السياسة أفسدت الاقتصاد في قمة العشرين

في قراءة لحصاد قمة العشرين «G20» التي اختتمت أعمالها أمس السبت، تتفق الدوائر السياسية والاقتصادية في الغرب، على أن ضجيج «الأزمات السياسية» في قمة العشرين «التجارية»، أفسد محاولات التوصل لحلول الأزمات التجارية والقضايا الاقتصادية، خاصة وأن سماء الأرجنتين كانت ملبدة بخلافات قياصرة العالم، حيث شهد العالم ولأول مرة قمة استثنائية لمجموعة العشرين الاقتصادية ومع وجود 19 من قادة العالم، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

 السياسة كانت حاضرة قبل الاقتصاد

وتؤكد تقارير وسائل الإعلام  في العاصمة الأرجنتينية «بوينس آيرس»، أن قمة مجموعة العشرين هذا العام كانت حدثا استثنائيا، ورغم وجود القضايا المثيرة للاهتمام هذا العام، مثل االحرب التجارية المستعرة التي يقودها ترامب ضد الصين، إلا أن السياسة كانت حاضرة قبل الاقتصاد، وكانت القمة فرصة لاستعراض العضلات بطريقة غير مريحة بين الولايات المتحدة وروسيا بعد أن فتحت موسكو النار على السفن الأوكرانية التي كانت تحاول عبور المعبر بين البحر الأسود وبحر اَزوف حيث تم تجاهل رد الولايات المتحدة مما دفع ترامب إلى إلغاء اجتماعه المقرر مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.. وواصل الرئيس الأمريكي ترامب تعليقاته غير المرغوبة عن كره التعددية، وتصميمه على تحقيق شعار«أمريكا أولا» في اجتماع أممي مهم.

  • وشهدت قمة العشرين مجموعة مشاهد غير مألوفة وطريفة بين قادة هذه الاقتصادات الكبري، حيث رسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خريطة لنظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون ليشرح من خلالها المسار الذى سلكته ثلاث سفن عسكرية أوكرانية فى مضيق كيرتش، حين احتجزتها السلطات الروسية.. وأخرج بوتين ورقة بيضاء ورسم عليها البحر والمضيق وأخذ يشرح للرئيس الفرنسى المسار الأوكرانى فى المياه المحايدة ثم الإقليمية، وشرح من أين عبرت، وأخذ فى شرح الوقائع من وجهة نظره وهو أمر استغرق نحو 10 دقائق.

 

«توتر الحدود» بين الولايات المتحدة والمكسيك.. خيم على القمة

وكان هناك الكثير من الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكيفية تأثر حركة التجارة بعد هذا الانسحاب الوشيك، والتوترات المتوقعة لعملية «الطلاق البريطاني، وكما هو متوقع، فقد تحدث الرئيس ترامب بشكل صارم مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا واَسيا وأمريكا الشمالية حول تعريفات الصلب مع تهديد كل «الاصدقاء»، الذين يرغبون بالتعامل تجاريا واقتصاديا مع إيران..وخيم «توتر الحدود» بين الولايات المتحدة والمكسيك على أجواء القمة،حيث تريد الولايات المتحدة من المكسيك الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من طالبي اللجوء الذين فروا من هندوراس والسلفادور وكولومبيا بسبب العنف والفقر، بينما تحاول المكسيك التعامل مع القوافل الكبيرة من المهاجرين، مما يزيد العبء في النهاية على الاقتصاد المنهك للبلاد.

  • وشهدت القمة أيضا مصالحة رمزية، بعد 36 عاماً على حرب فوكلاند، بين بريطانيا والأرجنتين، وكانت تيريزا ماى، أول رئيسة وزراء بريطانية تزور بوينس آيرس.. والملاحظة اللافتة  لأنظار المرافبين في الأرجنتين، أن اللقاءات الثنائية بين غالبية قادة الدول العشرين، التى تشكل 85 بالمائة من إجمالى الناتج العالمى، قد حظيت أولا بالاهتمام والمتابعة عن المفاوضات الرسمية للقمة، بعد عشر سنوات على أول قمة خصصت لمواجهة الأزمة المالية.

