د. طلال الشريف يكتب: ضرب الرواسي.. أن تميد بكم

ولأن الوضع الفلسطيني المتحرك بشكل دائم منذ العام 2007، سواء أكان المخطط قد بدأ من لحظة إستجلاب حماس للإنتخابات أم قبلها عند إنسحاب شارون من غزة من طرف واحد في العام 2005، فالنتيجة هي هذا الوضع الذي وصل إليه الفلسطينيون،  والذي يشير لتصفية القضية في مرحلة من أخطر مراحل تاريخ الفلسطيني.
الآن يكتشف الفلسطينيون بالرغم من معرفة الكثيرين منهم بخطورة إدارتهم للمراحل السابقة وانقسامهم وانغلاق آفاق العمل السياسي والمقاوم الفاعل لرد الهجمة الصهيونية، أنه قد أصبح يقينًا عدم تناسب قيادتهم وإدارتهم للصراع مع ما كان ولايزال مطلوبًا لإدارة الصراع، سواء بجهلهم بما كان يحاك لهم أو بعنادهم في الصراع على المكاسب، أو بالأحرى بتورط البعض المتنفذ منهم في بعض المهمات والخطوات التي مررت وشكلت الحالة الآنية، وأهمها إضاعة الوقت والإنخداع بآمال سراب لحلول وسلام عادل وإقامة دولة، وأن هناك من إستخدمهم بالتدليس والتصبير مثل الادارات الأمريكية المتعاقبة بحجة إمكانية صنع السلام، والطلب منهم الابتعاد عما يزعج إسرائيل مثل تغيير ثقافة المجتمع الفلسطيني نحو متطلبات السلام، فغيروا المناهج وعدلوا بنود الميثاق ونسقوا أمنيا وقتلوا الروح الكفاحية، ومنعوا العمل المقاوم وفرغوا كثيرا من المضامين والمفاهيم الوطنية من أجل سراب كانوا يلاحقونه، حتى وصل بهم الحال لتطبيق عقوبات علي شعبهم مثلما فعل عباس، أو استغلال موارد البلاد لصالح تنظيم حماس وأعضائه كما في غزة، وفي وقت مازلنا في مرحلة تحرر، ولازال الإحتلال هو سيد الموقف.
لا نريد تحميل المسؤليات، فقد تحدثنا كثيرا عما تتحمله القيادات والفصائل التي قادت المرحلة من مسؤولية عما وصلت إليه الحالة الفلسطينية، وإن بتفاوت، يرصدها التاريخ والمحاسبة في لحظات تمكن هذا الشعب من ذلك.
عنوان المقال هو “ضرب الرواسي”  الذي بدأ بصورة إجرامية فجة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فصادر حقوقنا في القدس ومنحها عاصمة موحدة للدولة العبرية، ولم نستطع فعل المطلوب.. وزحف ترامب لقضية اللاجئين وهو يصفيها الآن من خلال وقف الدعم تمهيدًا لنقلها للمفوضية العامة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لنزع الخصوصية بإرتباط نشوئها بقرار خاص من الجمعية العامة مرتبط حصريا باللاجئين الفلسطينيين، وكشاهد علي حق العودة وتتتابع الخطوات والأحداث علي المسرح الفلسطيني دون إمكانية فعل المطلوب والتصدي لإحباط المخطط.
ما أردت هنا أن ألفت النظر إليه، هي تلك الرواسي التي تضرب بالتزامن أو بالتوالي، وكما تحدثنا عن راسية القدس وراسية الأونروا وحق العودة للاجئين وكأرض تصادر ومؤسسات تذبح.
