الغرب يرصد ويراقب.. هل تستعيد موسكو نفوذها في أفريقيا ؟

هل بدأ الاختراق الروسي للقارة الأفريقية في محاولة لاستعادة نفوذ من القرن الماضي؟ وهل تعتمد روسيا باعتبارها وريث الاتحاد السوفيتي السابق على نفس “استراتيجية النفوذ ” وبنفس  المنهج الأيديولوجي؟ التساؤلات طرحتها الدوائر السياسية في الغرب، وتشغل مساحة كبيرة من الرصد والمتابعة والتحليل، رغم الموجة الطاغية حاليا من الهواجس الأمنية التي فجرتها العمليات والتهديدات الإرهابية من تنظيم داعش.. تقرير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، المقرب من دوائر صنع القرار، حذر اليوم الأربعاء، من امتداد  التحرك الروسي داخل القارة الأفريقية، باتجاه استعادة نفوذ قديم، حسب التقرير، وأن الإدارة الروسية معنية باهتمام كبير بخطوات فتح وتدعيم العلاقات مع دول القارة الأفريقية، بعد النجاح الذي تحقق في استعادة حيوية العلاقات مع مصر باعتبارها بوابة روسيا “السابقة” إلى القارة السمراء، وكذلك البوابة الجزائرية للشمال الأفريقي.

resize

التقرير الصادر اليوم، يتوافق مع تقديرات المراكز البحثية في الغرب التي طالبت بالتفاتة غربية إلى سعي روسيا لتوسيع نفوذها في القارة الأفريقية على حساب بقية القوى العظمى المتنافسة،  وبعودة قوية، حسب وصف مركز دراسات “المعهد الأفريقي للدراسات الجيوسياسية” في فرنسا، الذي كرر التحذير للدول الغربية الكبرى “الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا وألمانيا” من استعادة روسيا لنفوذها في القارة الأفريقية، والتي لا تمثل بالنسبة لها “عالما مجهولا” بل سبق لها اكتشاف أهمية الموارد والمواقع الاستراتيجية في القارة على مدى السنوات الأخيرة من القرن الماضي، قبل انحسار نفوذها وخروج مصر من “دائرة الصداقة” مما ساهم في فتح أبواب القارة للتدخل الأمريكي، ثم التواجد الإسرائيلي فيما بعد، وأوضح التقرير أن روسيا تستعيد نفوذها في أفريقيا بتلافي أخطاء التركيز على المد الأيديولوجي الشيوعي في القارة، مع تراجع فكر الماركسية اللينينية وسقوط المعسكر الاشتراكي.

دبابة تي 90 الروسية

وفي نفس السياق أكد مركز كارينجي للسلام في واشنطن، أن على الدول الغربية، متابعة ورصد التحرك الروسي داخل القارة الأفريقية، والتي تمثل ظهيرا استراتيجيا لأوروبا، ومحورا هاما على مياه المحيط الأطلنطي. وكشف التقرير أن المراكز البحثية في جامعات ميتشغان وألينو بعثت للإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، بتقديرات موقف خاص بالسعي الروسي لاستعادة النفوذ في أفريقيا، ومن خلال دورها كمزود بالأسلحة في المقام الأول، وفاعل رئيسي على الصعيد الاقتصادي ثانيا، وأن التواجد الروسي في القارة سوف ينافس نفوذ التواجد الغربي، عكس التواجد الاقتصادي والفني الصيني الذي ليس له تأثير يذكر على الغرب، وتضمنت تقديرات الموقف تحذيرات من عودة المنهج السوفيتي السابق بدعم روسيا للحكام الحلفاء وخاصة من الطغاة، مثل دعم موسكو للنظام الحليف في الكونغو برازفيل، نظام الرئيس دينيس ساسو نغيسو، للبقاء في الحكم لولاية جديدة تحظرها القوانين العليا للبلاد.

 alalam_635786304827512742_25f_4x3

وقال خبير العلاقات الدولية الفرنسي، ماواييلا تشييمبي، لصحيفة لوموند، إن الحضور الروسي في القارة الأفريقية، يشمل جميع الأصعدة تقريبا، من الاقتصادي إلى السياسي والعسكري وحتى الثقافي، تترجمه أرقام وبيانات مستندة إلى تقارير متنوعة بهذا الخصوص، غير أن صادرات الأسلحة تبقى في الصدارة،  مع 15 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء، ما يجعل من موسكو أحد أبرز مصدّري الأسلحة لأفريقيا. وأوضح “ماوابيلا”، أن الخريطة الأفريقية تسجل تحركا روسيا باتجاه مناطق نفوذ سابقة، باستعادة العلاقات مع مصر، واستعادة التعاون المكثف والتنسيق مع الجزائر، ودعمها للحكومة الشرعية في ليبيا، وتخاطب حاليا المملكة المغربية، وبعد تواجدها الاقتصادي والفني في موريتانيا ونيجيريا والسنغال، ارتفعت معدلات الصادرات العسكرية الروسية لدول غرب ووسط أفريقيا بنحو 60 % خلال العام الماضي فقط نظرا للتسهيلات التي تقدمها روسيا لتلك الدول والأسعار التنافسية  للسلاح، في سبيل العودة إلى مراكز وقواعد نفوذ لها داخل أفريقيا.

 318422731440009104

 

ويتجه تقرير مركز كارينجي للسلام إلى زاوية أخرى، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ترصدها منذ سنوات وهي رغبة الرئيس بوتين باستعادة نفوذ وقوة الاتحاد السوفيتي السابق، وأن الرئيس أوباما يشير دائما إلى أن “بوتين” مريض بحمى القومية السوفيتية، بل ويحلم بنفوذ وسلطات “القياصرة”..  ووضع التقرير تصورات  تدفع روسيا لاستعادة نفوذ “الاتحاد السوفيتي السابق” في أفريقيا، من بينها “رغبة التوسع والنفوذ” لدى الرئيس بوتين، باعتبار أن أفريقيا لديها موارد طبيعية لم تستغل بعد، وتمثل أيضا سوقا واسعا للصادرات الروسية ولصناعة السلاح الروسي، وهي داعمة للاقتصاد الروسي، وثانيا، حسب تقرير مركز كارينجي، استعادة الأصدقاء مثل مصر والجزائر وإثيوبيا والكونغو وجنوب أفريقيا، وهي الدول المحورية في القارة، وفي نفس الوقت تعد دول صديقة للغرب، مما يشير إلى مخاطر التوجه الروسي لاستعادة النفوذ في أفريقيا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]