نهاية العالم.. وسيناريوهات النجاة المحتملة
يبدو أن أفلام الخيال العلمي التي تناولت “نهاية العالم” وشغلت صناع السينما في هوليوود، ليست من وحي الخيال فحسب، فهي تستند إلى دراسات ونتائج قد تصبح حقيقة، ولابد من مواجهة المخاوف التي قد تبدد العالم نتيجة الاحتمالات التي غالبا ما ستكون “غزوا فضائيا” أو “اصطدام كواكب بالأرض، أو حروبا كيميائية أو أمراض تجتاح الأرض.
ويحذو العالم حاليا نحو الاحتراز من الكوارث التي قد تهدد العالم، خاصة أن ظاهرتي الاحتباس الحراري والنينو قد تتسببا في جفاف الأرض وموت المحاصيل والكائنات والبشر.
السفر إلى المريخ
يبحث البشر عن مكان آمن للسفر إليه، وتنفس العالم الصعداء بعد أن كشفت الدراسات والأبحاث التي قامت بها ناسا على مدى سنوات طويلة أن كوكب المريخ قد يصلح للحياة، في ظل الأخبار المترددة المقلقة حول المذنبات والكويكبات التي قد تصطدم بالأرض في أي لحظة وتفني الوجود.
وأصبح الحل هو الهروب من الكارثة نحو كوكب آخر، فكان حلم السفر إلى المريخ في غضون حدوث كارثة تهدد البقاء الإنساني يراود الكثيرين، لكنه لم يعد محض خيال، فقد أعلنت ناسا عن تنظيم رحلة بلا عودة عام 2030 لمتطوعين إلى المريخ سيسافرون إلى هناك ليقيموا مستعمرة إنسانية جديدة ويأكلون مما يزرعون.
ظاهرة النينو والفناء
ما حدث عقب انتهاء مؤتمر المناخ الذي انعقد في باريس كان مقلقا، فقد أعلن علماء أن ظاهرة النينو مستمرة وستصل ذروتها العام المقبل، وارتفاع مناسيب مياه البحار عالميًا والناجمة بدورها عن تدفق كميات هائلة من المياه إلى المحيطات جراء ذوبان الجبال الجليدية، ما أدى إلى بطء دوران الكرة الأرضية حول نفسها وازداد طول اليوم عن معدله الطبيعي بواقع نحو جزء من ألف جزء من الثانية خلال القرن العشرين. وإذا استمرت الأمور بنفس المعدل ستحدث كارثة.
سفينة نوح للنباتات
وأسست النرويج قبوا عملاقا في كهف سمي “يوم القيامة” أو “سفينة نوح لمملكة النباتات” في مكان ناء بالقطب الشمالي لتخزين الحبوب وتقاوي المحاصيل الزراعية العالمية وتأمين الإمدادات الغذائية تحسبا لوقوع كارثة.
وتشمل المحاصيل الفول والأرز والقمح، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة.
ويحتفظ القبو بأكثر من 860 ألف عينة من جميع دول العالم تقريبا وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربي من القبو، فتظل العينات محفوظة في درجة حرارة التجمد 200 عام على الأقل.
طائرة يوم القيامة
مخاوف العالم من فناء الأرض دفعت الرئيس الأمريكي ريجان عام 1980 وعقب الحرب الباردة بالتفكير في صنع طائرة تساعد القادة المهمين على الهرب من الأرض حال حدوث حرب كيماوية أو سقوط شهب ونيازك.
وتم تصنيع الطائرة التي أطلق عليها “طائرة يوم القيامة” لتحمل على متنها رئيس الدولة ومركز القيادة الإستراتيجي المشكل من ضباط الأركان العامة وخبراء الفريق التقني الذي يتحمل المسؤولية عن تشغيل الآليات الخاصة المتوفرة في الطائرة، لقيادة عمليات القوات المسلحة.
السناريوهات السابقة ليست فيلما أمريكيا من إنتاج هوليود، العالم يدرك جيدا أن هناك خطرا يحدق بوجود كوكب الأرض، وأن ما نشاهده على شاشات السينما في أفلام على غرار انتهاء العالم بسبب الفيروسات والحروب المحتملة، وهجوم الكائنات الفضائية قد يحدث.
حفظ البيانات والأرشفة ضد الحرب والدمار
أهمية حفظ التاريخ والوثائق دفعت فريق سويسري، في المعهد الفيدرالي للتقنية بزيورخ، لابتكار وسيلة جديدة لحفظها لفترات تصل إلى ملايين السنوات، وذلك بتخزينها في صورة بيانات رقمية داخل حمض نووي DNA، يسهل معها خلالها استرجاع هذه البيانات وتصفحها وعرضها.
وسجل الابتكار السويسري الجديد نجاحا غير مسبوق في استرجاع البيانات بالكامل، بعد سنوات طويلة من تجارب الباحثين في حظ البيانات الرقمية داخل تتابعات الحمض النووي DNA، بعد تمكنهم من حفظ الحمض النووي في كبسولة من السيليكا، وتعرضها إلى درجة حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية لعدة أسابيع، كمحاكاة لظروف حفظ تلك البيانات لملايين السنوات.
