صحف المغرب العربي: بن قردان.. داعش في نسختها التونسية

تناولت صحف بلاد المغرب العربي، هواجس القلق الأمني من مخاطر اختراق تنطيم داعش الإرهابي للمنطقة، عبر الحدود الليبية، لتأسيس ولايات إسلامية داعشية، على غرار المخطط الذي أجهض في مدينة بن قردان التونسية.

  استنفار أمني واسع

وذكرت صحيفة الصباح التونسية، أن وزارة داخلية تونس، كشفت أمس، عن مقتل 5 إرهابيين خلال عملية نفذتها قوة من الجيش والأمن، قرب بن قردان، وذلك غداة إحباط هجمات داعشية على  مواقع عسكرية وأمنية في هذه المدينة الحدودية مع ليبيا، وأكدت الوزارة، أن «العمليّة الأمنيّة والعسكريّة تتواصل». وأن قوات الأمن تواصل عمليات التمشيط في بن قردان، لتعقب مهاجمين هناك، مع إعلان حالة استنفار أمنية موسعة.

وكانت الحكومة التونسية، أعلنت أمس الثلاثاء، أنها انتصرت في معركة ضد الإرهاب، وذلك غداة إحباط قوات الأمن هجمات متزامنة على ثكنة عسكرية ومركز أمني في بن قردان الحدودية مع ليبيا، متعهدة بإجراء «تقييم شامل» حول إخلالات أمنية محتملة، وقال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، في مؤتمر صحفي «إن حوالى 50 شخصًا  أكثرهم توانسة، هاجموا بشكل متزامن، الثكنة العسكرية ومديريتي الحرس الوطني (الدرك) والأمن الوطني (الشرطة) في بن قردان، بهدف احتلال هذه المنشآت الأمنية، وإعلان المدينة إمارة داعشية.

إعلان “الإمارة الشريرة”

وكتبت صحيفة الشروق التونسية، أن ما شهدته وتشهده بن قردان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أو للتخمين أن الإرهابيين قرروا المرور إلى مرحلة جديدة من مراحل تآمرهم على تونس وعلى التونسيين، يمكن تسميتها بـ«المواجهة المباشرة» والبحث عن احتلال موطئ قدم لإعلان «إمارتهم الشريرة»، والمتابع لنشاط وطرق تفكير وتصرّف الدواعش مثل أجهزة الأمن والجيش الوطني، لم يفاجأ بهذه النقلة النوعية في تحركات الإرهابيين، وفي مسلسل استهدافهم لبلادنا.

وأضافت الصحيفة «على الطبقة السياسية بكل ألوانها وأطيافها وراياتها، أن تعلن فورًا التخلي عن كل الألوان والرايات والانصهار في وحدة وطنية صماء تحت راية الوطن، ولتتوقف كل المعارك والمشاحنات والتجاذبات والمناكفات والصراعات، لأنها تبقى هامشية وثانوية وعبثية حين يكون الوطن في خطر».

إجهاض «ولاية إسلامية» في المهد

وأكدت صحيفة الخبر الجزائرية، أن القوات التونسية أجهضت مولد «ولاية إسلامية داعشية» في المغرب العربي، وأشارت إلى تصريحات الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، بأن  الهجوم الذي استهدف مدينة بن قردان،  كان يهدف إلى تأسيس إمارة داعشيّة، وأن الهجوم الذي انطلق من جامع في مدينة الحدودية، هدف إلى احتلال ثكنة الجيش الوطني ومنطقتي الأمن والحرس الوطنيين.

بن قردان.. داعش في نسختها التونسية

وأكد الخبير الأمني التونسي، علي الزرمدين،  لصحيفة الصباح المغربية، أن الإرهابيين دخلوا بن قردان منذ مدة، وخططوا لولاية داعشية، من خلال السيطرة على الجنوب التونسي، وكان هدف تنظيم داعش السيطرة على بن قردان، لأنها تمثل المد الجغرافي نحو مناطق أخرى، ودخلت الخطة الإرهابية حيز التنفيذ من خلال العمليات التي تم إحباطها سابقًا، حيث ضبط عددًا كبيرًا من العناصر الإرهابية، وتحديد مواقع مخازن السلاح والإقامة، وحتى وقت العملية الأخيرة، التي هدفت إلى أن  تصبح بن قردان، داعش في نسختها التونسية.

ليبيا بوابة إرهاب للمغرب العربي

وحذرت صحيفة الناس الموريتانية، من الغرب الجغرافي، وما يجري في ليبيا، بالإضافة إلى عقيدة الجماعت الإرهابية المبنية على التوسع، وذكرت الصحيفة أن عناصر داعش دخلت بن قردان التونسية منذ فترة في شكل مجموعات، وتمركزت بقوة وتمكنت من خلق الأرضية والبنية اللازمة للقيام بهذه  العملية، والمخاطر تتمدد إلى دول الجوار في المغرب العربي.

مسيرة سلمية مساندة لقوات مكافحة الإرهاب

وذكرت صحيفة الفجر التونسية، أن الاتحاد الجهوى التونسي للشغل، نظم  مسيرة سلمية، لمساندة قوات الأمن والجيش في مكافحة الارهاب، ورفع المشاركون في المسيرة، شعارات مساندة لقوات الأمن و الجيش في مكافحتها للإرهاب، وأكد بيان الاتحاد أنه «بفضل التفاف المواطنين والمجتمع المدني حول المؤسستين الأمنية والعسكرية، وبفضل هذه اللحمة الوطنية، تقطع جذور الإرهاب الدخيل علينا».

وكالة استخبارات تختص في مكافحة الإرهاب

وذكرت الصحف التونسية، أن الهيئات القضائية، طالبت بضرورة التعجيل بإحداث وكالة وطنية للاستخبارات، تنسق عمل الهياكل المختصة القائمة، وتقوم بتنقيح الإطار القانوني الحالي المتعلق بمكافحة الارهاب، لتلافي النقائص التي أفرزها التطبيق العملي، و العمل على إحداث قاعدة بيانات قانونية موحدة، تكون مرجعًا للمتداخلين في مجال مكافحة الإرهاب، مع ضرورة تجديدها بصفة دورية، وتنظيم عمل اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب.

جرس إنذار للمغرب العربي 

وأكدت صحيفة الشعب الجزائرية، أن  عملية بن قردان، كشفت عن مخاطر توسيع امتداد المجموعات الإرهابية من جهة الحدود الشرقية مع ليبيا، وفضحت بشاعة الجرائم المقترفة من الإرهابيين التي طالت عددًا من قوات الحرس الوطني التونسي بمنازلهم، واستهدفت عددًا غير مسبوق من المدنيين، وهو جرس إنذار لدول المغرب العربي.

ا