حفلات الطلاق.. المرأة العربية فى مواجهة الموروث
“الطلاق أبغض الحلال”، عبارة شهيرة يرددها الوسطاء حين يقع خلاف بين زوجين، وتطلب الزوجة الانفصال فتُواجه بتحفظ المجتمع الذي يراعي دائما مصير الأبناء بعد انفصالها، وفي أحيان كثيرة تتراجع المرأة عن قرارها خوفا من ملاحقة لقب “مطلقة” لها.
كسر حاجز الخوف
مؤخرا ذهبت بعض النساء في الوطن العربي لكسر حاجز الخوف، واتجهت بعض الدول مثل مصر لاستصدار قوانين تتيح للمرأة أن تنفصل عن زوجها مثل قانون “الخلع” الشهير، والذي يعكس تراجع النظرة الدونية للمطلقة، وقدرتها على التعايش والاندماج مع المحيطين بها دون الشعور بإحساس الخزي والعار الذي طالما لازم المطلقات في الشرق.
حفلات الطلاق في الخليج
وتشير إحصاءات إلى أن “ظاهرة” الاحتفال بالطلاق تعد الأعلى بين سيدات السعودية والكويت، وتطالعنا الأخبار الطريفة كل فترة عن مطلقات ينظمن حفلات تشبه حفلات الزفاف بعد حصولهن على الطلاق من أزواجهن، مثل المعلمة السعودية التي احتفلت بطلاقها في مدرستها واستبدلت كلمات التهنئة مثل ألف مبروك بكلمات أخرى مثل “هم وانزاح” ، بعد أن رفض زوجها ذهابها للعمل، و البها بتقديم استقالتها، إلا أن السيدة السعودية رفضت ترك عملها، وأصرت على الطلاق”.
وتعد ظاهرة الاحتفال بالطلاق جديدة بين مجتمعات الخليج، إذ تم استيرادها من العادات اليابانية، وانتشرت بين قبائل المغرب الأمازيغية، وتكررت بين عدد كبير من نجوم الفن في مصر سابقا، إضافة إلى أن المطلقات في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا يقمن بتنظيم حفلات مبتكرة للطلاق حيث ترتدى العروس فستانا أبيض اللون ملطخ بالدماء، ويتم صنع مجسم لعروس تفصل رأس عريسها عن جسده، أو تلقيه من أعلى في إشارة لاستغنائها عنه.
المغربية.. مكانة خاصة
الاحتفال بالطلاق في المغرب من العادات الأصلية للسكان، فالمرأة الصحراوية في جنوب المغرب تتمتع بمكانة خاصة، فبينما يعد وقوع الطلاق عبئا كبيرا على المرأة في الشرق، فإنه بالنسبة للمغربية الصحراوية مناسبة تعد لها الولائم كونها تظل مطلوبة حتى وإن طُلقت، وتقام للمطلقة احتفالية يحييها المغنيون، وتستعد النساء للاحتفال برسم الحناء، وقد يصل الأمر إلى عمل دعوات لحضور الطلاق و”زفة” و”زغاريد” و”ولائم” وهدايا وغناء وكافة الطقوس الأخرى الخاصة بالزواج.