الجزائر تستقبل 100 ألف لاجئ في 2015 وسط انتقادات دولية
وسط أعباء اقتصادية متفاوتة تواجهها حكومة الجزائر برئاسة عبدالملك سلال، قالت مصادر بوزارة الداخلية الجزائرية اليوم، الخميس، إن أكثر من 16 ألف لاجئا إفريقيا وصلوا البلاد بطريقة غير شرعية خلال عام 2015، مشيرة إلى أن الأوضاع المتردية في بلدانهم المجاورة دفعتهم للهجرة.
وتوضح الإحصاءات الجديدة حول اللاجئين في الجزائر أزمة تواجهها البلاد بصورة متكررة منذ أعوام ماضية، وبحسب إحصائية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإن تعداد اللاجئين الذين تعنى بهم في الجزائر بلغ نحو 100 ألف لاجئ في 2015، وأوضحت أن جنسياتهم عربية وإفريقية.
وعلى رأس اللاجئين العرب في الجزائر يأتي السوريون الذين توافد عشرات الآلاف منهم منذ تدهورت الأوضاع جراء الحرب في بلادهم على مدار الأعوام الأربعة الماضية، إلا أن الجزائر واجهت انتقادات شديدة لفرضها تأشيرة دخول منتصف العام الجاري بعدما كان المواطنون من البلدين معفيين من هذا الإجراء، وتشير إحصائيات رسمية إلى استقبال البلاد لأكثر من 120 ألف لاجئ سوري.
الأفارقة يثيرون الانتقادات
وقالت صحف محلية أن جلسة برلمانية خصصت حول أزمة اللاجئين اليوم، الخميس، أكدت وصول 16792 أفريقيا من مختلف الجنسيات نزحوا إلى الجزائر خلال عام، وأكدت أن الأزمة تزايدت مقارنة بأعوام ماضية بسبب ما وصفتها بـ”حالة اللاأمن وعدم الاستقرار في بعض البلدان”.
وتشير الإحصاءات إلى استقبال الجزائر لـ10170 مهاجرا نيجيريا و5588 ماليا وآخرين، فيما تؤكد الحكومة التزامها بالمواثيق الدولية وتعهداتها في ترتيبات تنظيم ترحيل النيجيريين إلى بلداهم وفقا لطلب رسمي من الحكومة النيجيرية، حيث نفذت 25 عملية ترحيل منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2014 حتى نهاية العام الجاري.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2014 استقبلت نيجيريا أول فوج “مُرحلٍ” من الجزائر تحت إشراف الصليب الأحمر النيجيري والهلال الأحمر الجزائري، إلا أن كثيرا من الانتقادات التي وصلت لحد اتهام الجزائر بـ “الترحيل القسري” للاجئين، ومنذ ذلك التاريخ رحلت البلاد عشرات الآلاف من اللاجئين تدريجيا إلى بلداتهم.
“تندوف” الأزمة الأكبر
وبالإضافة إلى أزمات اللاجئين العرب والأفارقة، هناك نحو 165 ألف لاجئ صحراوي بحسب تقديرات رسمية ترعى المفوضية السامية 90 ألفا منهم، وهي قضية عالقة منذ عقود بسبب الخلافات مع المغرب، وهؤلاء هم عائلات الفارين من الصحراء الغربية قبل 35 عاما إلى مخيمات “تندوف” التي تبعد 1600 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الجزائر.
وتبقى أزمة لاجئي “تندوف” الأصعب في البلاد في حين وصفتها منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “يونيسيف” بـ”لاجئي الجزائر المنسيين” وأكدت أنهم يعيشون في ظل ظروف قاسية، ونقلت عن عدد من اللاجئين قولهم: “الحياة صعبة، لا توجد كهرباء إلا بضع ساعات في اليوم، ولا توجد مراحيض، لا توجد سلع أو أغذية كافية، نعيش على المساعدات”.
