أسطول نفط الظل.. «علاقات طاقة» لتمويل الحرب في أوكرانيا

أعلنت السلطات الروسية مقتل 93 شخصا، بينهم 3 أطفال، وإصابة أكثر من 100 آخرين، بهجوم إرهابي استهدف مركز «كروكس سيتي هول» الترفيهي التجاري في ضواحي موسكو مساء أمس الجمعة، وإن الحصيلة مرشحة للارتفاع.

ومع إعلان «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، شككت وسائل الإعلام الروسية في إعلان  التنظيم الإرهابي، بينما ذكرت صحيفة «الغارديان » البريطانية، أن المخابرات الأميركية تدعم إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن إطلاق النار على قاعة الموسيقى في موسكو، وأشارت إلى أن لدى فرع تنظيم «داعش» في ولاية خراسان ISKP) ) ملاذا في أفغانستان ونفذ تفجيرات مؤخرًا في إيران، مما يشير إلى أن لديه القدرة على ارتكاب فظائع كبرى.

وحتى تتمكن السلطات الروسية من اكتشاف (الأيادي التي تقف وراء التمويل والتخطيط والتنفيذ) للعملية الإرهابية، فإن مصادر الصحيفة البريطانية، تتوقع أن يكون للهجوم الإرهابي آثارا سياسية كبيرة في روسيا وخارجها.

وربط عدد من المحللين في موسكو، بين الحادث الإرهابي، «الأعنف» منذ عقود، وبين الفوز الساحق للرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية لمدة 6 سنوات، وقد جاء على غير رغبة الولايات المتحدة  ومن معها من الحلفاء الغربيين، خاصة مع نسبة التصويت ونسبة الفوز وكلاهما لم يتحقق منذ عقود أيضا!.

واللافت أنه في وقت سابق من هذا الشهر، قالت السفارة الأمريكية في روسيا إنها «تراقب التقارير التي تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو»، بما في ذلك الحفلات الموسيقية. وحذرت السفارة المواطنين الأميركيين من تجنب التجمعات الكبيرة.

وفي خطاب  ألقاه الرئيس الروسي، أمام وكالة الأمن الفيدرالية الروسية، وصف تحذيرات السفارة بشأن الهجمات الإرهابية المحتملة في موسكو بأنها «استفزازية»، قائلاً: «إن هذه الإجراءات تشبه الابتزاز الصريح ونية تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره».

ودعا الرئيس الروسي -في خطابه آنذاك- جهاز الأمن الفيدرالي وهيئات إنفاذ القانون الأخرى، إلى تكثيف الجهود لمنع الهجمات الإرهابية.

إلا أنه بعد أسبوعين من التحذير الأمريكي، وقع الهجوم الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.

ومع إعلان «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي، شكك سياسيون ووسائل إعلام روسية في رواية التنظيم الإرهابي، قائلا على تطبيق «تلغرام»، إن «مقاتليه هاجموا تجمعا كبيرا في محيط العاصمة الروسية موسكو»، مشيرا إلى أنهم «عادوا بعد ذلك إلى قاعدتهم».. وبحسب «روسيا اليوم»، فإن قنوات على منصة «تلغرام»، زعمت أن إعلان «داعش» مزور، مستندة على ذلك، بأنه لم يتم استخدام قالب أخبار «داعش» هذا منذ عدة سنوات، إضافة إلا أنه لا يوجد أي شيء على قنوات التنظيم على «تلغرام».

وهناك حجج استندت عليها تلك القنوات الروسية، لتصل إلى نتيجة مفادها، عدم صحة الأخبار التي تفيد بأن «داعش» المحظور في روسيا، أعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على قاعة «كروكس»، معددين أسبابًا من بينها، أن الإعلان  أو البيان أضيف إليه التاريخ وكلمة عاجل بخلاف الإعلانات السابقة.. كما أنه لا يتضمن اسم وكالة «أعماق» بالإنجليزية، خلافا لإعلانات سابقة للتنظيم.

