قصة مسلسل تليفزيوني، كشفت عن خلفيات الحرب السينمائية الأمريكية على الجزائر، واستدعى العمل الدرامي اعتذار السفير الأمريكية في الجزائر، جوان بولاتشاك، وأكدت أن واشنطن لا تنوي قصف الجزائر، وأن الأمر يتعلق فقط بمسلسل خيالي، والولايات المتحدة تربطها علاقات صداقة متينة مع الجزائر.
الشارع السياسي الجزائري، وقوى شعبية، أعربت عن غضبها من بث حلقة لمسلسل تليفزيوني أمريكي جديد، تقوم فيه واشنطن بقصف الجزائر، وأثير جدل واسع حول مسلسل “designated survivor ” والذي يقرر فيه رئيس الولايات المتحدة بالنيابة، بعد اغتيال الرئيس المنتخب، قصف الجزائر نوويا.. ومضمون العمل الدرامي، يراه كثيرون داخل الشارع الجزائري، لا يبشر بالخير، وأن هوليوود غالبا ما تكشف ما تنوي القيام به الإدارة الأمريكية.
الطريف في المسلسل الأمريكي الذي يعلن الحرب على الإرهاب في الجزائر، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي الجزائري سعد بو عقبة، ليس مستوى الخيال الواقعي الذي يتقنه الأمريكان، بل الطريف أن الإرهاب (الجزائري) الذي يشن هجوما على أمريكا انطلاقا من صحراء الجزائر يقتل جميع أعضاء الحكومة الأمريكية ويقتل رئيسهم أيضا، ولا يبقى من الحكومة الأمريكية سوى وزير الإسكان، وفي هذا دلال إيحائية أمريكية مفادها أن الهجوم الإرهابي على أمريكا تم من منطقة غير مسكونة وتحتاج إلى التعمير، وبالتالي وزير السكن الأمريكي (الرئيس بالنيابة) يحرر هذه المنطقة من الإرهابيين ويعمرها، باعتباره وزيرا للسكن.
وإذا كانت أمريكا تشن حربا على الإرهاب في الجزائر بواسطة عمل درامي على الشاشة الصغيرة، فإن قصف الجزائر في المسلسل، أعاد سنوات من التاريخ، بحسب المحلل السياسي بوعقبة، حيث أعلنت أمريكا الحرب على الجزائر في القرن الثامن عشر لأن الجزائر كان يحكمها “القرصان” أي بتعبير اليوم مافيا البحر، وكانت أمريكا تدفع الجزية إلى مافيا القرصان الجزائري في البحر المتوسط لضمان سلامة سفنها وهي تبحر نحو الشرق الأوسط، وعندما ضعفت الجزائر بتدهور حالة أسطول قرصانها هاجمتها أمريكا بالأسطول الأمريكي السابع، وقتلت قائد البحرية الجزائرية الرايس حميدو.
وقد أنشد جنود البحرية الأمريكية في الأسطول السابع أنشودة بالانتصار على الريس حميدو على ظهر سفنهم الحربية أنذاك كنوع من النشوة بالانتصار، وحتى اليوم ما يزال النشيد الرسمي للأسطول السابع الأمريكي هو النشيد الذي أشد بالمناسبة الاقتصاد على البحرية الجزائرية.
ويضيف “بوعقبة”: الجزائريون يتذكرون أن أمريكا أرسلت أسطولها السادس سنة 1971 ليقترب من السواحل الجزائرية عندما أمم بومدين شركات النفط في الصحراء الجزائرية… وقتها خطب المرحوم بومدين وقال: إن الأسطول السادس الذي اقترب من السواحل الجزائرية جاء لاصطياد الساردين”، مذكرا أمريكا بورطة فيتنام، لكن اليوم الجزائر مع الحلف الأطلسي والأسطول السادس الأمريكي في المتوسط بمثابة السمن على العسل وبهذا أكثر الساردين في سواحلنا.
وقال الكاتب الجزائري: إن الرسالة التي تريد أمريكا السينمائية إرسالها إلى الجزائر هي أولا التحذير من نشاط القاعدة في الصحراء الجزائرية الشاسعة والفارغة والممتدة جنوبا وبالطول والعرض، وثانيا تريد أمريكا تحضير الرأي العام الأمريكي سينمائيا لإلحاق الجزائر بليبيا في موضوع لوكربي لأخذ الرصيد من الأموال البترولية المودعة عند أمريكا، تماما مثل حكاية السعودية وتعويضات الهجوم على نيويورك.. أمريكا أخذت أموال الخليج بسبب حرب صدام ، وأخذت أموال القذافي بسبب لوكربي، وتأخذ أموال الجزائر بسبب نشاط القاعدة في الصحراء.