قرار رئاسي مفاجئ أصدره الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بإقالة نائبه ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، مبررا ذلك بالإخفاقات التي رافقت أداء الحكومة خلال الفترة الماضية، وتعثرها في تخفيف معاناة اليمنيين وحل مشاكلهم وتوفير احتياجاتهم، وخصوصا دمج المقاومة وعلاج الجرحى ورعاية الشهداء.
إعفاء وتعيين
القرار الصادر مساء أمس، الأحد، أثار العديد من التساؤلات حول تضارب بالقرار الذي أكد إخفاق حكومة بحاح، معلنا في الوقت نفسه، تعيينه مستشارا رئاسيا، وهو ما فسره المحلل السياسي اليمني، عبدالله إسماعيل بأنه قد جرت العادة على أن تكون المستشارية هي صفة فخرية أكثر منه منصبا عمليا يهدف بشكل أساسي إلى استبعاده من العمل السياسي، ربما للخلافات الذي ظهرت خلال الفترة الأخيرة بين هادي وبحاح، مؤكدا أن الحكومة قد فشلت بالفعل في إتمام مهامها في المناطق المحررة.
وأضاف في تصريح لـ«الغد»، أن القرار يحمل أبعادا عسكرية تتعلق بمعركة صنعاء وحسم المعارك في شمال اليمن ويعكس الرؤية السياسية في نائب الرئيس علي محسن الأحمر لخبرته في التعامل مع القبائل والحروب مع الحوثيين، وكذلك قيادات الجيوش التي مازالت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
فصل المنصبين
وبشأن الفصل بين منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة، قال إسماعيل إن منصب نائب الرئيس هو منصب مستحدث لم ينص عليه في الدستور اليمني، مشيرا إلى أن الجمع بين المنصبين كان مسارا للتساؤل ولكن فرضته العملية السياسية والعسكرية.
وأشار إلى أن الحكمة من فصل المنصبين في الوقت الحالي هي أن مهمة نائب الرئيس عسكرية، فيما تتركز مهام رئيس الحكومة على حاجات المواطنين في المناطق خارج سيطرة الحوثيين التي تقدر بنسبة 80%، وكذلك تقديم الدعم والإغاثة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين.
رسالة ما قبل المفاوضات
ويبدو أن القرار، الذي جاء قبل أيام من وقف إطلاق النار والاستعداد للجولة الثالة من المفاوضات المزمع إنعقادها في الكويت، يهدف لإرسال رسالة للأطراف اليمنية بأنه في حالة إذا لم تنجح المفاوضات في إحداث انفراجة سياسية فإن هناك استعداد حكومي للتحرك على الأرض، وفق ما قال المحلل السياسي، الذي أكد أن تلك التغييرات مرحلية تتعلق بفترة المفاوضات، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تشكيلات ورؤى سياسية مختلفة في حال نجاح المفاوضات.
فيما قال الصحفي اليمني فؤاد مسعد لـ«الغد»، إن الرئيس اليمني أراد إرسال رسالة بأن الحكومة ماضية في طريقها سواء ذهب الحوثيون للمفاوضات أم لا.
لماذا الأحمر وبن داغر؟
أكد الصحفي اليمني، أن الفريق علي محسن الأحمر عرف بتحالفه الوثيق مع المملكة العربية السعودية، وهو الخصم الأشد عداوة للحوثيين وجماعة صالح، أما بن دغر فهو اقتصادي وسياسي له تجارب طويلة في الأداء السياسي، إذ يعتبر أبرز القيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي بات مقسوما بين رئيسه السابق صالح ورئيسه الحالي هادي، ويحظى باحترام قطاع كبير من أنصار صالح الذي ظل يساندهم قبيل انطلاق عاصفة الحزم.
فيما اعتبر عبدالله إسماعيل، أن تلك التغييرات جاءت تمهيدا للمفاوضات وجمعت بين الأطياف اليمنية في المنصبين، وتبعث برسالة إلى أعضاء المؤتمر الشعبي العام للمشاركة بإيجابية في المفاوضات.
