فيلم الفلوس.. تلفيق وعنف دون هدف

رياض أبو عواد يكتب عن فيلم تامر حسني: مبالغات لم تقدم شيئا للشاشة الكبيرة

فيلم “الفلوس” لسعيد الماروق وقصة تامر حسني وحوار محمد عبد المعطي فبركة وتلفيق لقصة لا علاقة لها بالواقع وتقديمها ضمن إطار من العنف لا معنى له ضمن إطار من مبالغات بتقديم مشاهد ومواقف لا قيمة لها ضمن السياق الدرامي.

وتدور أحداث الفيلم حول النصاب الرقيق الذي يلجأ إلى رسم صورة الفتاة التي يضعها القدر في طريقه لينصب عليها ويؤدي دور البطولة المغني والممثل في كل أنواع المتاحة في السينما الفنان تامر حسني (سيف).

وذلك من خلال رسم صورتها على منديل من مناديل القهوة أو المطعم الذي يجمع بينهما ويفتح عالم الفتاة مقدما لها الصورة ويفبرك قصة حول شبهها بحبيبته الميتة وهو حزين على فقدانها وتبدأ الرحلة مع الفنانة زينة (حلا).

يتبين من خطوط الفيلم أن زينة وخالد الصاوي (سليم) بينهما علاقة مالية يقوم فيها الصاوي بمحاولة النصب على زينة شريكته في العمل بعد ان يتبين انه نصاب ففضت الشراكة وبقي الحساب المشترك بينهما معلقا بينهما كذلك يتبين أن تامر حسني صديقا لخالد الصاوي وأحد تلامذته في النصب.

 

 

 

ويشارك إلى جانبه الفنان محمد سلام (حامد) والفنانة عائشة بن أحمد (فايزة) كشخصيات ثانوية تقف إلى جانب زينة وليستكملوا الدائرة في عملية النصب القائمة بين جميع الأبطال.. تامر حسني يريد النصب على زينة، وخالد الصاوي في الموقف ذاته يريد أن يستغل تامر حسني وينصب على الاثنين، وزينة تريد ان تنصب على تامر وعلى الصاوي.

السيناريو المفكك والقائم على قصة لا قيمة لها لا يقدم جديدا ولا اثارة في عالم السرقة بل تصور عالما ساذجا ومفبركا أكثر منه واقعا، كما يبتين في مشاهد سرقة تامر حسني خزينة زينة وخزينة عائشة بن أحمد اعتمادا على كلمة السر في فتح هاتف كل واحدة منهما بعد مراقبتهما في ذلك على اعتبار ان كلمة السر هي ايضا نفس كلمة سر الخزنة.

وحاول حسني وكاتب الحوار محمد عبد المعطي الايهام بان الفيلم القائم على فكرة النصب يحاول أن يجيب على فكرة اشبعت حوارا في إطار العالم الديني الذي نعيشه. وهي الإجابة على سؤال هل الانسان مخير أم مسير؟ ليوحي بأن هناك عمقا في الفيلم، بينما كل الأحداث لا علاقة لها بمثل هذا الحوار الذي دار بين الصاوي وحسني حول هذا السؤال المقولة التي لن تجد حالا لها في الفكر الديني.  وإن وجدت حلها في الفكر العلمي الذي ينفي اساسا سبب وجود مثل هذه المقولة من الاساس لان الانسان هو ابن الطبيعة يبدأ منها وينتهي بها والظروف هي التي تحدد شخصية ومسار الإنسان.

فهذا التلفيق حول هذه المقولة لإعطاء قيمة فكرية او قيمة فنية لعمل سينمائي هابط لن يفيد الفيلم بشيء بل أساء إليه لانه فنيا يلغي القيمة الحقيقية في قرار الإنسان خصوصا عندما يشدد خالد الصاوي في الحوار على أن كل هذا مقدر علينا أن نفعله كنصابين في الوقت الذي لا يفعل فيه سوى ما يحقق مصلحته.

ويأتي دور المافيا الدولية التي يمثلها خريستو والمافيا العالمية التي يحاول أن ينصب عليهم الصاوي بمليون دولار ليحرك الأحداث في الفيلم بين التهديد البارد والهروب المفتعل والسعي وراء المال زينة للتخلص من تهديدات قتل الصاوي إذ لم يعد لهم مالهم.

إلى جانب ذلك يلعب تامر حسني دور الوساطة بين خالد الصاوي وزينة على تحريك الوضع وصولا لإقناعهما بتوقيع كل منهما على شيك يقوم بصرفه حسني ويعطي كل ذي حق حقه وهو يقنع كل طرف من الأطراف بأنه بمجرد حصوله على المال سيقوم باعطاءه المال كله ليضمن الثقة من الطرفين به ويضمن هروبه امانا بالمبلغ كله.

وبما أن الفيلم يركز على النصب ويدخل فيه عالم المافيا الدولي لا بد ان يكون هناك عنف وهناك مطاردات فمشهد من القتال العنيف بين الصاوي وحسني في بيت الصاوي حين اتهم كل واحد فيهما الاخر بالنصب عليه يؤدي قتالهما الى الوقوع عن حاجز احد  الممرات الحديدية المعلقة بين عمارتين ويستمرا بالقتال وعند انهيار الحاجز يصعد تامر حسني ويقوم بإنقاذ الصاوي من الوقوع عن هذا الارتفاع الشاهق في مشهد طويل لا مبرر له.

ويلحقها عملية مطاردة بين المافيا من جهة والصاوي من جهة ثانية وتامر حسني الهارب حسب ظنه بالأموال كلها ضمن مشاهد مطولة ومملة لا اثارة ولاجديد فيها واستغرقت ايضا وقتا طويلا بالقياس لمثل هذه المشاهد في السينما.

ينتهي الفيلم بعد كل هذا بمقتل أفراد المافيا الدولية عندما تصطدم سيارتهم بالسيارة التي كان يستقلها تامر حسني في ظل غياب الدولة عن كل هذه المطاردات وعدم وجود البوليس اللبناني الذي تجري المطاردة على ارضيه وخصوصا ميناء بيروت كيف يتم ذلك  لا احد يعرف سوى تامر حسني وكاتب الحوار.

ينتهي مشهد المطاردة والصاوي وحسني يقفان في مكان مرتفع في ميناء بيروت يتحدثان عن الخدعة التي تعرضا لها عندما وجدا ان كل الاموال التي كانت في الحقائب عبارة عن ورق أبيض بهدؤ شديد فلا دولة تتابع ولا مافيا ولا الخسارة تعني للنصابين شيئا.

ويصور المشهد الأخير الذي تظهر فيه عائشة بن احمد تبلغ زينة وهما يتجهان للمطار إلى القاهرة وعائشة تقول  انه تم تحويل كل الاموال الى حساب زينة في أحد البنوك بعد الحصول على توقيع الصاوي.

وينتهي الفيلم واستكمالا لاستمرار تامر حسني في مسار حياته القديم كأنه يؤكد على مقولة خالد الصاوي أن الإنسان مسير حيث نراه في آخر مشهد يتقدم من مي عزالدين ليقدم لها صورتها مرسومة على مناديل المطعم الذي يجلسان به.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]