصرة المسجد والاشتباك مع المقدسي وجماعته، مما أدى إلى مقتله مع عشرة من أنصاره واعتقال عشرات آخرين.

2000px-Gaza_Strip_map2-ar1.svg-836x1024

التفاهم الحقيقي بين مصر وحماس

وإذا كان الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف، قد استبعد كلمة تحالف، وأكد على كلمة «التنسيق» فإن الكاتب والمفكر الإسلامي المصري، فهمي هويدي، يرى من جانبه أن  حديث الواشنطن بوست عن «تحالف» بين إسرائيل وحماس ومصر على مواجهة جماعة «داعش» اتسم بالمبالغة، لأن التفاهم الحقيقي  تم بين حماس والقاهرة، في  حين تولت القاهرة من جانبها الاتفاق مع الإسرائيليين. ومن ثم لم يكن هناك تفاهم حول الموضوع بين حماس وإسرائيل، لأن الفجوة بين الطرفين أعمق من أن يتم تجاوزها والصراع بينها لايزال على أشده.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]