………………………..

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

يواصل الرئيس الأوكرامي، فولوديمير زيلينسكي، رحلاته المكوكية واتصالاته مع الدول الغربية الكبرى للتدخل السريع بالدعم الاقتصادي والأسلحة، في وقت بدأ نزيف الحرب يضرب بلاده، مؤكدا أن أوكرانيا «بحاجة إلى دفاع شامل، وربما يكون الشيء الأكثر أهمية هو التحرك، من خلال تعزيز الدفاع الجوى المنطقة بأكملها، نحن ندرك أننا بحاجة إلى دفع الروس بعيداً».

حقيقة المشهد العسكري داخل أوكرانيا، ينبىء بمخاطر الانهيار الكامل، بحسب مجلة Responsible Statecraft الأميركية.. وقالت، إن على الغرب دفع كييف نحو المفاوضات مع موسكو قبل انهيار أوكرانيا بالكامل، مشيرة إلى دعوة بابا الفاتيكان مؤخرا «الطرف الخاسر للاستسلام».

هل ترفع أوكرانيا الراية البيضاء ؟

وبحسب المجلة الأميركية، فقد أثار البابا فرانسيس رد فعل عنيفًا هذا الأسبوع بسبب تعليق دعا فيه أوكرانيا إلى إظهار «شجاعة العلم الأبيض» والدخول في مفاوضات مع روسيا.. وقال البابا في مقابلة سجلت الشهر الماضي لكنها لم تنشر إلا هذا الأسبوع: «عندما ترى أنك مهزوم، وأن الأمور لا تسير على ما يرام، عليك أن تتحلى بالشجاعة للتفاوض».

ويضيف تقرير المجلة: «يساعد كل ذلك في فهم لماذا تبدو تعليقات بابا الفاتيكان وعلى وجه الخصوص خارج أوروبا والولايات المتحدة، أقرب إلى الواقع من التصريحات الصادرة عن العواصم الأوروبية».

المراهنة على تغيير غير متوقع

وأوضحت المجلة الأميركية، أن السؤال الذي يواجهه الزعماء الغربيون بسيط .. وهو: هل نحن مستعدون للمراهنة على تغيير غير متوقع في الوضع في ساحة المعركة، حتى لو كان هذا يهدد بانهيار الجيش الأوكراني وبالتالي انهيار أوكرانيا كدولة؟.. وإذا لم يكونوا مستعدين لذلك، فمن المرجح أنه قد حان الوقت للإصرار على إجراء المفاوضات قبل أن يصبح الوضع أسوأ.

انتصار أوكرانيا أصبح مستحيلا

وتؤكد مجلة Responsible Statecraft الأميركية، أن المشاكل العسكرية والسياسية في أوكرانيا تجعل انتصارها مستحيلا، وخاصة في ظل نقص الأسلحة، والإخفاقات على الجبهة وانعدام المساعدات الأميركية والخلافات السياسية الداخلية.

وأشارت المجلة إلى أن روسيا تنتج الذخيرة بكميات أكبر مما يمكن للناتو نقلها لأوكرانيا، مما يمنح موسكو ميزة كبيرة، معربة عن تأييدها موقف البابا فرانسيس الذي دعا الطرف الخاسر في النزاع الأوكراني للتحلي بالشجاعة، ورفع الراية البيضاء.

ليس من مصلحة كييف أن تؤجل المفاوضات

ونقلت المجلة الأميركية، عن العديد من المسؤولين والمعلقين الغربيين، أن البابا كان يقف إلى جانب روسيا، لكنهم تجاهلوا جوهر انتقاداته: فالحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة لأوكرانيا، وليس من مصلحة كييف أن تؤجل المفاوضات مع تحول الزخم في اتجاه موسكو.

الأمر ببساطة أن أوكرانيا تواجه الآن مزيجاً من التحديات السياسية والعسكرية التي تجعل النجاح في ساحة المعركة في الأمد القريب غير مرجح.. وهناك فرصة ضئيلة لتغيير هذا قريبًا، حيث من غير المرجح أن يوافق الكونغرس الأميركي على مساعدات جديدة لأوكرانيا في المستقبل القريب.

