الجزائر.. أول يوم من دون بوتفليقة منذ 20 عامًا
لأول مرة منذ 20 سنة يستيقظ الجزائريون من دون عبدالعزيز بوتفليقة كرئيسٍ للجمهورية.
يأتى ذلك بعدما عاشت الجزائر قبل ليلة الثلاثاء أيامًا عصيبة شهدت تظاهرات واحتجاجات وشد وجذب ودخول أطراف علي الخط في محاولة لتهدئة الحراك الشعبي الذي بات مصرُا على تنفيذ مطالبه وفي مقدمتها رحيل النظام السابق بكل رموزه .
حسب ما ينص عليه القانون الجزائري ثبّت المجلس الدستوري، الأربعاء، الفراغ أو الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية.
وعقب استقالة بوتفليقة عبر حزب جبهة التحرير الوطني عن تقديره لموقف الرئيس السابق وقراره الاستقالة، لافتا إلى أنه يقف الى جانب الجيش والتزامه بالاستجابة لجميع مطالب الشعب.
فيما نظم متقاعدو ومصابو وأرامل الشهداء لولاية بجاية وقفة سلمية لمساندة الحراك الشعبي، رافعين لافتات بتغيير النظام الحالي.
كما خرج المئات من مناضلي التنسيقية الوطنية لمتقاعدي ومصابي الجيش الوطني الشعبي وأرامل الشهداء في مسيرة ووقفة احتجاجية بمدينة تبسة دعمًا لتحقيق مطالب الحراك الشعبي في خطوة النصر الأولى بإعلان استقالة رئيس الجمهورية وللمطالبة بتطبيق المادة 177 من الدستور لفتح متابعات قضائية على المستوى الوطني والمحلي.
ورفع المتظاهرون من هذه الفئات عدة لافتات تنادي بالسيادة الشعبية واعتبار الشعب مصدر كل السلطات، كما هتفوا بحياة الرئيس الأسبق زروال وتحيته على موقفه الشجاع بمصارحة الشعب بمكيدة النظام والعصابة الحاكمة التي يجب أن تتنحى بكل رموزها.
وانطلقت مسيرات من ساحة الحرية بقلب المدينة لتتوجه نحو مقر الولاية مرورا بقطاع العمليات العسكري ثم العودة شمالا عبر مجلس القضاء فمقر أمن الولاية للعودة مجددا نحو الشارع الرئيسي.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها شعارات “من أجل بناء دولة ديمقراطية وليس فقط إنهاء العصابة” ،”شكرا للجيش الوطني الشعبي الذي ساهم في حل الانسداد السياسي”.
بأتي ذلك في وقت اقتحمت فيه مصالح الأمن أمس فور إعلان الرئيس بوتفليقة استقالته، مقر شركة “كو جي سي” المملوكة لعائلة كونيناف المقربة من حاشية الرئيس المستقيل، وظلت عناصر الشرطة لفترة قرب مقر شركة الهندسة، التي يسيرها الإخوة كونيناف الموجودون ضمن قائمة رجال الأعمال الممنوعين من السفر.
وأعربت الصين ، الأربعاء، عن ثقتها في قدرة الشعب الجزائري على إدارة عملية انتقال ديمقراطي سلس للسلطة، بما يخدم المصالح الجوهرية للبلاد،
وأكدت الخارجية الصينية التزام بكين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الأخرى، وإيمانها بأن الشعب الجزائري لديه الحكمة والقدرة على إيجاد المسار المناسب لظروفه الوطنية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، ديميتري بيسكوف،الأربعاء، إلى أن روسيا تتابع بدقة الوضع في الجزائر والذي يعتبر شأنا داخليا ولا ينبغي أن يكون هناك تدخل خارجي.
و قال حزب التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له إن الأرندي مرتاح لاسقالة الرئيس بوتفليقة، مضيفا أن ينوه بموقف الجيش الوطني الشعبي الذي ساهم في الوصول إلى هذا الحل، وأعرب عن مساندته لتطبيق المواد 7 و8 و102 من الدستور لحل الأزمة.