تدور منذ فترة أحداث قضية ضرب لراسية هي أهم الرواسي في تاريخ فلسطين الحديث، تتعلق بالإرادة البشرية للشعب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير، بغض النظر عن فسادها أو إفسادها.. وكما نري ما يحدث لها هو تكسير للحواضن المعنوية والادارية، وتكسير للأرض والمقدسات كالقدس، وتكسير للذاكرة والشاهد والوظائف والخدمات مثل الأونروا، والأهم أيضا الإطار الجامع للفلسطينيين، وهي منظمة التحرير.. وهنا نريد الحديث بتوسع أكتر لما يتعلق بما جري ويجري لتلك الحاضنة والراسية الأخطر، وهي منظمة التحرير، ونحن نتفرج عليها دون إمكانية لعمل المطلوب.
كان ومازال الإستفراد بالمنظمة من قبل الرئيس عباس وكأنه ينفذ حلقة مكلمة للمخطط، ودور منوط به على الأقل بهذا الشكل الجاري و الواضح تماما بصلته بصفقة العصر، رغم ما يدعيه الرئيس وفريقه من معارضة لها.. لكن الأفعال تفضح هذا الدور.
الرئيس بدأ بإضعاف فتح والسيطرة عليها بطريقة ديكتاتورية، وتحويل السلطة لسلطة بوليسية قامعة لكل معترض على هذا النهج، ثم انتقل بنفس الطريقة بعد أن تمكن من وفي فتح، فعزل المعارضين فيها.. إنتقل الرئيس لضرب الوحدة الإئتلافية داخل منظمة التحرير، وأخرج فصائلها المؤسسة بأفعاله وتصرفاته المحسوبة بدقة ليوصلها ـ أي المنظمة ـ  لنزاع أصبح شبه حاسم لتفتيتها مع حماس والاسلاميين، وطي صفحتها.. وفيما نراه وبدا واضحًا من صراع على التمثيل مع حماس بإزدواجية التمثيل في موضوع التهدئة التي عنوانها الحقيقي ليس التهدئة، بل من يقود الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة وهي الصفقة.. وأصبح مصير منظمة التحرير علي المحك، وهي الآن بشكل واضح قضية متنازع عليها لدخول الصفقة وليس عليها إجماع للتمثيل الفلسطيني بعد أن منع عباس دخول حماس والجهاد من دخولها، وأخرج من فيها الجبهة الشعبية والديمقراطية، وتم تهشيم منظمة التحرير بعد تهميشها طويلا، وهي في الطريق للتفتت و في حالة غير مرتجعة ليكتمل المخطط.
هكذا لعب عباس الدور وأنهي راسية ثالثة هي منظمة التحرير، بالإضافة لما فعله ترامب ونتنياهو في إنهاء موضوع القدس واللاجئين، وكانت حماس بصلفها وفئويتها قبلهم وبعدهم ومازالت تضرب راسية أخرى، هي الوحدة الوطنية والجغرافية للكيان الفلسطيني بإنقلابها في العام 2007، فماذا تبقي للقضية الفلسطينية من رواسي حين يضاف لذلك راسية العرب المتهالكة الذين ضربوا البعد العربي والقومي للقضية الفلسطينية؟!!.
ملف إنهاء فتح وحماس والتنظيمات الأخري في الطريق، وهي رواسي دمرت نفسها بنفسها، ولم تعد أحزابا تسعى للتحرر بل تبحث عن المكاسب والتمثيل، وأفرغت من محتواها، وهي أيضا مستهدفة وفي طريقها للزوال أو تغيير برامجها كما هو مطلوب.
شعب منهك تميد به الأرض ورواسي تهتز وتضمحل في الواقع الفلسطيني، وزلزال حدث أمام أعيننا ونهتز معه بعنف ونحن نتفرج، ولا حراك، وكل ما نستطيع فعله هو الإنتظار لهدوء الزلزال وضرباته المرتدة، لنبحث عن بقايا من طعام وكساء وفردة حذاء طارت من قدمينا بفعل الزلزال، لنستطيع السير علي زجاج وقطع الصفيح الجارحة وأسياخ من حديد حاد يملأ المكان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]