تراقب الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب، تطورات الأحداث على الساحة اليمنية، بعد نحو 19 شهرا من بدء عملية ” عاصفة الحزم” والتي لم تحقق أهدافها بدعم من قوات التحالف العربي ، وفقا لتقرير المركز الدولي للدراسات العسكرية والإستراتيجية في العاصمة السويدية استكهولم، وفي ظل التطورات المتلاحقة، حيث تنحت مساعي السلام مع تعثر تحركات المبعوث الأممي لدى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ، وبدا الخيار العسكري يدق الأبواب !
ويؤكد التقرير العسكري، أن تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، تشير إلى أن الخيارات السلمية باتت غير مُجدية، وان الخيار العسكري أوشك أن يدق الأبواب معلنًا عن بدء مواجهات عسكرية “نوعية” بين اليمن والمملكة السعودية، وهو ما كشف عنه استهداف الحوثيين لقاعدة الملك فهد الجوية، في الطائف، وهي في عمق السعودية ، حيث تبعد نحو 500 كيلومترا عن الحدود اليمنية ـ السعودية، وبذلك انتقلت المواجهة من منطقة الحدود المشتركة إلى العمق بإطلاق صاروخ “بالستيًا” من طراز “سكود” بعيد المدى،وحتى لو تحقق
اعتراض الصاروخ الذي انطلق من شمال صعدة باتجاه الطائف، و تفجيره في الهواء عبر منظومة “الباتريوت“،، فإن هذا التصعيد يعد “خطوة نوعية” على مسار المواجهات العسكرية بين السعودية وتحالف الحوثيين وعلي عبد اله صالح
وكشف التقرير الصادر اليوم، أن اعتراف قوات التحالف العربي بقصف “قاعة العزاء” في صنعاء، رغم النفي المبكر، يشعل المواجهة مع القبائل اليمنية الكبرى، ومن عشيرة الضحايا، وبالتحديد قبائل “خولان الطيال” التي ينتمي لها وزير الداخلية جلال الرويشان، والذي استهدفت الغارات مجلس عزاء والده، وهو تطور آخر لصالح جماعة الحوثيين، كما أن تبرير قوات التحالف بأن القصف الخطأ كان نتيجة تضليل من هيئة الأركان اليمنية، يشير إلى “سوء التنسيق” وتقديرات الحساب للمواقع المستهدفة داخل اليمن ، بين قوات التحالف وبين قوات الجيش اليمني الشرعية في الداخل، في مقابل التنسيق بين قوات وميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح
وذكر التقرير، أن الموجهات العسكرية بدأت تتسع في الجبهات بين السعودية و”قوات ومليشيات الإنقلابيين” في اليمن، خاصة وأن الحوثيين يمتلكون أسلحة متطورة من الجيش اليمني، وإمدادات أخرى من إيران، الحليف القوي للحوثيين وعلي صالح، ما يدفع الاحتمالات إلى ترقب تطورات خطيرة خلال الأيام المقبلة.
وحدد التقرير عوامل وعناصر الخيار العسكري، حيث تقف التضاريس اليمنية إلى جانب الحوثيين وأنصار علي صالح .. وأن هناك أخطاء تكررت من مركز توجيه العمليات الجوية في اليمن، مما استهدف قصف قوات التحالف قبائل يمنية بالخطأ، مما يزيد من غضب الشعب اليمني ذاته تجاه السعودية ، وهي تطورات استغلها الحوثيون في الدعوة للحشد ومهاجمة الأراضي السعودية. لتنقل موازين الصراع من الجو إلى البر، وهو ما حدث مؤخرًا، بعدما بات التدخل العسكري علانيًا ومتبادلًا بين الجماعة والمملكة.
وعلى نفس المسار من الخيار العسكري الذي بدأ يدق الأبواب، بحسب تقرير المركز الدولي للدراسات العسكرية والإستراتيجية، جاء إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الأسبوع الماضي، بالدعوة إلى فتح باب التطوع وحشد المقاتلين لمهاجمة الأراضي السعودية، وجاءت دعوته متزامنة مع دعوة مماثلة من عبد الملك الحوثي قائد جماعة ” أنصار الله“.
واستبعد التقرير “الخيار السياسي” السلمي، بعد أن أغلقت أمامه الأبواب أكثر من خمس مرات من المحاولات الساعية للحل السلمي من قوى دولية وإقليمية، فضلا عن أن طرفي الصراع يؤمنون تماما، أن اليمن لا تقبل الطرفين معا، وأن هزيمة طرف تعني نهاية تواجد نفوذه في البلاد، وبعد أكثر من عام ونصف العام من تدخل قوات التحالف ودعم قوات يمنية والجيش اليمني ، دون نتيجة، ودون قدرة على تحرير العاصمة، ولم يعد أمام الطرفين إلا الحسم العسكري,