على خطى بن لادن.. البغدادي يدخل مرحلة جديدة من الإرهاب

بمقطع فيديو جديد، عاد زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، لإثارة الجدل مرة أخرى، وإثبات أنه ما زال حيا، ولينفي أيضا كثيرا من الشائعات التي تحدثت عن مقتله.

92 عملية في 8 دول

وقال البغدادي، خلال تسجيل مصور نشره التنظيم المتطرف عبر قنواته على تطبيق “تليجرام” الإثنين، إن عناصر التنظيم نفذوا 92 عملية في 8 دول ثأرا لخسارتهم في سوريا، منها تفجيرات عيد القيامة في سريلانكا.

وأشار إلى أن المعركة، التي خسرها داعش في الباغوز بريف دير الزور الشرقي في سوريا انتهت، وأن التنظيم سيثأر لقتلاه وأسراه.

لحية طويلة محناة الأطراف

وفي الفيديو الجديد ظهر البغدادي بلحية طويلة بيضاء ومحناة الأطراف، واضعا منديلا أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم، ومتحدثا بنبرة بطيئة، وإلى جانبه سلاح كلاشنيكوف قديم الطراز، وجعبة، على طريقة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وخسر أبو بكر البغدادي، المدرج في رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، خلافته المزعومة، التي أقامها لأكثر من ثلاث سنوات، وبات اليوم يختبئ في كهوف الصحراء السورية، بحسب محللين.

وبعدما كان يتحكم في وقت ما بمصير 7 ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود البغدادي اليوم إلا مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده.

الظهور الثاني

ويعد هذا الفيديو الظهور الثاني للبغدادي، حيث كان الأول في 2014 بعد أن تمكن تنظيم داعش آنذاك من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، حين ألقى البغدادي خطبة في المسجد النوري في الموصل، أعلن خلالها خلافته المزعومة، التي اختفت بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على آخر جيب للتنظيم في الباغوز السورية الشهر الماضي.

ومنذ ظهوره في الموصل، لم يتوجه البغدادي إلى أنصاره إلا من خلال تسجيلات صوتية تنشرها وسيلة دعاية التنظيم المتطرف، بعيدة كل البعد عن أشرطة الفيديو، التي كان بن لادن يبثها بانتظام ويصور نفسه فيها في ساحة معركة أو داخل مسجد.

ويعود آخر تسجيل صوتي للبغداد إلى أغسطس/ آب 2018، بعد ثمانية أشهر من إعلان العراق “النصر” على تنظيم الدولة الإسلامية.

محاكاة بن لادن

وبدا أن البغدادي دخل في مرحلة بن لادن من خلال ظهوره بنفس الطريقة التي كان بن لادن يظهر بها عبر تسجيلات فيديو، بدل ما كان يوجه خطابات مكتوبة أو رسائل صوتية.

وحسب محللين، فإن هذا الظهور هو مرحلة جديدة وطويلة يأمل البغدادي قيادة أفراد التنظيم عبرها بمثل ما كان بن لادن يفعل، بعد أن فقد داعش كل الأراضي والمواقع التي يسيطر عليها في السابق.

وكان زعيم القاعدة بن لادن، لجأ إلى الاختباء في عدة أماكن بين أفغانستان وباكستان، قبل مقتله في مايو 2011 على يد قوات أمريكية، وهي المرحلة التي يجزم محللون أن البغدادي يحاول محاكاتها الآن، من خلال سعيه للاختباء والهرب والتنقل الدائم، وإصدار خطابات بين حين وآخر لتحريض أتباعه في ارتكاب أعمال إرهابية.

لماذا ذكر سريلانكا والسودان؟

البغدادي، الذي قال إن الاعتداءات التي استهدفت سريلانكا جاءت “ثأرا” للباغوز، أشار أيضا إلى الأحداث في السودان والجزائر.

