ارتكبت عناصر الحشد الشعبي العديد من الانتهاكات ضد حقوق المدنيين خلال عمليات تحرير الفلوجة، التي تمت برعاية أمريكية، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز، أكد أنه ما زال هناك 700 من البالغين والقصر مازالوا مفقودين بعد أكثر من شهرين على تحرير المدينة من قبضة داعش.
وجاءت الانتهاكات على الرغم من المساعي الأمريكية لتحجيم دور عناصر الحشد الشعبي في المعارك، حيث هددت أمريكا حينئذ بسحب قواتها الجوية إذا ما شارك الحشد الشعبي في معارك الفلوجة، وفق ما ذكر مسؤولون أمريكيون وآخرون بالحكومة العراقية.
ووفق مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن الجهود الأمريكية ذات تأثير طفيف على عناصر الحشد، التي لم تنسحب من الفلوجة بعد تحريرها معلنة تحديها لأية جهود أمريكية نحو تحجيم دورها في المعارك القادمة ضد تنظيم داعش، وربما هذا ما يؤخر عملية تحرير الموصل.
ووفق شهادات العديد من المواطنين، والسياسيين العراقيين، ودبلوماسيي الغرب، فإن المقاتلين الشيعة قتلوا 66 سنيا على الأقل، فضلا عن الاعتداء على حوالي 1500 آخرين ما بين إطلاق النار، والضرب والتعذيب.
وتعد المعارك ضد تنظيم داعش هي الحلقة الأخيرة من الصراع بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية، وهو الصراع الذي انطلق منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، بإنهاء عقود من حكم السنة بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين، حيث توالت الحكومات المتاعقبة التي سيطرت عليها الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران.
قلق وتجاهل أمريكي
وقالت المجلة الأمريكية، إن «عدم قدرة أمريكا على السيطرة على عنف الحشد الشعبي» يقع على رأس أولويات إدارة أوباما في الوقت الذي تستعد فيه لوضع الخطط لاستعادة الموصل أكبر المدن العراقية من أيدي داعش، وسط مخاوف من أن يرتكب الحشد انتهاكات مضاعفة في المدينة.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين، أن «هناك مخاوف من أن تعوق انتهاكات متوقعة للحشد في الموصل كافة الجهود للمصالحة والتقارب بين السنة والشيعة في العراق»، في الوقت الذي يقلل فيه مسؤولون أمريكيون من حجم الأزمة علنا، دون التطرق إلى الفشل الأمريكي للسيطرة على أعمال العنف.
وفي يونيو الماضي، أعرب بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد داعش، عن قلقه حيال تقارير «الاعمال الوحشية المنفردة» كما وصفها، مؤكدا أن «بعض ما جاء في هذه التقارير غير حقيقي»، إلا أن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن «جميع الانتهاكات غير مقبولة، أي اعتداء على حقوق الإنسان لا بد من التحقيق فيه ومحاسبة المسئولين عنه».
نفي حكومي
أما الحكومة العراقية، فقد أعربت عن تحديها هي الأخرى لصحة التقارير المتداولة، حيث قال نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن القومي، صفا الشيخ، أن «هناك القليل من تلك الوقائع، وبعض هذه التقارير لم تستند إلى أسس واقعية».
الحشد يفند الاتهامات
المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، نفى تقارير اختفاء 700 شخص في منطقة الصقلاوية، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة من قبل رئيس الوزراء وقائد شرطة الأنبار و أعلن رئيس لجنة التحقيق منذ شهر تقريباً أن هذه الأسماء الـ600 فقط والتي وردت في وسائل الإعلام ومن قبل بعض السياسيين على انهم اختطفوا هي أسماء وهمية ولا أثر حقيقي لها لا بالسجلات الرسمية ولا في قائمة المشتكين من قبل العوائل وهي مجرد أسماء وهمية».
وقال الأسدي، وفق ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن لديهم من الأدلة التي تثبت أن وجود الحشد كان «للدعم وتقديم كل المساعدات للمدنيين، أما بالنسبة للمعتقلين، فالجهة التي كانت تشرف على اعتقال المشتبه بهم هي قيادة شرطة الأنبار وأي معتقل كان يسلم لهذه القيادة مباشرةً وهناك الآلاف ممن تم الإشتباه بهم وتم التحقيق معهم من قبل قيادة شرطة الأنبار وأطلق سراح أغلبهم ومن بقي هم من ثبتت التهم عليه أو وجد في قاعدة بيانات الأجهزة الأمنية كمطلوبين»
