أسماء فوزي: بعد حلاقة شعري في «سقوط حر» تعرضت لمواقف مؤلمة وكلام بذيء

خاضت تجربة صعبة وجريئة كممثلة محترفة، أثبتت خلالها موهبتها وقدرتها على تقديم أدوار صعبة، مع بداية مشوارها في مجال الدراما التليفزيونية والسينمائية، لكن عملها في مجال المسرح منذ 2002 جعلها تشارك في أعمال كثيرة أثقلت موهبتها، وأعطتها الخبرة في تقمص الأدوار المختلفة، والمركبة في كثير من الأحيان.

أسماء فوزي.. الفتاة «حليقة الشعر»، التي قدمت دورا مؤثرا في مسلسل «سقوط حر»، رغم ظهورها الصامت في مجمله، كانت جريئة بشكل كبير لتقبل حلق شعرها «زيرو» من أجل دور ثانوي، لكنها وجدته مؤثرا ومهما في مشوارها الفني، معا سنتعرف أكثر عليها، وبما مرت به من نجاحات ومواقف صعبة، نتيجة تجربتها الجريئة، في حوار خاص مع «الغد».

13432428_1089048254492250_4497286136625814675_n

«سقوط حر» تجربة من نوع خاص

الموافقة على دور كهذا أمر ليس سهلا على الإطلاق.. كيف استطاعت أسماء أن تأخذ قرارا صعبا يمس هويتها كأنثى؟

أولا رشحني للدور مساعد الإخراج محمود سليم، وبالفعل ذهبت لعمل تجربة أداء مرتجلة لشخصية فتاة مجنونة، في مستشفى أمراض نفسية لمسلسل من إخراج شوقي الماجري. أخبروني بعدها أني على الأرجح من ستقوم بتجسيد الشخصية، لكن شرط أن تحلقي شعرك «زيرو»، فوافقت مبدئيا إلى أن يتأكد حصولي على الدور. بعدها لم أفكر في الأمر ونسيته الموضوع تماما.

بعد مرور أكثر من شهر فكرت خلاله بترك التمثيل والابتعاد عن المجال الفني، بسبب مروري بظروف مادية سيئة متكررة، إلى جانب إلحاح أسرتي بالتوقف عن العمل في هذا المجال، وأن أكتفي لهذا الحد بعد وصولي إلى 31 سنة، ولم أحقق ما أريده بعد معافرة وتعب بدأت من سنة 2002. قررت أن أصلي استخارة، تفأجات في اليوم التالي منها، بمكالمة من شركة «العدل جروب»، أخبرني خلالها محمد يحيى التابع لقسم الإنتاج، أنهم ينتظرون قدومي لتوقيع العقد عن دور الفتاة الحليقة، في مسلسل المخرج شوقي الماجري. وفي اليوم التالي تلقيت اتصالا آخر من شركة «محمد فوزي» بخصوص دور في مسلسل «المغني»، لكن لم ألتزم بالمشاركة حتى انتهي من تفاصيل «دور الفتاة الحليقة» أولا.

13643933_532477873610289_387643167_n

وبالفعل ذهبت لشركة العدل جروب لمعرفة التفاصيل، ووافقت على تقديم الشخصية، وحلاقة شعري «زيرو»، دخلت بعدها في مساومات سخيفة حول أجري وانتهى النقاش أني لن أجسد الدور. والحقيقة أني كنت أمر في تلك الفترة بظروف مادية صعبة جدا، وفي نفس الوقت كان هناك قرار بترك التمثيل، والبحث عن مجال عمل آخر، وبالمقابل يطلب مني حلاقة شعري والتنازل عن أنوثتي من أجل دور غير موجود على الورق حتى الآن، ونظير مبلغ من المال قليل جدا لا يتساوى والشرط الصعب الذي يطالبون به.

تدخل محمود سليم في الأمر، وأخذني لمقابلة المخرج شوقي الماجري في مكتبه. وبدأ بإقناعي أننا سنقدم عملا جيدا جدا، وأنه يقوم ومريم نعوم حاليا بكتابة تاريخ للشخصية التي أقوم بتجسيدها، بعيدا عن الكلام الموجود الآن في الورق، وأوضح لي أن المشاهد الخاصة بي ليست كثيرة، لكنه يحتاج إلى ممثلة جيدة تجسد الدور بالشكل الذي يريده، بعدها شعرت بارتياح جعلني أثق قليلا في إمكانية أن تكون هذه خطوة مهمة تجعلني أعوض ما فات، على مستوى إثبات قدراتي التمثيلية.

