تحالف 30 يونيو.. تحالف سيف اليزل: ضجيج بلا طحين
مع انتهاء انتخابات مجلس النواب المصري، حقق تحالف «دعم مصر»، انتصارًا ساحقا، بالفوز بـ 120 مقعدا مخصصة للقوائم، ما شكل ضربة موجعة للذين انتقدوا إصرار مؤسسة الرئاسة، على أن يبقى الرئيس دون حزب سياسي، يحميه من انتقادات المعارضة. منذ اللحظة الأولي طرح التحالف نفسه، كظهير شعبي للرئيس السيسي، واعتمد بشكل كبير على عدد من الأسماء، ضمنت له سرعة الانتشار.
ولا يزال البعض يتذكر تصريح منسق عام القائمة، اللواء سامح سيف اليزل، عندما قال «سنشكل أغلبية البرلمان لمساندة الرئيس في تلك المرحلة الدقيقة من عمر الوطن».
وبعد الفوز سعى التحالف لتشكيل ائتلاف حاكم، يسمح له بتسمية رئيس الحكومة الجديد، وأعلن سيف اليزل، أن أعضاء الائتلاف في طريقهم ليصبحوا ثلثي البرلمان، لكن سريعًا ما أصيب التحالف بانهيار داخلي، في أولى المعارك التي اختبرت فيها قوة التحالف، فعقب يومين فقط من انتخابه رئيسا لئتلاف «دعم الدولة»، أعلنت أحزاب الوفد والمصريين الأحرار ومستقبل وطن انسحابها بسبب صياغة اللائحة الداخلية، التي حاولت تمرير مادة تجبر أعضاء التحالف على الالتزام فقط برؤية قائمة دعم مصر، حتى وإن تعارضت مصالحهم الحزبية معها، وهو ما رفضته الأحزاب بطبيعة الحال.
ربما كانت أقوي الضربات التي تلقاها التحالف من خارجه، هو إعلان حزب مستقبل وطن، انسحابه وتأسيس هيئة برلمانية مستقلة، فالحزب الولد سياسيًا عقب ثورة 30 يونيو، يتم الترويج له على اعتبار أن مؤسسه مقرب من مؤسسة الرئاسة، ويتلقي الدعم من جهات سيادية داخل الدولة، وفي الوقت نفسه استطاع الحزب أن يفوز بثاني أعلى نسبة مقاعد.
مؤسس الحزب محمد بدران، أعلن خلال احتفالية الحزب بنوابه الجدد، أنهم يدعمون الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن دون الدخول في تحالفات، معتبرا أن ائتلاف دعم الدولة المصرية يقسم البرلمان.
بعد أيام قليلة من إعلان بدران، أنهم لم ولن يسمحوا لأحد بأن يقف حجر عثرة أمام طموحاتهم وآمالهم التي أنشأوا من أجلها الحزب، فجر مسؤول قطاع شمال الصعيد بالحزب أحمد كرم، مفاجأة من العيار الثقيل، حين قال إن اجتماع المكتب التنفيذي للحزب الذي عقد بعد 5 أيام من تصريحات بدران، قد قرر فيه العودة لـ«دعم مصر»، وذلك إعلاء للمصلحة العليا للوطن ورأبًا للصدع.
الاجتماع الذى استمر ثلاث ساعات كاملة، جمعت المكتب التنفيذي للحزب، تزامن معه اجتماع آخر للهيئة التنفيذية لقائمة دعم مصر، وقد أسفر عن «أن التحالف لم يعد له لائحة منظمة وإنما هو مجرد ميثاق شرف يجتمع فيه الكل على الثوابت الوطنية المتعلقة بالأمن القومي فقط».
معركة لائحة «دعم الدولة» التنظيمة، أسفرت عن سؤال آخر: أيهما أقوى بدران أم سيف اليزل، خاصة وأن كلاهما يقدم نفسه كظهير شعبي للرئيس، وكلاهما يصر على أنه مدعوم من جهات سيادية.
