نقلت الصحف اللبنانية، الصادرة اليوم الأربعاء، وقائع مشاهد «كارثة بيروت»، بكافة التفاصيل الدموية والمأساوية، التي تروي حقيقة «بيروت عم تبكي»، التي تصدرت الصفحات الأولى، و«نكبة بيروت تهز العالم»..وتساءلت : 4 آب 2020 نكبة بيروت.. الانفجار الهائل: إهمال أم..؟!
وكتبت الصحف اللبنانية: بيروت تستغيث..والمناشدة للأشقاء والأصدقاء للمساعدة.. ورئيس الحكومة «دياب» يؤكد: «بيروت ثكلى» والمسؤولون سيدفعون الثمن.. ومجلس الدفاع يعلن العاصمة مدينة منكوبة.. ويقترح لجنة تحقيق..واعلان حال الطوارئ..تعاطف دولي وعربي مع لبنان..انفجار مواد كيمائية في العنبر 12 بمرفأ بيروت يسقط اكثر من 100 شهيداً و3700 جريح واضراراً كبيرة..انفجار أم هجوم؟.. رأي أميركي «مغاير» بشأن كارثة بيروت
إنها بيروت يا عرب
وفي توصيف حزين للمشهد الدموي المدمر في بيروت «الثكلى»..كتب رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، تحت عنوان «إنها بيروت يا عرب»: بيروت مدينة منكوبة، بناسها المشردين، بأرضهاالملتهبة، بفضائها الملوث، بقلبها الجريح، بمنازلها المدمرة، بشوارعها المهدمة، بمؤسساتها المضروبة، بجامعاتها المتعثرة، وبأسواقها المخلّعة.
الكارثة التي ضربت منارة الثقافة والفكر، ومنبر حوار الحضارات والأديان، لا تعني اللبنانيين وحدهم، بقدر ما أصابت وجدان كل عربي، كانت بيروت حلمه الأول، ومدرسته الأولى، وجامعته المفضلة، ومكتبته الدائمة، ومستشفاه المناسبة.
بيروت الثكلى تُنادي الأشقاء العرب بالوقوف إلى جانبها في المحنة المدمرة التي داهمتها في غفلة من الزمن، وبأسرع من لمح البصر.
الزلزال المتفجر الذي دمر مرفأ العرب، وقضى على أحياء بكاملها، وخرّب الأسواق والشوارع، وشرد العائلات من منازلها، وطوّف المستشفيات بالمصابين والضحايا، يفوق قدرة لبنان على تحمل نتائجه وتداعياته البشرية والحضارية والمادية.
بيروت، التي تحولت أمس إلى هيروشيما العرب، نُكبت مرتين: الأولى بهذا الإنفجار المريع والمُلتبس، والثانية بسلطة قاصرة عن مواكبة الكارثة، وتتمسك بكراسيها عنوة، رغم عجزها الفادح عن معالجة نتائج الفاجعة، ومواجهة الحقيقة المرّة في جلاء ملابسات هذا الزلزال الرهيب.
بيروت الغارقة في حزنها، تفتح قلبها النازف للأشقاء العرب أولاً، وللأصدقاء في الغرب، ليس لبلسمة الجراح ولملمة آثار الدمار وحسب، بل وأيضاً لإنقاذها من هذه السلطة التي أوصلت البلد إلى هذا التردي والإنهيار، ودمرت البشر والحجر.
إنها بيروت يا عرب… تُناديكم لإخراجها من آتون هذه المحنة المدمرة.
«بيروت عم تبكي .. وستبكي»
وتقول صحيفة «النهار»، كأنه كتب على هذه المدينة العيش بوجع دائم. ساعات كارثية عاشتها العاصمة بيروت. دمار هائل وصرخات استغاثة من تحت الركام. «بيروت عم تبكي»، اليوم، وستبكي خلال الأيام المقبلة على قرابة المائة شهيد وآلاف الجرحى حتى الآن.
