«التهريب» سراً وعلانية.. سياسة إسرائيل لزيادة أعداد المستوطنين

وفقا لتلك الرسالة، التي لن ينساها التاريخ بين آرثر جيمس بلفور، رئيس وزراء إنجلترا سابقا، الذي تولى الخارجية بين عامي 1916 و1919، إلى اللورد والتر روتشيلد، الذي أشرف على إقامة الوطن اليهودي في فلسطين، فإن هيئة يهودية ستشرف هي الأخرى على تنظيم الهجرات إلى الانتداب البريطاني هناك.

«وعد بلفور» كان الضوء الأخضر الرسمي لتنظيم الهجرات اليهودية إلى فلسطين لإنشاء ذلك الوطن المزعوم على أرضها، ففي عام 1922 تأسست الوكالة اليهودية للهجرة، استنادا لمواد صك الانتداب الواردة في الرسالة.

وظلت تلك الوكالة محتفظة بسطوة قوية حتى الآن، وهي المسؤولة عن نقل واستقبال المهاجرين الجدد كل يوم إلى الأراضي المحتلة.

نص وعد بلفور
نص وعد بلفور

بدأت الوكالة عملها رسميا في اليمن والعراق منذ عام 1949، أي بعد أشهر من إعلان «دولة إسرائيل» في مايو/آيار 1948، واستمرت على مدار العقود الماضية، لتعلن اليوم، الإثنين، إحدى عملياتها السرية و«المعقدة» بنقل 19 يهوديا من المناطق التي تشهد حربا ونزاعات في اليمن، ولتنهي بذلك آخر التواجد اليهودي هناك، والذي أعلنته تلك المخطوطة القديمة بحوزة أحد الحاخامات المنقولين إلى إسرائيل والتي يرجع تاريخها إلى 500 عام.

بحسب بيانات الوكالة، في تقرير سنوي أصدرته، إنها استقبلت رقما قياسيا من المستوطنين الجدد، بوصول نحو 30 ألفا إلى الأراضي المحتلة بينما استقبلت عام 2014 نحو 26 ألفا فقط.

وفي تقرير 2015 قالت: «استقبلنا 30 ألفا بينهم نحو 5500 شاب، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما»، بينما قدمت الوكالة 30 برنامجا تلقى دعمها الكامل بمشاركة 280 ألف شخص، دون الإفصاح عن هوية تلك البرامج المقدمة حول العالم.

وفي الشرق الأوسط، أوضحت الوكالة أن 100 شخص تم إنقاذهم بواسطتها بينما نقل 16 منهم إلى إسرائيل، وبلغ تعداد القادمين إلى إسرائيل من الشرق الأوسط وتركيا نحو 164 شخصا بينهم 35 شابا.

لم تكن عملية اليمن «السرية والمعقدة»، بحسب المصادر العبرية، هي الوحيدة من نوعها التي ينقل فيها اليهود من بلدانهم إلى الأراضي المحتلة، فقد سبقتها حلقات عدة منها السري وآخر معلن.

بدأت الوكالة في التركيز على استجلاب الشباب إلى «إسرائيل» منذ عام 1934 وحتى 1946 عندما بدأت برنامجها الخاص بهم، وفي 1949 أجرت أكبر عمليات نقل اليهود إلى الأراضي المحتلة، حيث أنشأت لهم عشرات المستوطنات المزودة بخدمات المياه والكهرباء.

وأقامت أولى شركات الشحن الجوي لنقل أمتعتهم، وبحلول 1950 وصلت إلى تل أبيب عشرات الرحلات الجوية التي حملت اليهود من اليمن والعراق وإيران.

في 1975، تمكنت الوكالة من نقل ما يزيد عن 100 ألف مهاجر يهودي من الاتحاد السوفيتي كانوا نواة الاستيطان في البداية، ثم بدأت أشهر عملياتها السرية بتهجير «يهود الفلاشا» من أثيوبيا بين عامي 1984 و1991.

أشرف الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في 1984، بنفسه على إتمام عمليات نقل آلاف من اليهود الإثيوبيين إلى الأراضي المحتلة، والتي تمت معظمها عبر أراضي السودان، الذي اتفق رئيسه وقتها جعفر النميري مع واشنطن للتنفيذ.

آخر موجة لهجرة يهود الفلاشا إلى إسرائيل عام 1991
آخر موجة لهجرة يهود الفلاشا إلى إسرائيل عام 1991

في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وافق الاحتلال على دخول 9000 يهودي إثيوبي إلى الأراضي المحتلة، عقب عامين من إتمام نقل آخر دفعة من المهاجرين بلغ عددها 450 يهوديا.

