الفيلم الفلسطيني «بين الجنة والأرض» رحلة انتقادية وبحث عن إجابات

كتب: رياض أبو عواد

عُرض ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم الفلسطيني بين “الجنة والأرض” لنجوى النجار رحلة بحث تحمل انتقادات كثيرة دون زعيق بحثا عن إجابات فلسطينية في تعقيداتها المتراكمة.

يصور الفيلم مجموعة من القضايا التي تشغل الفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام ومن أبرزها العلاقة بين أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية وغزة، والعائدين من أبناء الشعب الفلسطيني بعد اتفاقية أوسلو سيئة الذكر، وأبناء فلسطين المحتلة من عام 1948، من خلال علاقة زواج بين فتاة من منطقة 1948 وشاب من أبناء الشهداء عاد إلى فلسطين مع جموع العائدين بعد اتفاقية أوسلو.

هذا الزواج يحمل مجموعة من الالتباسات عندما يظهر المستوى الاجتماعي للزوج الذي يعيش في منزل يتمتع بوجود مسبح فيه مما يدلل على الغنى الذي يعيشه، في وسط يعيش الكثير من أبناؤه في المخيمات والكثير يعاني من شظف العيش في القرى والمدن مما يشير إلى فساد العائدين إلى البلاد والمستفدين من السلطة الوطنية التي لا تملك أي سيطرة على أرض أو شؤون بلاد سوى فساد السلطة السياسية التي تستند بشكل أساسي على العائدين بعد اتفاقيات أوسلو.

والالتباس الثاني محاولة الزوجة الطلاق من زوجها لأنه لم يقدم لها شيئا سوى الإغراق في داخله والانتباه لأناه مع عدم ملاحظة وجودها في حياته وهذا يعكس طبيعة علاقة السلطة مع الفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 وهي السلطة التي في اتفاقياتها مع الكيان الصهيوني في أسلو تنازلت كثيرا عن الحقوق الوطنية للفلسطينيين في هذه المنطقة.

والالتباس الثالث وهو أيضا حقيقي معرفة الزوج أن العلاقة لا تنفصم ولكنه لم يقدم شيئا لهذه العلاقة وهذا يشكل تعبيرا صادقا في العلاقة بين منطقة الـ1948 والسلطة التي تخلت عنهم لكن هذا السؤال غير مطروح بالنسبة لبقية الفلسطينيين فالشعب واحد مهما تعددت التقطيعات للوطن أو الشتات بعيدا عن السلطة وحماس الذين يسعون وراء مصالح قيادتهم الذين أصبحوا مليونيرات على حساب دماء مئات الآلاف من الشهداء وملايين العذابات عند الأسرى وأهاليهم وأبناء المخيمات وغالبية أبناء الشعب الذين لا يعيشون في ظروف إنسانية بسبب الاحتلال وفساد السلطة وحماس.

تؤدي رحلتهم للطلاق داخل حدود فلسطين عام 1948، إلى إظهار تجزئة الأراضي الفلسطينية بالجدار العنصري العازل بين الضفة الغربية ومنطقة الـ48 إلى جانب تقطيع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات التي يعيش فيها غلاة المتطرفين الصهاينة والحواجز العسكرية لقوات الاحتلال الصهيوني.

وتكشف الرحلة عن أن الفتاة ابنة مناضل شيوعي عريق خاص معارك كثيرة إلى جانب رفاقه بعد احتلال فلسطين عام 1948، وهي إشارة لدور الحزب الشيوعي في مقاومة سحق أبناء فلسطين في هذه المنطقة، إلى جانب بعض الشيوعيين اليهود الذين بقوا مخلصين لإنسانيتهم وكذلك بعض اليهود العرب الذين هجرّوا جبرا من بلادهم إلى فلسطين.

في حين يظهر أن السجلات الرسمية لدولة الكيان الصهيوني تشير إلى أن والد الشاب كان يقيم في إحدى المناطق في الداخل وأنه متزوج من يهودية وله ابن منها يختلف بحرف واحد عن اسم بطل الفيلم تامر، واسم الابن اليهودي تامير.

وهذا يخلق حالة من الشك كبيرة لدى بطل الفيلم الذي يستعيد أكثر من مرة مشهد اغتيال والده الصحفي ووالدته ويستذكر وجود امرأة في عملية الاغتيال فتبدأ رحلة البحث عن السيدة لاستكمال أوراق الطلاق.

فيظهر رفاق والدها من اليهود العراقيين الذين شاركوا في النضال ضد الصهيونية ضمن سياق مساعدتهم للوصول إلى السيدة اليهودية العراقية حيث يتبين أنها مصابة بأمراض شتى وأنها في ملجاء وأن ابنها الحقيقى اختطف منها من قبل أحد الأجهزة الصهيونية لابتزازها للمشاركة في عملية اغتيال والده ونفس الأجهزة قامت بمنح ابنها اسم والده ووضعت إقامة لوالده الشهيد باسمه في إحدى قرى الجليل.

وخلال رحلة البحث يفقدوا الاتجاه فيجدوا أنفسهم في مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967، ويعيد المشهد الذي صور في هذه المرتفعات مشهد الفنان السوري دريد لحام في فيلمه على الحدود حيث تعيش السيدة على الحدود مع سوريا وكان المشهد مفتعلا بحملها بندقية فهذا لا يمكن أن يكون موجودا في الجولان المحتل ولا يسمح بوجوده الكيان الصهيوني.

ويصور الفيلم خلال رحلة البحث عن السيدة محافظة بعض اليهود العرب الشيوخ على إنسانيتهم في حين يتجه أبناؤهم للفاشية الصهيونية واحتقار والعرب وهذا ما يعبر عنه زيادة التطرف في الشارع الإسرائيلي بين اليهود العرب إلى جانب التطرف العريق لدى الكثير من اليهود الذين هاجروا من الغرب والدول الشيوعية سابقا.

كما يصور الفيلم بالمعنى الجغرافي رحلة ممتعة للفلسطينيين والعرب الذين لم يعرفوا فلسطين من وسطها إلى شمالها لتنتهي رحلة البحث وهي تشرق بتوحيد العلاقة بين الزوجين بعد اكتشافهم عالم لم يعرفوه من خلال كذبة صهيونية دفعتهم إلى هذه الرحلة.

لتعيد لحم صلة تنازلت عنها السلطة من خلال اتفاقيات أوسلو من خلال المشهد الأخير عندما ينادي حاجب المحكمة على رقم قضيتهم 48 للبت في قضية الطلاق إلا انهما لم يستجيبا للنداء.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]