الجفاف و«الظمأ» يهددان مستقبل الدول العربية
حذرت أوراق عمل تقدمت بها الدول العربية، أثناء انعقاد مؤتمر دولي رفيع المستوى عن المياه استضافته مؤخرا مدينة دوشنبة (عاصمة طاجيكستان)، وتمحورت أعماله حول «العقد الدولي للمياه Decade Water International «بشر أكثر..مياه أسوأ»، من الظمأ الزاحف على الجغرافيا العربيّة، وتناولت أكثر من ورقة استراتيجيّة، قدّمتها الدول العربيّة، مخاطر الجفاف الذي يضرب المنطقة العربية، ويهدد المحاصيل الزراعية والموارد الغذائية.
- ووضعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة (الفاو) تصورات استراتيجيّة تتضمن حقائق صارمة أمام صناع القرار في العالم العربي، بهدف حثّهم على التحرّك على المستويينِ الوطني والإقليمي لمجابهة الأخطار التي تهدّد المياه والزراعة. وتذكّر«فاو» بأنّ متوسط نصيب الفرد من الموارد المائيّة في المنطقة العربية لا يمثّل سوى أقل من سُدس المتوسط العالمي.. وحذرت المنظمة الأممية، من حدوث توتّرات كبيرة في الإقليم العربي، في شأن موارد المياه العابرة للحدود، خصوصاً الأنهار الكبرى لدول الإقليم (النيل، الفرات، الأردن)، في ظل الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب في أزمة المياه، خصوصاً مع استمرار الزيادة السكانيّة، وتزايد خطورة الأوضاع المتّصلة بتفاقم ظاهرة التغيّر في المناخ التي تزداد تطرفاً فتولّد تأثيرات سلبيّة (كميّاً ونوعيّاً) على المياه العذبة، بينما تعاني الدول العربية حاضراً من حال نضوب للمياه الجوفيّة فيها.
وكشفت أوراق عمل الدول العربية في المؤتمر الدولي، عن تأثير تغيّر المناخ تأثيراً سلبيّاً في الزراعة والمياه، ومن المتوقّع ارتفاع درجات الحرارة، وتدني كميّات الأمطار، وتفاقم أحوال الجفاف، لذا رسمت منظمة الـ «فاو» خطوات واضحة وآليّات أساسيّة لإدارة الموارد المتاحة بقدر أكبر من الكفاءة والاستدامة، واتّباع نُظُم الإدارة المتكاملة للموارد المائيّة من أجل تحسين كفاءة التوزيع والإنتاجيّة الزراعيّة، واعتماد مبدأ المشاركة واللامركزيّة، وإدماج المجتمع المحلي والمزارعين في إدارة موارد المياه، وتعزيز قدرة الدول العربية على التنظيم والتخطيط.
- ووصل الأمر إلى حد توقّع مجموعة من الخبراء والعلماء أنه بحلول العام 2050، سيعاني قرابة خمسة بلايين شخص (بالأحرى نصف سكان الكرة الأرضيّة حينها) ضغوطاً مائيّة متنوّعة.. وعلى نحو مشابه، توالت توقّعات تنذر بتدهور حال المياه العذبة في الكرة الأرضيّة، وحاليا ما يزيد على 800 مليون إنسان لا يحصلون على مياه شرب نظيفة،
- وتركز استراتيجيّة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة، في مواجهة مخاطر «الجفاف والظمأ»، التي تهدد مستقبل الدول العربية، على ضرورة الاهتمام بمصادر المياه غير التقليديّة، عبر التخطيط والإدارة والدراسة الاقتصاديّة، وتشمل تلك المصادر المياه العادمة المُعادة معالجتها، والمياه شبه المالحة والمالحة، ومياه الصرف الزراعي، والتوعية بقضية ندرة المياه، وتوفير قواعد بيانات وافية عن حال المياه الجوفيّة، وتحفيز البحث العلمي، والعمل على تطوير التقنيات المائيّة، والدراسة العميقة لعلاقة المياه مع الغذاء والطاقة، وتنمية الغابات والأشجار (خصوصاً في الأراضي المتدهورة) ومكافحة التصحّر.
- ومع مخاطر الظمأ، والجفاف الزاحف على المنطقة العربية، حذر فريق بحثى فى معهد «ماساتشوستس» الأمريكي للتكنولوجيا، من ارتفاع درجات الحرارة فى شمال إفريقيا والخليج العربي، وقد يحولهما إلى منطقة غير صالحة للحياة، في ظل زحف الجفاف وندرة المياه العذبة للشرب، ما لم يتم اتخاذ إجراء جاد فى هذا الصدد !!
