«تعويم» الحريري برلمانيا.. و«فقدان الثقة» يجمد تشكيل الحكومة اللبنانية
ترى الدوائر السياسية في بيروت، أن لبنان دخل مرحلة «ضبابية» أبرز ما فيها «التشابك وفقدان الثقة بين الرئيسين وأنصارهما (الرئيس ميشال عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري)، وفك الاشتباك بينهما يحتاج «معجزة» تكنس رواسب صراعات وعداءات واتهامات متبادلة، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، وحتى لو تحققت المعجزة فكيف يتعامل الرئيس مع رئيس حكومته وبينهما مساحة عريضة من عدم التوافق وفقدان الثقة ؟ موضحا للغد، أن الشارع اللبناني فقد الثقة في الطبقة السياسية، ولا أحد بات مهتما او مترقبا مولد حكومة «ماسورة أو مسجونة خلف أسوار المشاحنات السياسية دون مراعة لمصالح الشعب اللبناني»!!
لبنان يتجه للإنهيار الكبير
وجاءت جلسة مجلس النواب اللبناني، أمس السبت، لتكشف عن حقيقة تجميد تشكيل الحكومة الجديدة إلى أجل غير مسمى، وحيث لا يملك أحدا ترف التنؤ بموعد تشكيل الحكومة.. ويقول المحلل السياسي اللبناني، محمد الجنون، إن من استمع بالأمس إلى خطاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرين وكلمة النائب جبران باسيل خلال جلسة مجلس النواب، سيقول حُكماً أنّه لا حكومة، ولا اصلاح، والبلد نحو انهيارٍ كبير!!
إنقذوا لبنان قبل ان نشارك العالم في جنازته!
وقال المفتي الجعفري، الشيخ أحمد قبلان في بيان، «بكل أخوة وصدق ومحبة لأهل السياسة في هذا البلد: البلد منهار، الناس يأكلها الجوع والبؤس واليأس والخوف من الآتي الأعظم، والانهيار المالي النقدي المعيشي أصبح بمثابة سرطان يفتك سريعا بجسد هذا الوطن، والحل قد يبدو معقدا، لأن خطوة الألف ميل تبدأ بتشكيل حكومة طوارىء رأفة بهذا الشعب الذي بات تحت خط الفقر.. بادروا لإنقاذ هذا البلد قبل أن تتشارك الأمم جنازته »
السياسيون ليسوا على دراية بأوضاع اللبنانيين
وفي تعليق له على مشهدية الجلسة البرلمانية، يقول النائب ياسين جابر، لـ «لبنان 24»، بالنسبة لي كان يومًا حزينًا في تاريخ لبنان، نعم أشعر بالحزن والتشاؤم، وكنائب أقع بحيرة من أمري حول ما يمكن فعله، إذ تبيّن أنّ المكلفين بأمور البلاد والعباد، ليسوا على دراية بأوضاع الناس وحال المؤسسات اللبنانية إن كان في القطاعين العام أو الخاص، هناك انهيار تتسارع خطاه يومًا بعد يوم، ورغم ذلك لا زالوا يتكلّمون بالمعايير وبمن يحقّ له تسمية فلان، أو أن يكون لكل وزير مقترح مرجعية تسمّيه، وكأنّ هذا ما سيُحدث الحلول المطلوبة !!
«تعويم» الحريري
ورغم أنّ الأجواء مشحونة إلا أن هناك ثابتة واحدة برزت بالأمس ومفادها أن مجلس النواب أعطى التفويض للحريري من جديد باستكمال عملية التشكيل، معلناً بشكل غير مُباشر «التمسك به» رئيساً للحكومة الجديدة.ولكن بقي السؤال: وماذا بعد «تعويم »الحريري برلمانيا.. هل يتم فك أسر التشكيل الحكومي؟ وإذا كان ما حصل في مجلس النواب يوم أمس قطع كل الطرق أمام عملية إخراج الحريري من السباق الحكومي، فهل يتقبل الرئيس عون بهذا الأمر ويتم التنسيق مع الحريري وصولا لحل وسط بينهما ينتهي بتشكل الحكومة؟
وتؤكد المصادر في بيروت، أن رئيس مجلس النواب «رئيس حركة أمل»، أصر في اتصالاته الأخيرة على عدم إحراج الحريري أبداً أو وضعه في قفص الاتهام، وشاء أن تكون التوصية الأخيرة لمجلس النواب بعيدة كل البعد عن أي استفزاز لأي طرف وعدم تحميل أي جهة مسؤولية التعطيل القائم لتشكيل الحكومة، واستطاع إعطاء الحريري فرصة جديدة أكبر للوصول إلى حكومة فاعلة تحظى بتأييد مختلف الأطراف. كذلك، استطاع رئيس مجلس النواب منح الحريري غطاءً داخلياً بالحد الأدنى.
ترقب تنازلات متبادلة لحل الأزمة
إن ما أرسته جلسة مجلس النواب بالأمس يشير إلى فرصة أخيرة للحريري ولرئيس الجمهورية لتقديم التنازلات، بحسب تقديرات المحلل السياسي اللبناني محمد الجنون، وذلك بعد مصارحة علنية تأكد فيها التالي: لا ثلث معطلاً في الحكومة لأي أحد – وحكومة قد تتضمن 24 وزيراً – وحكومة تحظى بتأييد جميع الأطراف السياسية.
وقال مصدر مطلع لصحيفة الديار اللبنانية، إن رئيس مجلس النواب، رئيس حركة أمل، نبيه بري، يعمل حاليا على نقطة انطلاق من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وإنه يستند الى ما يشبه التفويض الخارجي القوي من خلال تشجيع باريس لمبادرته ودعم مضاف لهذه المبادرة من مصر التي دخلت بقوة على خط السعي لتسريع تشكيل الحكومة.
وأضاف المصدر، إن رئيس المجلس بعد جلسة الأمس بات يستند ايضاً الى تفويض داخلي اوسع، لا سيما ان نتائج رسالة عون اكدت ان لا مناص من التركيز على تخفيف ازمة الثقة بينه وبين الرئيس الحريري، ولا مجال لتحقيق تقدم ملموس او ناجز لتأليف الحكومة الا من خلال الحوار بينهما والاتفاق، بعد ان تكون مبادرة بري قد احرزت نتائج ايجابية تنطلق من نقطتين اساسيتين:
- التسليم بتشكيل حكومة من 24 وزيراً من رجال الاختصاص غير الحزبيين..واستبعاد الثلث المعطل بكل اشكاله اكان صريحاً أم مقنعاً.
ولفت المصدر الى ان حزب الله يدعم بقوة استئناف مبادرة بري، وانه على قناعة ان لا سبيل لتشكيل الحكومة من دون الحوار والاتفاق بين عون والحريري، وأن لا شيء مطروح يناقض هذا التوجه الطبيعي لولادة الحكومة.