ثم تلقيت مكالمة من صبري السماك المنتج الفني للعمل، أوضح لي فيها أنه لن يستطع إعطائي المبلغ الذي طلبته، لأنهم خصصوا ميزانية محددة لهذا الدور أقل من ما أطالب به كثيرا، لكن اختيار المخرج لك لتجسيد الدور، وكلام مساعد المخرج حول إمكانياتك التمثيلية الجيدة سيجعلنا نصل لحل مرضٍ.

13621684_532479160276827_1978422321_o

وافقت ووجدت أنها مجازفة سأخوضها، إن لم أحقق ما أريده بعدها، سأتوقف تماما عن التمثيل. وتم الاتفاق أني سأحلق شعري  مع أول يوم تصوير كان مقررا أن يبدأ شهر فبراير/ شباط الماضي. أخذت المشاهد الخاصة بي وتفاجأت أنها تضم 20 حلقة، فكان الأمر مفاجئا بالنسبة لي، بناء على التصور المحدد فإن هذا العدد كثير بالمقارنة مع حجم الدور.

وومع قراءتي للورق الخاص بالدور، شعرت بتخوف وأني ورطت نفسي، هل سأغامر بحلق شعري من أجل مشاهد محدودة أظهر فيها بشكل صامت، فلم أجد أي تاريخ أو ملامح للشخصية. بعد يومين من تسلم الدور تلقيت اتصالا من فريق عمل المسلسل يخبروني فيه أني يجب أن أحضر غدا كي أقوم ببروفة «حلق الشعر»، وكان ذلك قبل ميعاد التصوير بـ20 يوما تقريبا. وبالفعل ذهبت وكان الموضوع يسبب لي توترا كثيرا مع أخذ خطوة هكذه، وفي البداية تم قص شعري للحد الذي يمكن معه استخدام ماكينة الحلاقة، وأثناء ذلك كنت أنظر إلى شعري وداخلي منهار، حيث أصبحت شبه شخصية «جميلة بوحيرد» في مشهد السجن ضمن فيلم «جميلة».

13650455_532477866943623_843812035_n

وفي اللحظة التي وضعت فيها الماكينة على رأسي انتابني شعور مؤلم، أولا هناك رجة شديدة تصيب رأسك، تحاولي معها الالتزام بالثبات حتى لا تصابي بجروح، إلى جانب كتم رغبتي في البكاء والتظاهر بالتماسك رغم وجود بركان داخلي. في البداية تم حلقه على درجة  4، لكن هذا لم يناسب رؤية المخرج للشخصية، ثم قمنا بحلقه على درجة 3، ثم 2، ليستقر المخرج بعدها على درجة 1. بعدها نظرت إلى نفسي فشعرت بالرعب، الذي سمح لي بالدخول في أجواء الشخصية، خاصة وأني ارتديت اللبس الخاص بها، ما جعل شوقي المجري يقتنع أني جاهزة للدور، وأعطاني بعدها الورق الخاص بتاريخ الشخصية.

حين نظرت في المرآة بعد قراءة تاريخ الشخصية، شعرت أنه بالرغم من أن دوري صامت، إلا أن الشخصية لديها مشاكل نفسية كبيرة، وصلت بها لقتل أهلها، وهذا ما رأيته أمامي قبل مرحلة التصوير. وفي هذه اللحظة وجدت «أسماء» تدخل مرحلة جديدة، إما ستتحول معها لتصبح مصابة بمشكلة نفسية بسبب حلق شعرها، أو تصبح  أقوى مما أتخيل، وحرة لدرجة إني «ما بقاش عندي حاجة أخاف عليها». قادرة على مواجهة مجتمع رافض في الأساس أنت تكون الأنثى مختلفة.. الكثير من الأفكار والصراعات كانت تدور في ذهني وقتها.

13672333_532477836943626_1399274440_n

ردود أفعال مربكة بعد حلاقة شعرها

حلاقة شعرك أصبح أمرا واقعا.. وبالتأكيد واجهت معاناة ومواقف مؤلمة.. أحكي لنا كيف تمكنتي من تخطيها.