الحدث الأكبر لقاء ترامب وشي جين بينج

ورغم أن القمة عقدت وسط مخاوف متزايدة من تطورات الاقتصاد العالمى، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومستقبل التجارة العالمية.. وفى وقت تنهار فيه أسعار النفط، بسبب فائض المعروض، فيما تتجه «دول أوبك» إلى اتخاذ قرار وشيك بخفض الإنتاج للحفاظ على الأسعار.. إلا أن الحدث الأكبر فيها كان اللقاء بين الرئيس الأمريكي «ترامب» ونظيره الصيني «شى جين بينج»، فى محاولة من «واشنطن» و«بكين» للوصول إلى تهدئة التوتر، ومنع زيادة التعريفات الجمركية العام المقبل،

  • وكان ترامب قد استبق اجتماعه مع «شى» بقمة ثلاثية غير مسبوقة مع رئيسى وزراء الهند ناريندرا مودى، واليابان شينزو آبى على هامش القمة، واختار ترامب تشديد الضغوط على بكين وطموحاتها المتزايدة فى بحر الصين من خلال بيان أصدرته القمة الثلاثية، وطالبت فيه بأن تكون منطقة المحيطين الهادئ والهندى منطقة حرة ومفتوحة.

 

غياب ترامب « المتعمد» عن جلسة التجارة العالمية

ولتفادي الحرج والعتب، غاب رئيس أمريكا، دونالد ترامب، عن الجلسة الثانية لقمة G20، مساء أمس السبت، والتي كانت مخصصة للتجارة العالمية، بعدما وضع الرئيس العصي بعجلاتها، وأشعل حروبا تجارية مع الأقربين والأبعدين، واعتبر وزير التنمية الاقتصادية الروسي، مكسيم أريشكين، أن الاجتماع كان أقل شأنا، لغياب الرئيس ترامب عنه، لأنه أكثر المهتمين بالتجارة وبوضع الرسوم والضرائب الجمركية على حركة البضائع وتبادلها في العالم، وأكثر من يطلق النار على الاتفاقات التجارية، حتى مع أقرب جيرانه في كندا والمكسيك ، ولذلك كانت  المناقشة غير مكتملة لأن مواقف روسيا وأوروبا والصين والهند متقاربة من موضوع تحرير التجارة العالمية من العراقيل والعقبات.

 

بيان ختامي «أكثر تواضعا»

واختتمت مجموعة الدول العشرين أعمالها مساء أمس ببيان ختامى جاء بعد مفاوضات شاقة بسب تباعد وجهات النظر بين الولايات المتحدة وشركائها حول بعض النقاط الجوهرية كحماية المناخ ومحاربة الحمائية التجارية.وركز البيان الختامى على حتمية إصلاح منظمة التجارة العالمية باعتباره «الشىء الأكبر»، حيث تعد هذه المرة الأولى على الإطلاق التى تدرك فيها مجموعة العشرين أن منظمة التجارة العالمية فشلت فى تحقيق أهدافها وأنها تحتاج إلى إصلاح، وتجنب البيان ذكر مكافحة الحمائية والالتزام بالتجارة المتعددة الأطراف بسبب رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبدلا من ذلك، لفتت الدول الأعضاء فقط إلى «المشاكل التجارية الحالية وحتمية حلها»،وأكدت أيضا أن النظام التجارى المتعدد الأطراف «لا يحقق أهدافه»على صعيد النمو وخلق الوظائف».

 

  • الدول اتي شاركت في قمة العشرين هي: الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، فيما يمثل الاتحاد الأوروبي العضو العشرين المعتبر للقمة كدولة يمثلها رئيسا البرلمان والمفوضية الأوروبية، إضافة لمحافظ البنك المركزي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]