الماضي يتحرك في موسكو.. جدل حول دفن جثمان «لينين»

تشهد روسيا الاتحادية عودة مؤسس الدولة السوفيتية، فلاديمير لينين، إلى الأضواء، بعد 97 عاما من تاريخ الوفاة في 21 يناير/ كانون الثاني عام 1924، ومع عودة الجدل مرة أخرى حول دفن جثمانه.

جيل الشباب يطالب بدفن رواسب الماضي

وفتحت منافذ الجدل مرة أخرى  مذيعة قناة «روسيا – 24» التلفزيونية، في مقابلة  مع رئيس قسم العلاقات الخارجية في البطريركية الروسية المتروبوليت هيلاريون، قبل عشرة أيام تقريبا في (13/11/2021)، ولفتت إلى أن النقاش إزاء موضوع دفن لينين ينتشر بين ممثلي جيل الشباب، وهو أمر لم يكن ملحوظا سابقا، وطلبت من المتروبوليت التعليق على الرأي القائل إن «وجود جثمان زعيم غير مدفون في قلب العاصمة (الروسية) هو على الأقل أمر غير متحضر في الدولة الحديثة».

فما كان من رجل الكنيسة الروسي إلا أن وافق على ذلك، وقال إن «الجسد المحنط، الذي يرقد في وسط العاصمة، هو بالفعل من رواسب الماضي»

احترام التاريخ

بيد أن زعيم الحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي، غينادي زيوغانوف، وجد في كلمات المتروبوليت هيلاريون عن دفن لينين «أمارات على الانشقاق في المجتمع»، ودعا رجال الدين الروس إلى«احترام التاريخ وإرادة الناس».

وقال: «فلينظر السيد هيلاريون ما هو موقف المواطنين من العهد السوفييتي العظيم..يرى ثلثاهم أنه الأكثر نجاحا وتقدما».. وأضاف زيوغانوف: إن «رجال الدين ملزمون، إن كانوا فعلا معنيين بتراص البلاد وتطورها الروحي، باحترام إرادة الأسلاف.وليس بالانشغال بما يعمق الانشقاق في داخل البلاد».

الغفران للينين ودفنه بطريقة إنسانية

والجدل حول مصير ضريح القائد السوفييتي ليس جديدا، بحسب الكاتب والإعلامي الروسي حبيب فوعاني، إذ إن الحديث عن دفن لينين (أو إعادة دفنه) بدأ منذ 32 عاما، حتى قبل تفكك الاتحاد السوفييتي (كانت المؤشرات بادية عشية مرحلة التفكك وانشطار الإمبراطورية السوفياتية):

في سنة 1989، شدد المخرج السوفييتي الشهير، مارك زخاروف ، في برنامج «فزغلياد» التلفزيوني الروسي، على ضرورة «الغفران للينين ودفنه بطريقة إنسانية، وتحويل الضريح إلى صرح تذكاري».

وفي شهر أبريل / نيسان من سنة 1991، وقبل بضعة أشهر من تفكك الاتحاد السوفييتي، اقترح عمدة مدينة سانكت بطرسبورغ الراحل أناطولي سوبتشاك مواراة لينين الثرى.

واستمر النقاش حول هذا الموضوع بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في شهر ديسمبر/ كانون الأول من سنة 1991.

وفي سنة 1993، تقدم عمدة موسكو يوري لوجكوف (وليس لوزكوف) إلى الرئيس بوريس يلتسين بطلب «لاستعادة المظهر التاريخي للساحة الحمراء..لكن هذا الطلب لم يحظ بدعم أول رئيس للاتحاد الروسي.

تفكيك الضريح وإعادة دفن لينين

غير أن يلتسين، بعد مضي 4 سنين على ذلك، استساغ هذه الفكرة. وتقدم في سنة 1997 بمبادرة لتفكيك الضريح وإعادة دفن جثمان لينين. ومع أن الشيوعيين أفشلوها، فقد وعد يلتسين في سنة 1999، في مقابلة مع صحيفة «إزفيستيا» الروسية، بتشكيل لجنة لدراسة هذه المسألة.