بعد الانتهاء من بروفة «حلق الشعر» تحركت من مقر شركة «العدل جروب»، وسط قلق الموجودين هناك بسبب ما أنا عليه، محاولين المساعدة وإعطائي «كابيشو» لتغطية رأسي، وضعته حتى نزلت إلى الشارع، ثم قررت أن أنزعه من  رأسي، وكلي فضول لمعرفة ردود أفعال الناس من حولي، لن أعيش محبوسة، لست من الشخصيات التي تحبس نفسها.

عانيت كثيرا من ردود الأفعال في الشارع، قلة أدب وكلام بذيء، وتعبيرات نابية. الغريب أن رد الفعل هذا لم يكن من جانب الرجال فقط، بل أيضا الفتيات كن قاسيات وكلامهن جارح، على سبيل المثال «إيه المجنونة دي»، «هي دي الأشكال اللي بتجبلنا الكلام».

بعض الأشخاص تعاملوا معي بتعاطف شديد، ظنا منهم أني مصابة بمرض «السرطان»، وبعد اختبار رد فعل الناس على شكلي، شعرت بإجهاد نفسي كبير ورغبة في البكاء،  فقررت الاتصال بعدد من أصدقائي، جاؤوا لمقابلتي. بعد علمهم بالأمر شجعوني، ودعموني بشكل كبير. كل هذا الدعم الذي تلقيته من أصدقائي، منحني القوة واراحني كثيرا. عدت بعدها للمنزل وعند رؤية والدتي لي بهذا الشكل انهارت في البكاء، وظلت تسألني هل أنا بخير؟

في اليوم التالي مع نزولي وركوب مترو الأنفاق، الوضع كان أسوأ مما تخيلت، كان هناك الكثير من الكلام الجارح، والنظرات المهينة، الوضع كان أكبر مما احتمل فقررت الرجوع لمنزلي والمكوث فيه مدة أسبوع دون النزول منه، قمت خلاله بالبحث في مجال الطب النفسي.

شعرت بعد هذه المدة بالإرهاق النفسي الشديد، فقررت النزول وقضاء بعض الوقت في أحد الأماكن التي أحبها، وهناك وجدت وجهة نظر مغايرة تمام، ونظرة إيجابية لمظهري، ظنا منهم أني أجنبية. وكانت فكرة جيدة بالنسبة لي وبدأت أتعامل من منطلق أني أجنبية، وأصبحت أتواصل مع الجميع في الشارع باللغة الإنجليزية، وهذا جعلني اتخطى تلك المرحلة حتى جاء ميعاد التصوير.

13664492_532477283610348_329152875_n

قبل التصوير اضطروا لحلاقة شعري مرة أخرى، وهذه المرة قاموا بعمل بعض العلامات بالموس في رأسي، ما جعلني أبدوا كالمسجلين خطر! وهذا وضعني في موقف سخيف، أثناء رجوعي إلى المنزل بعد أول يوم تصوير. ممرت بكمين شرطة، أوقفوني نص ساعة كاملة وأخذوا بطاقتي؛ لعمل تحريات عني وسط عبارات سخيفة من جانبهم، وحاولت أن أوضح لهم أني ممثلة ولدي تصوير في مستشفى الحميات لمسلسل «نيللي كريم» الجديد. كانت فترة التصوير منهكة نفسيا لي، وأنا شخص غير قادر على البكاء للتخفيف عن هذا التعب، لكن ما يسعادني دائما هو الرقص.

13672143_532477890276954_1076112088_n

أعمال وإنجازات جديدة

دور الفتاة الحليقة في مسلسل «سقوط حر» جذب الأنظار نحوك.. هل تلقيت أدوارا جديدة؟

يوجد فيلم جديد للمخرج محمود سليم، وقمت بعمل تجربة الأداء ومنتظرة الرد، متمنية التوفيق من الله، كما تم اختيار فيلم «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد، الذي أشارك في بطولته ضمن مسابقة العمل الأول للأفلام الروائية الطويلة «صناع سينما الحاضر»، في الدورة الـ69 مهرجان لوكارنو السينمائي، وهذا أسعدني كثيرا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]