ويرى بعض المحللين، أن ذكر البغدادي أماكن مثل سريلانكا والسودان هو إلى حد كبير لتحديد الطابع الزمني لمقطع الفيديو وإظهار أنه لم يتم تصويره منذ فترة طويلة.

هل هو البغدادي بالفعل؟

وإضافة إلى موقع “سايت” المختص بشؤون التكفيريين، أكد الخبير هشام الهاشمي، لوكالة فرانس برس، أن البغدادي هو من ظهر في الفيديو، وأشار إلى “نفس مخارج الحروف ونفس الشكل الذي لم يتغير”، كما لفت إلى “ثقل في حركة يده اليمنى وعدم التفاته إلى اليمين، ما يؤكد ما نشر في 2016 بأنه أصيب في يده اليمنى”، فيما لا يزال التحالف الدولي لمحاربة داعش يحاول التأكد من صحة الفيديو

أمريكا تتعهد بمحاسبة قادة التنظيم

من جانبها، تعهدت الولايات المتحدة، الإثنين، بتعقّب قادة تنظيم داعش الطلقاء وإنزال الهزيمة بهم.

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف، سيقاتل في كل أنحاء العالم لـ”ضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين وإحضار قادتهم الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه”.

وأضاف المتحدث، أن محللي الحكومة الأمريكية “سيراجعون هذا التسجيل ويحيلونه إلى وكالات الاستخبارات لتأكيد صحته”.

وقال “هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا كانت ضربة نفسية واستراتيجية قاضية لهذا التنظيم، الذي شهد تهاوي ما يسمى بالخلافة ومقتل قادته أو هربهم من المعركة، إضافة إلى كشف وحشيته”.

رب عائلة طبيعي

ولد البغدادي، الذي ترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه، في العام 1971 لعائلة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد، وهو متزوج من امرأتين، أنجب أربعة أطفال من الأولى وطفلا من الثانية، ووصفته إحدى زوجتيه بأنه “رب عائلة طبيعي”.

وكان البغدادي مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.

أبدى أيضا طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل أن يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

البداية من السجن

وكان دخول البغدادي إلى سجن بوكا، الواقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود العراقية الكويتية، نقطة حاسمة في حياته.

واعتقل البغدادي في العام 2004، بعد تشكيله مجموعة تكفيرية ذات تأثير محدود لدى اجتياح العراق في العام 2003، وأودع سجن بوكا، الذي كان يؤوي أكثر من 20 ألف معتقل.

وكان السجن يضم معتقلين من قادة حزب البعث في عهد صدام حسين وتكفيريين سنة، وتحول في ما بعد إلى ما يسمى بـ”جامعة الجهاد”.

بعد إطلاق سراحه في ديسمبر/ كانون الأول 2004، لعدم وجود أدلة كافية ضده، بايع البغدادي أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان يقود مجموعة من المقاتلين السنة تابعة لتنظيم القاعدة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2005، أعلنت الولايات المتحدة، أن قواتها قتلت “أبو دعاء”، وهو اسم حركي كان يعتقد أن البغدادي يستخدمه، لكن تبين أن هذا الأمر لم يكن صحيحا، بما أن البغدادي تسلم مسؤولية “دولة العراق الإسلامية” في أيار/مايو 2010، بعد مقتل زعيمها أبو عمر البغدادي ومساعده أبو أيوب المصري في غارة جوية عند الحدود السورية العراقية.

وتمكن البغدادي بعد ذلك من تعزيز موقع التكفيريين في العراق، وتحت قيادته، أعادت هذه المجموعة تنظيم صفوفها، وتحولت في العام 2013 إلى تنظيم داعش، بعدما استغل التكفيريون النزاع في سوريا المجاورة، قبل أن يشنوا هجومهم الواسع في العراق في السنة التالية.

وحتى اليوم، ورغم الهزيمة الكبيرة في العراق، وإعلان القضاء على “الخلافة” في سوريا، لا يزال عناصر تنظيم داعش يتبنون عن اعتداءات في كل أنحاء العالم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]