كذلك، وفي السنة نفسها، أعرب بطريرك موسكو وسائر روسيا أليكسي الثاني، في حديث إلى صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عن أمله في «بناء بانثيون أو مدفن، إلى حيث تنقل جثامين رجال الثورة، الموجودة في الساحة الحمراء»..وأضاف: «إنه لأمر مناف للأخلاق أن تقام حفلات الروك الموسيقية بجوار مقبرة».

فشل خطة سرية لإخراج الجثمان في جوف الليل

ولعل ذلك كله كان تمهيدا لتنفيذ خطة سرية دقيقة لدفن لينين، أعدها الكرملين قبيل تقديم يلتسين استقالته في نهاية 1999. لقد كان مقررا إخراج الجثمان في جوف الليل من الضريح ونقله في جو من السرية التامة إلى  «سانكت بطرسبورغ » لدفنه إلى جانب والدته وشقيقته في مقبرة «فولكوفسكوي».

ويؤكد المستعرب ميخائيل زيغار في كتابه «كل رجال الكرملين»، أن واضع الخطة كان رئيس الديوان الرئاسي النافذ آنذاك ألكسندر فولوشين.

يلتسين أراد التخلص نهائيا من الماضي الاشتراكي

ويرى «فوعاني»، أن  يلتسين أراد التخلص نهائيا من الماضي الاشتراكي، باعتبار أن دفن لينين كان سيؤذن بحلول زمن جديد، وبأن التحولات «الديمقراطية» التي حدثت لا رجعة عنها..غير أن يلتسين كان مضطرا من جديد لتأجيل دفن لينين ومحاربة الإرث الشيوعي في نهاية ولايته الرئاسية.

إذ كان يعوق ذلك أن لينين من وجهة نظر بعض رجال القانون الروس هو مدفون. وأن أي تدنيس لقبره يُعد مسؤولية جنائية يتحملها من يقدم على ذلك. وهو ما كان سيستغله الشيوعيون الروس خصوم يلتسين لمصلحتهم.

بوتين يعارض فكرة دفن جثمان لينين

من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ذلك في سنة 2001 عن معارضته لدفن جثمان لينين. وقال إن هذا يعني لكثير من الناس «أنهم كانوا ينحنون احتراما لقيم كاذبة، وأنهم وضعوا أمامهم مهمات كاذبة، وأنهم عاشوا حياتهم عبثا».

على أن السنوات الخمس التالية كانت هادئة حول الضريح إلى أن دعا المخرج الروسي الشهير نيكيتا ميخالكوف، وحاكمة سانكت بطرسبورغ آنذاك (رئيسة مجلس الاتحاد الروسي الحالية) فالنتينا ماتفيينكو، في سنة 2005 إلى دفن لينين، وفقا لوصيته المزعومة، في سانكت بطرسبورغ إلى جانب والدته وشقيقته.

ثم تكلم بوتين نفسه لاحقا في سنة 2016 بحدة أكبر عن لينين، وقال: «زرعوا قنبلة ذرية تحت عمارة اسمها روسيا، وهي قد انفجرت فيما بعد. في حين أننا لم نكن بحاجة إلى الثورة العالمية».. وفي السنة تلك أيضا، أظهر استبيان أجراه مركز «ليفادا – تسينتر» الروسي للأبحاث الاجتماعية، أن 79% من المواطنين يعارضون «هدم صرح لينين».

وحسمت الأمر في السنة نفسها، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، وذكَّرَت بوجود جيل يعني له كثيرا اسم زعيم البروليتاريا العالمية، وقالت: «هؤلاء الناس يعولون على التعامل باحترام مع قناعاتهم ومُثُلهم».

من جانبه، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن «مسألة دفن لينين غير مدرجة على جدول أعمال الكرملين».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]