إذا انتهى الدعم الأميركي لأوكرانيا فإن الحرب ستنتهي

وأشارت المجلة، إلى تصريحات رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، عقب اجتماعه مع دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي، إن الرئيس السابق ترامب «لن يعطي فلساً واحداً» لأوكرانيا إذا فاز بإعادة انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.. وقال أوربان خلال عطلة نهاية الأسبوع: «إذا لم يقدم الأميركيون المال والأسلحة، وكذلك الأوروبيون، فإن هذه الحرب ستنتهي.. وإذا لم يقدم الأميركيون المال، فإن الأوروبيين غير قادرين على تمويل هذه الحرب بمفردهم، وعندها ستنتهي الحرب».

……………………………..

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

بدأت ـ مبكرا ـ  مؤشرات العام الثالث من الحرب الروسية ـ الأوكرانية، من خلال رسالة مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي، الذي عقد في مكانه التقليدي «فندق بايريشر هوف»، الأسبوع الماضي،( من 16 إلى 18 فبراير/ شباط الحالي)، مشيرا إلى أن روسيا تتقدم، وأوكرانيا في وضع عسكري لا تحسد عليه، أوكرانيا تكافح من أجل البقاء، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

أوكرانيا على طريق وادي الموت

ونقلت الصحيفة الأميركية عن السيناتور شيلدون وايتهاوس (ديمقراطي من ولاية رود آيلاند)، الذي قاد وفد مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى المؤتمر: «إن أوكرانيا تتجه نحو تدهور معنوي، ما لم يتحرك حلفاؤها بسرعة لتعزيز الدعم.. وقال وايتهاوس: « إن روسيا صعدت، وأوكرانيا انهارت»، وعلى الغرب أن يساعد جنود كييف على إيجاد طريق لعبور «وادي الموت.»

أوكرانيا أمام طريق مسدود

وصلت الحرب حاليا إلى طريق مسدود؛ حيث اضطرت أوكرانيا الأسبوع الماضي إلى الانسحاب من بلدة أفدييفكا الرئيسية بعد أشهر من القتال العنيف، مما يمثل أسوأ هزيمة لها منذ سقوط باخموت في شهر مايو/ أيار الماضي، وأهمية «أفديفك» ليست بسبب أهميتها الاستراتيجية، ولكن لأن ذخيرة المدفعية والدفاعات الجوية كانت تنفد من القوات الأوكرانية، وهي علامة على ضعفها المتزايد. ويثير النقص في الدفاعات الجوية القلق، فالطائرات الروسية يمكنها إسقاط قنابل دقيقة التوجيه على أ«فدييفكا» متى شاءت. وإذا لم تحصل أوكرانيا على إمدادات للدفاع الجوي قريبا، فقد يمتد هذا التهديد إلى المدن في جميع أنحاء البلاد، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

الوحدة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي بدأت في التآكل

ويمكن القول إن الأمر الأكثر أهمية بين هذه الأسئلة الصعبة هو: إلى متى تستطيع أوروبا أن تحافظ على الدعم المالي المستنزف لأوكرانيا؟ ومن جهة أخرى، فإن الأموال التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدة عالقة، بعد أن أقرها مجلس الشيوخ، بانتظار موافقة مجلس النواب.. ومن جهة أخرى بدأت الوحدة بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي في التآكل، مع تعطيل كل القرارات الكبرى تقريباً..وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز قام بزيارة سرية لأوكرانيا يوم الخميس الماضي.

ووفقا للصحيفة الأميركية، كان الغرض من هذه الزيارة العاشرة بترتيبها منذ بداية الأزمة الأوكرانية في الـ 24 من  فبراير/ شباط 2022، هو طمأنة القيادة الأوكرانية وسط رفض مجلس النواب الأمريكي التمويل الإضافي لكييف.

