د. أيمن سمير يكتب: الصين.. تحدي بايدن الأكبر

د.أيمن سمير

جاء تأكيد مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال البريطاني (سي إي بي آر) بأن الصين ستكون القوة الاقتصادية الأولى في عام 2028 قبل الموعد المحدد سابقاً بأكثر من 5 سنوات، ليضيف تحديا جديدا للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي سيواجه جملة من التحديات الجيوسياسية في الخارج نتيجة للتراجع الأمريكي على كافة المستويات بسبب أزمة فيروس كورنا. وتشكل الصين التحدي الأكبر للرئيس الديمقراطي في مجموعة من المسارات السياسية والعسكرية والتكنولوجية، وحتى الثقافية، بجانب التحدي الاقتصادي الواضح بعد التعافي الصيني السريع وخسارة الولايات المتحدة لأكثر من 30 % من اقتصادها في عام 2020، فما هي الخيارات أمام جو بايدن لتحجيم الخطر الصيني؟ وإلى أي مدى يساهم إرث ترامب في إضعاف عزم بايدن للتقليل من الاندفاعه الصينية نحو قيادة العالم ؟

رؤية مختلفة

رغم اتفاق الجمهوريين والديمقراطيين على أن الصين هي “التحدي الأكبر” للولايات المتحدة في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية، وأن خسارة الولايات المتحدة لموقعها العالمي ستكون لصالح الصين، إلا أن رؤية بايدن والديمقراطيين لمواجهة الصين تختلف عن رؤية الرئيس ترامب في عدد من المحاور، وهي:

1- وضعت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي من جانب الرئيس ترامب في ديسمبر 2017 كلا من الصين وروسيا في “سلة واحدة”، وكان هذا خطأ فادحاً، حيث قاد إلى تقارب غير مسبوق بين موسكو وبكين، فقد شهدت سنوات ترامب قيام القاذفات الصينية والروسية برحلات طويلة فوق المحيط الهادئ لأول مرة في التاريخ، وهي رسالة مزدوجة من روسيا والصين للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى عكس هذه الخطة سيعمل فريق بايدن للأمن القومي على فصل الصين عن روسيا، وسوف يتحقق هذا من خلال سيناريو وحيد هو التقارب مع روسيا، وفي حال العمل بهذا السيناريو ستتعرض إدارة بايدن لانتقادات واسعة لأنها كانت طوال سنوات ترامب تحذر من السلوك الروسي والتدخلات الروسية في الشئون الأمريكية والغربية.

2- شكلت الضغوط الاقتصادية الأمريكية وفرض رسوم جمركية على دول مثل الهند فرصة للصين للتقارب مع الدول الآسيوية بما فيها الهند، وشهدت قمة دول العشرين في أوساكا اليابانية عام 2019 عقد قمة هندية روسية صينية قيل أن الهدف منها هو تأسيس “ناتو آسيوي” ضد الهيمنة الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ، ولهذا سيتعين على بايدن التقارب أكثر من القوى الآسيوية مثل الهند وجيران الصين من أجل ليس فقط عزل “التنين الصيني” بل خلق مشاكل جيوسياسية للصين مع جيرانها الآسيويين.

3- طالت قائمة الضغوط التي مارسها ترامب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا مثل كوريا الجنوبية واليابان، حيث أجبر ترامب كوريا الجنوبية على دفع مزيد من الأموال مقابل بقاء 28.5 ألف جندي أمريكي في الأراضي الكورية الجنوبية، بل ودفع كوريا الجنوبية لشراء أسلحة وذخيرة بمليارات الدولارات، خاصة منظومة الدفاع الصاروخية “ثاد” غالية الثمن، نفس السيناريو مارسه ترامب مع اليابان لإبقاء 46 ألف جندي أمريكي في الجزر اليابانية، وبالإضافة لشراء اليابان مزيدا من السلاح الأمريكي اضطرت طوكيو لاستثمار ما يقرب من 150 مليار دولار في البنية التحتية الأمريكية لإرضاء الرئيس ترامب، لكن سيتعين على بايدن تشكيل جبهة آسيوية قوية ضد الصين، وفي القلب منها كوريا الجنوبية واليابان، ولهذا يفكر فريق بايدن بالتخلي عن سياسة الضغط عن الحلفاء من أجل تعزيز مواقفهم الداعمة لواشنطن ضد الصين.

4- يفكر بايدن في العودة مرة أخرى لاتفاقية “التجارة عبر المحيط الهادئ” وهي الاتفاقية التي وقعها أوباما مع 8 دول آسيوية، وقام ترامب بإلغائها في أول يوم عمل له في البيت الأبيض في 20 يناير 2017 بحجة أنها تسببت في إغلاق المصانع الأمريكية.

5- الإسراع بسياسة “الاستدارة شرقاً” التي وضعتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2010 بهدف تحييد المخاطر الصينية بحق الولايات المتحدة الأمريكية من خلال نقل الكثير من الموارد من الشرق الأوسط وتخصيص جهود أكبر لمواجهة الصين ودعم حلفاء واشنطن في جنوب شرق آسيا.

6- تسخين الجبهات الانفصالية عن الصين مثل تايوان وهونج كونج والتبت وجيانجينج، ودفعها لمزيد من الضغط على حكومة الرئيس شي جين بينج من خلال تفعيل ورقة حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين.

خارج آسيا

تقوم رؤية فريق بايدن على مواجهة الصين في كل مكان وليس في القارة الآسيوية وحدها، وسيعمل بايدن على مجموعة من المسارات المتوازية، وهي:

1-تعزيز حلف الناتو الذي أضاف الصين رسمياً لقائمة أولوياته في قمة الحلف التي عقدت في لندن في يناير 2020، ويتمثل ذلك في منع توقيع اتفاقيات استراتيجية خاصة في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية بين دول الحلف والصين إلا وفق تصور لا يعزز من التفوق الصيني على مصالح دول الحلف سواء بشكل فردي أو جماعي، ووقوف دول الحلف كتكتل واحد ضد طموحات الصين في مناطق نفوذ الحلف.

2- تشكيل جبهة قوية ضد مصالح الصين في أمريكا اللاتينية خاصة في فنزويلا، حيث ينظر للتواجد الاقتصادي الصيني في أمريكا اللاتينية بأنه خطر داهم على الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.

3- تشويه سياسة الصين الخارجية سواء السياسية أو الاقتصادية، ووصفها بأنها سياسة عدوانية وأنانية مثل الترويج لنظرية “السيطرة بالديون” التي تقول إن هدف الصين في النهاية هو السيطرة على الدول بالديون وليس بالقوات العسكرية.

4- تعديل سياسة الرئيس ترامب من “تطوير” الأسلحة التقليدية والنووية القديمة إلى استغلال الميزانية الدفاعية الجديدة التي تصل إلى 740 مليار دولار في الحصول على أسلحة “نوعية وسيبرانية وفضائية” تفوق ما لدى الصين.

وفق هذا التصور من الصراع فإن السنوات القادمة هي التي ستحسم من يتولى أعلى هرم القيادة العالمية؟.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]