نشرت جماعة “جيش العدل” المعارضة للنظام الإيراني أمس الأحد صورتين إحداهما تعود للعسكريين الإيرانيين الذين قامت باختطافهم قرب الحدود مع باكستان قبل نحو أسبوع، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الصور تظهر الجنود المختطفين والأسلحة التي استولى عليها التنظيم الذي تعتبره إيران منظمة إرهابية، وهدد المتحدث باسم الجماعة عرفان شهنوازي بإعدام بعض الجنود مشيرا إلى أن الخطف جاء كخطوة “للدفاع عن حقوق الأقلية السنية البلوشية والرد عل اضطهاد النظام الإيراني للشعب البلوشي”.
وقالت قناة “قدس” التابعة للحرس الثوري الإيراني عبر تطبيق “تليجرام” إن الصور تظهر اختطاف 12 عسكريا إيرانيا بينهم اثنين من رجال الاستخبارات التابعين للحرس الثوري وخمسة من قوات التعبئة الشعبية “الباسيج”، مشيرة إلى أن عددهم الإجمالي 14 عسكريا.
واعترف القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري الأربعاء الماضي باختراق التنظيم لـ”الباسيج” ما سهل عملية الخطف، مضيفا أن “الجهات الخاطفة قامت بنقل الجنود العسكريين إلى الأراضي الباكستانية”، واستدعت الخارجية الإيرانية سفير باكستان لديها وطالبته ببذل جهدها للكشف عن مصير المختطفين والإفراج عنهم ومواجهة التنظيم، فيما أكدت الخارجية الباكستانية أنها تتابع ذلك.
وفي سياق متصل، دعا رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري خلال اتصال هاتفي أجراه مع قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا إلى قيام باكستان بإجراء فوري وحازم لإلقاء القبض على خاطفي عدد من قوات حرس الحدود الإيرانيين، وخلال الاتصال نوه اللواء باقري إلى اختطاف عدد من قوات حرس الحدود الإيرانيين من قبل زمرة إرهابية ونقلهم إلى الأراضي الباكستانية، وقال إننا ووفقا للاتفاقيات المبرمة مع القوات المسلحة الباكستانية نتوقع أن تقوم هذه القوات بإجراءات لازمة وفورية للإفراج عن المختطفين الإيرانيين.
وأكد باقري على ضرورة نشر مزيد من القوات الباكستانية على طول الحدود المشتركة مع إيران لضمان الأمن في هذه المناطق وسد الطريق أمام عمليات إرهابية فيها، يذكر أنه اختطف 14 من قوات التعبئة وحرس الحدود في منطقة “ميرجاوة” شرقي إيران مساء الإثنين الماضي على يد جماعة “جيش العدل” الإيراني السني.
كما أكد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي في اتصاله الهاتفي مع نظيره الباكستاني شهريار خان آفريدي أن القوات العسكرية والأمنیة الإيرانية جاهزة لتحقيق الأهداف الثنائية فيما یخص ضمان أمن الحدود المشتركة للبلدين من خلال تعزيز التعاون مع الجانب الباكستاني، وأکد رحماني فضلي علی أن إيران تتوقع من الحكومة الباكستانية ترسیخ التعاون مع القوات العسكرية والأمنیة الإيرانية لمطاردة وقمع الجماعات الإرهابية وذلك في إطار اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين،
وبدوره، قال وزير الدولة لشئون الداخلية شهريار خان آفريدي إن الإجراءات المطلوبة مستمرة من قبل الحكومة الباكستانية لتحریر حراس الحدود الإيرانيين المختطفين على الحدود مؤکدا علی أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتسوية هذه القضية، وقال أن هذه المحاولات الفاشلة للأعداء، لن تنجح في المساس بالعلاقات الجيدة للبلدين، وأضاف أن باكستان لن تألو جهدا في المساعدة لتحرير الرهائن مؤكدا أن طائرات الاستكشاف الباكستانية باتت تراقب الأفراد المشتبه بهم وقد تعاونت جيدا مع القوات الإيرانية في هذا المجال.