وقالت صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل» العبرية، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على دخول أكثر من 9000 مهاجر من يهود أثيوبيا، عقب أعوام من انتهاء العملية العسكرية لإجلائهم من أثيوبيا عام 1991، وأشارت إلى أن تعداد المستوطنين اليهود الأثيوبيين في الأراضي المحتلة يبلغ 135 ألف شخص.

قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي، في 1990 تمكنت الوكالة من نقل مليون مهاجر يهودي إلى الأراضي المحتلة، وفي 1992 تركزت جهودها على إجلاء اليهود من سراييفو «يوغوسلافيا» أثناء الحرب، وكليهما كانت عمليات نقل سرية ومعلنة.

وتعترف الوكالة بإقامة نحو 90 مخيما لتعليم الأطفال خلال عام 2012 حول العالم، وأسست وكالة «MASA Israel journey» في 2003، التي تمكنت حتى 2013 من التوغل بمشروعات داخل 62 دولة مختلفة، ونقلت إثرها زوارا ومهاجرين إلى الأراضي المحتلة.

من بين أنشطة الوكالة، هو ما أثار الاستغراب أكثر، تركيزها الشديد على عمليات إنقاذ عاجلة نفذتها في أبريل/نيسان 2015 في نيبال، فعقب ساعات من وقوع الزلزال الذي ضرب كاتمندو بقوة 7.9 ريختر وتسبب بدمار هائل وعشرات الآلاف من التقلى، هرعت الوكالة لإنقاذ 25 رضيعا عبر طائرات عسكرية إلى الأراضي المحتلة.

الرضع الذين تم نقلهم من نيبال، كانوا لأمهات بديلات وآباء إسرائيليين، حيث يقيم الإسرائيليون هناك مشروع «الأم البديلة» الذي يلجأ له المثليون اليهود، «لأن القانون الإسرائيلي يسمح بهذه العملية فقط للزيجات التي تتم بين النساء والرجال اللذين لم يتمكنوا من الإنجاب».

وصرحت الخارجية الإسرائيلية وقتها، بأن «طائرات عسكرية أجلت 11 راكبا وهناك ترتيبات جارية لنقل 25 مولودا وآباءهم الذين سافروا إلى نيبال لتسلم المواليد، وأربعة أمهات بديلات حوامل».

دفعة ضمن 9000 يهودي أثيوبي وافق الاحتلال على دخولهم في 2015
دفعة ضمن 9000 يهودي أثيوبي وافق الاحتلال على دخولهم في 2015

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، نشرت «ذا تايمز أوف إسرائيل» وشبكة «CNN» الأمريكية الإخبارية، نبأ إتمام «صفقة تهريب آخر اليهود السوريين من حلب»، بواسطة رجل أعمال يدعى «موتي كاهانا»، الذي رتّب للعملية السرية بالتعاون مع فصائل سورية معارضة موالية للغرب، لنقل أسر يهودية إلى تركيا ومنها إلى الأراضي المحتلة، بحسب الصحيفة والشبكة الإخبارية.

رجل الأعمال الإسرائيلي موتي كاهانا وآخر يهود حلب الفارين
رجل الأعمال الإسرائيلي موتي كاهانا وآخر يهود حلب الفارين

وذكرت الصحيفة أن كاهانا، رجل أعمال إسرائيلي-أمريكي، يعيش في نيويورك وتربى في القدس.

ورفض في مقابلة خاصة مع الصحيفة ذكر تفاصيل وهويات السوريين الذين تعاونوا، قائلا: «كان عملا جماعيا، لقد اتفقنا على السرية التامة، حفاظا على سلامة الجميع»، مضيفا: «من قاموا بتهريب اليهود مسلمون صالحون، وتمت العملية بالتعاون مع وكالة الهجرة ووزارة الاستيعاب ودمج المستوطنين».

آخر يهود حلب
مريم حلبي، 88 عاما، آخر يهود حلب التي فرت من الصراع السوري إلى الأراضي المحتلة

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعترف مؤخرا بالقيام بعمليات في قلب سوريا، وقال في ديسمبر/كانون الأول الماضي: «جيشنا ينشط من حين لآخر في الأراضي السورية، للحيلولة دون فتح جبهة جديدة، ولمنع نقل أسلحة فتاكة لحزب الله».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]