“يوم كشمير الأسود” يثير غضب الهند
بعد ساعات من انتهاء الندوة التي نظمتها منظمة التعاون الإسلامي بمقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة، تحت عنوان “يوم كشمير الأسود”، تقدمت الحكومة الهندية باحتجاج وصفته الدوائر السياسية في الهند بـ “الغاضب” والرافض لتناول قضية وطنية هندية بعد أن وافقت حكومة كشمير الشرعية في العام 1947 على الانضمام للهند، وأن الندوة تثير مشاعر الوطنيين من سكان كشمير، وقد تثير احتكاكات عرقية ومذهبية داخلية.
ويؤكد أمبن عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، أن تنظيم ندوة ومعرض صور لإحياء يوم “كشمير الأسود”، كان للتعبير عن تضامن الدول الإسلامية مع شعب كشمير التي تحتلها الهند، والقضية كانت على جدول أعمال المنظمة منذ تأسيسها، قال “مدني” في تصريحات صحفية نقلتها وسائل الإعلام السعودية، اليوم الثلاثاء، إن مشاركة السفير الباكستاني لدى المملكة العربية السعودية، أحمد منظور الحق، والقنصل العام الباكستاني في جدة، شهريار أكبر خان، ورئيس لجنة كشمير، مسعود بوري، والممثل الحقيقي لشعب كشمير، غلام محمد صافي، جاء في إطار السعي والنضال من أجل الحصول على الحقوق المشروعة، وحماية حقوق شعب كشمير المدنية، ولا سيما حقه في تقرير المصير.
وتعقيبا على الاحتجاج الهندي على أنشطة الندوة، يرى المحلل السياسي الباكستاني، مسعود حبيب الله، أن موقف منظمة التعاون الإسلامي ثابت ومعلن رسميا بدعم قضية جامو وكشمير المشروعة في المحافل الدولية، والتنديد بتصاعد القمع بحق شعب كشمير، والندوة التي أثارت غضب الجانب الهندي، تهدف إلى تسليط الضوء على 68 عاما من المعاناة في كشمير، متزامنة مع دخول القوات الهندية في جامو وكشمير، في 27 أكتوبر 1947
وأشار المحلل السياسي الباكستاني، إلى أن الهند تسعى منذ أكثر من نصف قرن إلى تهميش وتجميد القضية دوليا وإقليميا، رغم أنها لاتزال تمثل بؤرة توتر إقليمي في جنوب آسيا، موضحا لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أن فشل الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية في احتواء الصراع على كشمير يرجع لتعنت الموقف الهندي.
والقضية أكثر تعقيدا بسبب خطوط التماس الجغرافية في منطقة إستراتيجية، وترتبط أيضا بتوازن القوى بين الهند والصين، كما يؤكد الدكتور عبد العليم فاضل، أستاذ العلاقات الدولية، لـ”الغد العربي”، وأنه يجب حل النزاع في كشمير على ضوء قرارات الأمم المتحدة، بشأن إجراء استفتاء في كل كشمير على أن يسبقه انسحاب معظم قوات الدولتين، الهند وباكستان.
وقال “فاضل” إنه مع إصرار الهند على رفض الانسحاب من المنطقة التي تسيطر عليها ، في هذه الحالة يجب إشراف الأمم المتحدة بنوع ما على كشمير، للإشراف على ترتيبات وإجراءات استفتاء عام لتقرير حق المصير في إقليم غالبية سكانه من المسلمين.
يذكر أن كشمير تحتل موقعا جغرافيا استراتيجيا بين وسط وجنوب آسيا، حيث تشترك في الحدود مع أربع دول هي الهند وباكستان وأفغانستان والصين، وتبلغ مساحتها الكلية 86023 ميلا مربعا، يقسمها خط وقف إطلاق النار منذ عام 1949، ويعرف منذ اتفاقية شملا الموقع عليها عام 1972 بخط الهدنة، وتبلغ مساحة الجزء الهندي 53665 ميلا مربعا ويسمى جامو وكشمير، في حين تسيطر باكستان بطريقة غير مباشرة على 32358 ميلا مربعا يعرف باسم ولاية كشمير الحرة “آزاد كشمير”، وهناك مساحة صغيرة خاضعة للصين منذ عام 1962 تسمى أكساي تشين.