ولم يتمكن الكونغرس الأمريكي من المصادقة على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولهذا السبب توقفت الولايات المتحدة منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن تزويد كييف بالأسلحة والذخائر.

هزيمة نظام كييف باتت أمرا واقعا

وفي تقديراته للأوضاع العسكرية في أوكرانيا، قال الخبير العسكري الألماني، العقيد المتقاعد  فولفغانغ، خلال مقابلة مع مجلة «فيلت» الألمانية، «إن انتصار الجيش الأوكراني أمر غير وارد، لأنه لا يفتقر إلى الذخيرة فحسب، بل وإلى الأفراد أيضا، كما أن قدرات الجيش الروسي، على العكس من ذلك، تتزايد، وآخذة في التنامي، ويحقق المزيد من المكاسب تدريجيا. وقد شاهدنا ذلك في أفدييفكا.»

انتصار اوكرانيا في ساحة المعركة أمر مستحيل

وأضاف للمجلة الألمانية، إن شركاء أوكرانيا الغربيين بحاجة لقبول حقيقة أن انتصار القوات المسلحة الأوكرانية في ساحة المعركة أمر مستحيل… وان ما يحدث يذكرني بالجنرال زالوجني ( رئيس هيئة الأركان العسكرية الأوكرانية قبل إقالته منذ أسبوع)، عندما قال إننا «يجب أن نقول وداعا لخطاب النصر الذي يتبناه زيلينسكي». لقد تبين أن زالوجني كان محقا في هذا، والأحداث الأخيرة تؤكد ذلك.

تراجع شعبية زيلينسكي

ومع مؤشرات تراجع قوات أوكرانيا على جبهات القتال، فقد شهدت الأشهر القليلة الماضية تراجع شعبية الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكي، وقد راحت الصحف الغربية تنشر أكثر المقالات حدة وصراحة بعيدا عن سابق التحفظ والموالاة.. ونشرت صحيفة «ايكونوميست» البريطانية، مقالا لفاليرى زالوجنى القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الذى لطالما كان الأقرب إلى الرئيس الأوكراني، ينتقد فيه سياسات زيلينسكى ويقول صراحة إن «أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود». كما أقر زالوجنى فى مقاله «بفشل الهجوم المضاد الأوكراني، وبأن قواته لم تتمكن من تحقيق أى اختراق حقيقى فى الجبهة وبأن كل الحسابات كانت خاطئة».

الطريق مسدود..كل الحسابات كانت خاطئ

وأضاف قوله: «وصلنا إلى طريق مسدود فى مستوى التكنولوجيا، وأنه على الأرجح، لن يكون هناك اختراق عميق من جانب قواتنا». وتناول الجنرال الأوكرانى قضية الفساد الذى قال إنه «تحول إلى نظام ومنظومة تلعب دورا كبيرا فى الصراعات العرقية فى شرق أوكرانيا، وخلص إلى القول إنه لا يمكن فصل الصراع العسكرى عن الفساد.

أيام أوكرانيا باتت معدودة.

وبحسب وكالة «نوفوستي» الروسية، فإن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أكد في تصرحات صحفية، إنه إذا استمر الغرب في مساعدة أوكرانيا على نفس المنوال الحالي، فإن أيام أوكرانيا باتت معدودة. يجب على فولوديا زيلينسكي أن يحفظ ذلك عن ظهر قلب تماما كما يحفظ الجميع صلاة «أبانا الذي في السموات».

معدل المواليد في أوكرانيا تراجع بشكل كبير وارتفاع نسبة الطلاق

ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، تحقيقا حول تأثير الحرب على النمو الديمغرافي في أوكرانيا، وأوضحت أن معدل المواليد في أوكرانيا تراجع بشكل كبير بسبب الحرب وارتفاع نسبة الطلاق وهجرة النساء والأطفال إلى دول أخرى إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات لدى الرجال.

ــــــــــــــــــــــــ.