سجل التيار الإسلامي في الأردن، مفاجأة داخل المشهد السياسي، بتحقيق فوزا لم يكن متوقعا، في الانتخابات المحلية والبلدية، والتي جرت في إطار تجربة ديمقراطية جديدة، بتطبيق نظام «اللامركزية» وبمنح المحليات سلطات أوسع بعيدا عن الحكومة المركزية .
ورغم أن الانتخابات التي جرت أمس، لم تشهد زخما تصويتيا كبيرا، لأسباب ترجع إلى حالة الاحباط داخل الشارع الأردني، وغياب ملحوظ لحركة الأحزاب السياسية، فضلا عن ضعف البرامج الحزبية وعدم الأخذ بدورها الطليعي وفرض وجودها على الواقع الانتخابي في البلديات واللامركزية، إلا أن فصائل التيار الإسلامي، أعدت أوراقها جيدا قبل الانتخابات، وقرأت المشهد :
- أولا : انه من المتوقع تدني الاقبال على التصويت، لأسباب مختلفة، باستثناء، الإقبال بدوافع العشائرية والمناطقية.. ولذلك حشدت فصائل التيار الإسلامي قواها لتملاء الفراغ لصالح مرشحيها.
- ثانيا: التيار الإسلامي، وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، أدرك أهمية تجربة نظام «اللامركزية» مما يحقق للتيار دورا وتأثيرا داخل المحليات والبلديات، والتي تمثل غالبا مراكز تواجدها.
- ثالثا: التيار الإسلامي، يدرك أيضا أن «اللامركزية» في الاردن سوف تحقق قدرا كبيرا من العدالة بين المحافظات، وتحد من المحسوبيات في تنفيذ المشاريع التنموية، كما تكرس(اللامركزية) مبدأ أساسي في الديمقراطية، حيث يقوم الأهالي بتمثيل أنفسهم في إقرار المشاريع التنموية والخدمية التي تحتاجها محافظاتهم ويكون ذلك من خلال اعضاء منتخبين يمثلون كافة المناطق.
ومجالس المحافظات المنتخبة، في نطاق تطبيق اللامركزية، سوف تخفف أيضا الضغط على مجلس النواب، بحيث تتولى المجالس القضايا التنموية والخدمية في المحافظات، وترقى بوظيفة النائب من نائب خدمات الى نائب سياسي مشرع ورقيب على اداء الحكومات.
هذه العناصر، كانت دافعا للتيار الإسلامي، بأن ينافس في الانتخابات بقوة .. وجاءت النتائج الأولية، صباح اليوم، تؤكد فوز التحالف الوطني للإصلاح الذي يقوده «الإسلاميون» بـ76 مقعداً في الانتخابات البلدية واللامركزية التي شهدها الأردن يوم أمس.
النتيجة غير المتوقعة، دفعت رئيس لجنة الانتخابات في حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) مراد العضايلة، للمبادرة بإعلان حصاد التيار الإسلامي، قائلا (دون ان يخفي مشاعر الانتصار): حققنا فوزا برئاسة ثلاث بلديات من أصل ست، تم الترشح لها في مقدمتها بلدية الزرقاء الكبرى والتي فاز بها علي أبو السكر (من أبرز القياديين الإسلاميين في الأردن).
وتابع : كما فاز التحالف بـ25 مقعداً في مجالس المحافظات اللامركزية من أصل 48 تقدم لها وبما نسبته 52% في ثماني محافظات، وخمسة أشخاص فازوا بعضوية مجلس أمانة عمان الكبرى من أصل 12 مرشح قدمهم التحالف، وعلى مستوى المجالس البلدية، تحقق الفوز بـ41 مقعداً من أصل 88 ترشحوا لهذه المجالس .
ولفت أن التحالف ساهم أيضا في نجاح ثلاثة من رؤساء البلديات لم يكونوا على قوائم مرشحيه.. في إشارة لدور ونفوذ التيار الإسلامي «الإخواني»
واختتم العضايله حديثه بالقول: بذلك يكون عدد الفائزين من قوائم تحالف الإسلاميين هو 76 من أصل 154 مرشح بينهم 11 سيدة، وبنسبة تجاوزت 50 %
يذكر أن تحالف الإسلاميين فاز بـ15 مقعداً من أصل 130 في الانتخابات النيابية العام الماضي.
وحسب قانون «اللامركزية»، سيكون في كل محافظة من المحافظات الـ12 مجلسان : «المجلس التنفيذي» الذي تعينه الحكومة ويرأسه المحافظ، ومجلس المحافظة، الذي يختار الناخبون 75% من أعضائه، وتُعين الحكومة البقية.
ويعمل المجلسان بشكلٍ متوازٍ، حيث يتولى المجلس التنفيذي، حسب القانون، إعداد مشاريع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية، وإعداد مشروع موازنة المحافظة، إضافة إلى وضع الأسس التي تكفل سير عمل الأجهزة الإدارية والتنفيذية في المحافظة. ويكون المجلس التنفيذي مُلزمًا بتقديم خطته وتوصياته إلى مجلس المحافظة، الذي يجسد مجلساً تشريعيًا لإقرارها، ومتابعة سير عملية تنفيذ المشاريع والتوصيات والخطط الاستراتيجية التنفيذية.
