لا تخلو صفحات الجرائد التونسية من أخبار وخلافات المرشحين لخلافة الرئيس التونسي الراحل الباجي السبسي، حيث تنحصر الأخبار ما بين اعتقال مرشح رئاسي، ومخاوف من استغلال المساجد في الدعاية الانتخابات، وخلافات داخل الأحزاب السياسية.

انطلاق الحملات الانتخابية

وتنطلق الحملة الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسية التونسية غدا، السبت، وتستمر حتى يوم 11 سبتمبر 2019.

وأفاد نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بو عسكر، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، اليوم الجمعة، بأن الهيئة خصصت 310 مراكز اقتراع و391 مكتب اقتراع في مختلف الدوائر بالخارج وعددهم 6، لاستقبال 387 ألف ناخب مسجل بالنسبة للانتخابات الرئاسية في الخارج المقرر تنظيمها في الدوائر الانتخابية بالخارج أيام 13 و14 و15 سبتمبر 2019.

وأكد أن الهيئة على أتم الاستعداد لمراقبة الحملات الانتخابية للمترشحين في الخارج، مشيرا إلى وجود هيئات فرعية ومنسقين في مختلف الدوائر، وما بين 1000 و1200 عضو مكتب اقتراع، قائلا إن الهيئة ستتبع لدى مراقبتها للحملة الإ جراءات القانونية الخاصة بضوابط الحملات الانتخابية مع احترام تشريعات البلدان المضيفة.

وأضاف بوعسكر، أن هيئة الانتخابات ستتلقى اليوم من المحكمة الإدارية الأحكام النهائية بخصوص الطعون، التى رفعها 4 مترشحين كانت الهيئة قد أسقطت ترشحاتهم، وستعلن عن القائمة النهائية للمترشحين غدا السبت.

وبخصوص تزامن انطلاق الحملة الانتخابية بالخارج مع الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين لرئاسيات 2019، بين بوعسكر أن عامل الوقت فرض على الهيئة اعتماد هذه الروزنامة، قائلا ”نحن أمام انتخابات رئاسية سابقة لأوانها والواقع أوجب على الهيئة اختيار هذين الموعدين المتزامنين”.

تجدر الإشارة إلى أن الحملة الانتخابية في الداخل ستنطلق يوم 2 سبتمبر لتتواصل إلي غاية 13 سبتمبر، وسيكون يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها يوم 15 سبتمبر 2019.

وبلغ عدد المترشحين الذين قبلت الهيئة ترشحاتهم 26 مترشحا، في انتظار البت النهائي في 4 مترشحين.

اعتقال القروي

وشهد السباق الانتخابي في تونس أزمات عدة، أبرزها إعلان الداخلية التونسية توقيف رجل الأعمال التونسي والمرشح للرئاسة نبيل القروي، الذي يواجه تهم بغسيل الأموال والتهرب الضريبي، وهو صاحب قناة “نسمة” التليفزيونية.

وبالرغم من اعتقال نبيل القروي، إلا أنه يخوض الانتخابات الرئاسية من السجن، حسب إعلان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون.

وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية نبيل بفون أنّ نبيل القروي مؤسس قناة “نسمة” التليفزيونية لا يزال يعتبر مرشحا للانتخابات الرئاسية في البلاد رغم توقيفه بتهمة تبييض الأموال.

وأكّد بفون أنّ نبيل القروي “يبقى مترشحا ويبقى اسمه مدرجا في قائمة المترشحين الأولية ثم بقائمة المترشحين النهائية” الساعين للفوز بالرئاسة.

وتابع بفون، في تصريحات لمحطة إذاعة موزاييك الخاصة، “ما دامت متوفرة فيه شروط الترشح ولم يتغير شيء في وضعيته وفي مركزه القانوني فإنه مترشح للانتخابات الرئاسية”.

وأوضح بفون أنّ “القانون الانتخابي لا يمنع من الترشح ولو أن هناك أحكاما قضائية باتة، إلا إذا شمل الحكم منع الترشح”.

الدعاية في المساجد

أزمة أخرى تواجه الانتخابات الرئاسية، وهي الدعاية الانتخابية في المساجد، حيث واجهت حركة النهضة تهما باستغلال دور العبادة للترويج لمرشحها في الانتخابات الرئاسية عبد الفتاح مورو.

مخاوف الدعاية في المساجد دفعت وزير الشؤون الدينية التونسى أحمد عظوم، إلى التأكيد على أن الوزارة ستقوم بإنهاء تكليف كل إمام مسجد يثبت تجاوزاته بخصوص حياد المساجد ودور العبادة عن كل أشكال التوظيف والدعاية الحزبية وانتخابية.

وأوضح وزير الشؤون الدينية، أن “الوزارة حرصت على وضع ضوابط شرعية وقانونية لتحديد الخطب المسجدية والمعالجة الآنية لكل خروج عن هذه الضوابط وعن الحياد السياسى والحزبى”.

حماية المساجد

قال عضو ورشة مراعاة وظيفة المساجد بوزارة الشؤون الدينية في تونس، ياسين العيَّاري، إن المساجد في أصلها محايدة، والأئمة محايدون ونزهاء ووزارة الأوقاف مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان والهيئة العليا للانتخابات وضعوا ميثاق شرف لتحييد المساجد في الانتخابات الرئاسية.

وأكد العيَّاري، أن الأئمة لديهم وعي كاف وأكثر مما نتصور، وأظهروا أنهم يراعون واجبات الوظيفة، وذلك خلال ورش العمل التي عقدت لهم عن وظيفة المساجد، وإن كان الأمر لا يخلو من بعض الشواذ لما تم الاتفاق عليه.

وأوضح أن دورهم هو تذكير الأئمة ونعلمهم وظيفة المسجد حتى نفرق بين الدعاية الحزبية والأمور العامة، نعم سندعو للانتخابات من فوق المنابر، ولكن الدعوة للانتخابات بصفتها واجبا وشهادة وحق وأمانة وأنها عملية سليمة من الناحية الشرعية، سيكون الحديث عن الانتخابات دون الحديث عن مرشح بعينه والناس أحرار فيمن يختارونه.

وعن إمكانية استغلال حزب النهضة للمنابر في الانتخابات، قال العياري، إن كل الأحزاب تتمنى استخدام المنبر، لأن خطاب المنبر قوي ومؤثر ويخاطب الضمير والوجدان والإيمان، وكلهم يتمنون الحصول على مثل هذه الفرصة للتأثير على الناخبين، لكن هيهات لهم ذلك.

خلافات في حزب الشاهد

أزمة حادة تضرب حزب تحيا تونس، الذي يدعم المرشح الرئاسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد، حيث أفاد مراسل الغد في تونس ياسر دبابش، بأن حزب تحيا تونس شهد خلافات بعد إعلان القيادي بالحزب الصحبي دعمه لوزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالرغم من إعلان الحزب دعم  الشاهد.

وكان مراسل الغد قد أكد أن سبب الخلاف هو أن الصحبي لم يتم ترشيحه في الانتخابات التشريعية، وتم استبداله بشخصية على علاقة قريبة من الشاهد، ومن ثم غير الصحبي موقفه بعد أن كان يدافع بقوة لترشح الشاهد، وقال إنه الأجدر للمنصب، إلا أنه الآن نقل دعمه للزبيدي.