لم تعد التصريحات الرسمية العراقية مقياسا لتطورات المواجهة العسكرية مع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرمادي، و لا تزال الصورة الكاملة غير واضحة ما بين الانتهاء من تطهير الرمادي وتحريرها من ميليشيات داعش، أو الانتقال إلى خطوط مواجهة باتجاه مدينة الفلوجة، وأن استعادة الجيش العراقي لمركز مدينة الرمادي، لا يعني بالضرورة أن التنظيم الإرهابي قد ضعف، وفقا لتقديرات خبراء عسكريين عراقيين، أشاروا إلى سابقة استعادة التنظيم السيطرة على مدينة بيجي، إضافة إلى مدينة الرمادي، في غضون ثلاث ساعات، على حد تعبيرهم لوكالة الأنباء الألمانية، ما يفرض ضرورة الحذر عسكريا والتمركز بقوة في المناطق المحررة، لأن استعادة الجيش مدينة الرمادي، خطوة مهمة تعني الكثير للعراقيين.
والتقديرات العسكرية لحسابات الانتصار والهزيمة على أبواب الرمادي، بحسب تقرير المؤسسة الأمريكية للدراسات العسكرية والاستراتيجية، في ولاية أوهايو، ترتبط أولا باستعادة مدينة الفلوجة التي يتحصن بها تنظيم داعش، وتعد البوابة الغربية للعاصمة العراقية، وهي أول مدينة عراقية تسقط في قبضة داعش في شهر يناير/ كانون الثاني 2014 وقبل ستة أشهر من سيطرة التنظيم على ثلث الأراضي العراقية، ولذلك، وفقا للتقرير العسكري الأمريكي، فإن الانتصار الحاسم رهن تحرير الفلوجة.
وأوضح التقرير، أن بغداد راهنت على الدعم الأمريكي في تحرير الرمادي، ذات الأهمية الاستراتيجية والمعنوية للجيش العراقي، إلا أن “جيوب داعش” في الرمادي ما زالت تشكل عائقا أمام تطهير المدينة المدمرة، أو “الأرض المحترقة” جراء تفجيرات وألغام العناصر الإرهابية، وهناك تحدٍ آخر أمام الإعلان عن الانتصار وهزيمة داعش، وهو توجهات عشائر محافظة الأنبار السنية، وانقسام سكان الأنبار، حيث يتهم كثيرون “السلطة العراقية الشيعية” بحرمان السُنة من نصيب في السلطة، ويقولون إنهم أداة في يد إيران، ويتعاطف البعض مع المتشددين الإسلاميين ويدعمونهم أو ينتابهم الخوف لدرجة تمنعهم من التحرك ضدهم!.
ويؤكد التقرير، الذي أعده خبراء عسكريون وسياسيون أمريكيون، أن حسابات الانتصار ترتبط أيضا بإعادة النازحين إلى منازلهم في الرمادي وفق آلية محددة، وتنسيق قوات الأمن مع سكان وعشائر تلك المناطق لضمان ألا تعود العصابات مجددا وتشكل خلايا نائمة تمثل خطرا.
وتقديرات الانتصار من جانب القوات العراقية، والهزيمة لتنظيم داعش، حسب تحليل الخبير العسكري العراقي، اللواء سيف الدين رشدان، يمكن تحديدها في الخطوات القادمة نحو تحرير الفلوجة، الواقعة بين بغداد والرمادي، ثم الموصل.
وقال “رشدان” لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إذا كان تحرير الرمادي من داعش ضربة للتنظيم الإرهابي وخطوة كبيرة نحو تحرير الموصل، فإن القوات العراقية سوف تواجه معركة كبيرة قرب بغداد قبل أن يكون باستطاعتها محاولة استعادة الموصل، معقل داعش، ومن هنا فإن الحكومة العراقية والتحالف الذي يدعمها بقيادة الولايات المتحدة، تتعامل بحذر مع الخطط الخاصة بالفلوجة . ويشير الخبير العسكري العراقي، إلى أنه مع استمرار سيطرة داعش على مناطق أخرى كثيرة في غرب وشمال العراق لم توضح السلطات العراقية أي طريق ستسلكه لاستعادة الموصل التي تبعد 400 كيلومتر إلى الشمال من بغداد.
