«تكتم رئاسي» وتحرك فرنسي أمريكي لتسوية الأوضاع اللبنانية
ما زالت تداعيات الأزمة بين لبنان والدول الخليجية الأربع ترخي بثقلها على الوضع الداخلي، ويسعى المسؤولون في لبنان لدور عربي أو أجنبي في نزع فتيل هذه الأزمة.
وترى الدوائر السياسية في بيروت، أن هناك «تكتما رئاسيا» واضحا بشأن الاتصالات الجارية لـ«فتح كوة بجدار الأزمة»، بينما تتحرك فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على هذا المسار لتسوية الأوضاع اللبنانية.
الملفات على بساط البحث المباشر
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء اللبنانية، أن مجرد انعقاد لقاء رئاسي ثلاثي (رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي)، في قصر بعبدا الرئاسي، يؤشر إلى أن الملفات باتت على بساط البحث المباشر وأن الحوار بشأنها تم فتحه دون أن يعني أن الأزمات قد حلت.
لكن الاجتماع أوحى بالعمل على «معالجة ما» وهذا ما عبر عنه رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء.
التحرك اللبناني عبر اتجاهين
وأشارت المصادر السياسية إلى وجود تفاهم خلال الاجتماع الرئاسي الثلاثي، للتحرك عبر وسطاء باتجاهين:
الأول باتجاه دول الخليج ولاسيما المملكة العربية السعودية وقطر، لاستكشاف مدى تأثير خطوة استقالة أو إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي،في حال حصولها، على استئناف عودة العلاقات بين لبنان وهذه الدول، أم أن هذه الخطوة، ستبقى محدودة، ولن تؤثر في انهاء التازم الحاصل، وتبقى الامور على حالها.
أما الاتجاه الثاني، فيكمن في فصل مسألة التحقيق مع الرؤساء والوزراء والنواب عن التحقيق مع سائر الملاحقين الآخرين، فيقضية انفجار المرفأ، انطلاقا من النصوص الدستورية التي تحدد ماهية هذه الملاحقات.
«تكتم رئاسي» لافساح المجال أمام الحلول
وترى الدوائر السياسية، أن ما يبدو من «التكتم الرئاسي» على الأفكار التي طرحت، يهدف إلى إفساح المجال أمام إنتاج الحلول وفق الدستور وعدم حرقها، معتبرة «أن الترقب سيكون لعودة رئيس الحكومة من الفاتيكان، حيث سيلتقي البابا فرنسيس ومسؤولين إيطاليين، على أمل أن تتكلل حركته السياسية مع المعنيين في الداخل والخارج بعودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع وتحريك للعجلة الحكومية”.
وأكدت مصادر سياسية لموقع، أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مستمر في مساعيه وهو على تواصل مستمر مع «الثنائي الشيعي» وخاصة رئيس مجلس النواب نبيه بري لإيجاد المخارج المناسب لمعالجة الأزمة.
اتصالات أمريكية وفرنسية على خط التسوية
فيما بات معلوما أن اتصالات امريكية وفرنسية دخلت على الخط لتسوية الوضع بين لبنان ودول الخليج، وتعتبر اوساط سياسية معنية بالحراك الدبلوماسي، أن الخطوة الأولى المطلوبة من لبنان في مسار الألف ميل هي استقالة الوزير جورج قرداحي، وأن على القوى السياسية الأساسية أن تجتمع على هذا الخيار قبل زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون في الثلاثين من الشهر الجاري إلى قطر، وقبل جولةالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دول الخليج في الرابع من الشهر المقبل، ديسمبر/ كانون الأول، والتي يستهلها من السعودية التي ترفض الكلام عن الوضع في لبنان، قبل استقالة قرداحي، في حين أن ماكرون سيسعى إلى تهدئة الأوضاع.
إن مصلحة لبنان، بحسب ما يرى عدد من الدبلوماسيين، تفترض تقديم التنازلات من المعنيين، خاصة وان إغلاق الخليج أبوابه أمام لبنان، معناه أن الوطن سيعزل عربيا، وهذا الأمر ليس لأحد في الداخل مصلحة به على الإطلاق، بل على العكس فان الجميع يدركون مدى الحاجة إلى مشاركة دول الخليج في تقديم الدعم للبنان.