سجل ..لبنان عليه السلام
وتستشرف صحيفة «الديار» اللبنانية، حركة الأحداث والتطورات عقب الكارثة «الزلزالية» التي ضربت بيروت..وكتبت الصحيفة: إذا كان لبنان أصابته أزمة سياسية كبرى، وأزمة تشكيل حكومة ومن ثم أزمة إقتصادية ونكسة مالية بسقوط الليرة، ثم إجتاحه وباء الكورونا وأمس حصل إنفجار شبه نووي في بيروت بسبب مواد خطيرة شديدة الإنفجار، ما أدى إلى تدمير نصف العاصمة وإصابة بقية بيروت وضواحيها بأضرار وسقوط أكثر من90 شهيداً وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، فإذا كان كل ذلك لا يوحد اللبنانيين ويكونون خطاً واحداً، فقل وسجل في التاريخ أن لبنان عليه السلام وسيسقط بسبب الإنقسام الداخلي اللعين.
الموت متناثر في كل مكان
وتسجل الصحف تفاصيل «الواقعة ـ الكارثة ».. وكتبت: تسبب الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، بموجة ذعر بين السكان، وبدمار في كل أنحاء العاصمة. وفي مرفأ بيروت، تحولت المستوعبات الى ركام. في كل شوارع العاصمة وأحيائها، شوهدت سيارات مدمرة متروكة في الطرق، وجرحى تغطيهم الدماء، وزجاج متناثر في كل مكان. ووصل تحطم الزجاج والخراب الى الضواحي والى مناطق بعيدة نسبيا عن بيروت، وأحدث الانفجار في بيروت اضراراً كبيرة في قصر بعبدا الرئاسي حيث تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب.
سطور الصحف اللبنانية، الصادرة اليوم، كتبت بلون الدم، وهي تلهث وراء ادق التفاصيل التي تحاول ان تقترب من الوصف الحقيقي للكارثة..وكتبت:
لبنان مصاب بكارثة
إنها كارثة وطنية كبرى. المشاهد التي نراها تعبّر عن المأساة، وتحكي عن حجم المصيبة التي ضربت لبنان..بيروت ثكلى..لبنان كله اليوم منكوب. إنها محنة عصيبة لا تنفع في مواجهتها إلا الوحدة الوطنية، وتكاتف جميع اللبنانيين، من كل الأطياف والمناطق. إنها نكبة لا نستطيع تجاوزها إلا بعزيمة وإصرار على مواجهة هذا التحدي الخطير نتائجه المدمّرة.
لبنان مقبل على أزمة غذائية
ونقلت صحيفة «النهار»، عن الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة، معطيات أولية تشير الى أن 80% من مرفأ بيروت تدمّر، وأن حصيلة الخسائر المباشرة تشمل المواد الغذائية والقمح المخزن في المرفأ، وأن النتائج الأوليّة المترتبة عن الانفجار ستكون معاناة من أزمة غذائية؛ ونحن مقبلون على أزمة غذاء إذا لم تتوافر مساعدات.. ولفت عجاقة إلى أن المشكلة التي سيواجهها لبنان بعد انقشاع الأضرار، هي كيفية إعادة العمل بالمرفأ في ظل النقص في العملة الصعبة
.
انفجار بيروت: اهتزازات بحجم زلزال!
الانفجار الذي ضرب بيروت ولبنان غيّر كل الاجندات السياسية واحتل الاهتمام الاول للرؤساء الثلاثة (ميشال عون ودياب وبري)، حيث تابعوا مجريات هذا الانفجار الذي سمع صداه في الجنوب والبقاع وصولا الى الشمال. وفي هذا السياق تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار ، واعطى توجيهاته الى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الاحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الامن.
تعاطف خليجي ومساعدات
وتبت صحيفة الجمهورية اللبنانية: هز الانفجار الكبير العالم العربي، والمجتمع الدولي، وعبرت حكومة المملكة العربية السعودية عن مؤاساتها لذوي الضحايا والمصابين، وأكدت وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق، وقال وزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتي، أنور قرقاش «قلوبنا مع بيروت وأهلها. دعاؤنا في هذه الساعات العصيبة ان يحفظ رب العالمين لبنان الشقيق واللبنانيين، وان يُخفّف مصابهم ويضمد جراحهم، ويحفظ بيوتهم من الاحزان والآلام»،وارفق الوزير كلماته بصورة لبرج خليفة مضاء بالوان العلم اللبناني.
«ريشة كاريكاتير» بلون الدم والدمار
