البث المباشر
-
الآن | وراء الحدث
منذ 15 دقيقة -
التالي | أخبار التاسعة
21:00 القاهرة19:00 جرينتش -
اللاحق | موجز الأخبار
22:00 القاهرة20:00 جرينتش -
أخبار المساء
23:00 القاهرة21:00 جرينتش -
موجز الأخبار
00:00 القاهرة22:00 جرينتش -
وراء الحدث
00:05 القاهرة22:05 جرينتش -
موجز الأخبار
01:00 القاهرة23:00 جرينتش -
حبر ع الرصيف
01:05 القاهرة23:05 جرينتش -
وثائقي
01:30 القاهرة23:30 جرينتش -
موجز الأخبار
02:00 القاهرة00:00 جرينتش -
الأخبار
03:00 القاهرة01:00 جرينتش -
موجز الأخبار
04:00 القاهرة02:00 جرينتش
ماجد كيالي يكتب: اجتماع الفصائل الـ 14 في موسكو…الحوار من أجل الحوار!
لم تنجح الفصائل الفلسطينية، ولاسيما حركتا فتح وحماس، في إنهاء حالة الانقسام في السلطة، وفي منظمة التحرير، رغم مرور 17 عاما على الانقسام، ومع آثاره السلبية على قضية فلسطين وشعب فلسطين وحركته الوطنية، وأيضا رغم العديد من الاتفاقيات التي تم عقدها في القاهرة والدوحة ومكة وصنعاء وغزة ومؤخرا في موسكو (وهي الثانية من نوعها في روسيا)، والتي اشترك فيها 14 فصيلا فلسطينيا من الداخل والخارج.
لذا من الطبيعي أن هذه الجولة من الحوار التي حصلت مؤخرا في موسكو، وفي ظل حرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة على فلسطينيي غزة، بتداعياتها الكارثية، لن تعطي أي نتيجة، إذ الوضع الفلسطيني مقبل على تغيرات لا أحد يستطيع التكهن بها، كما أن الشرطين العربي والدولي باتا أكثر تدخلا في الشأن الفلسطيني، على غرار ما شهدنا في استقالة الحكومة الفلسطينية تمهيدا لما يعرف باليوم التالي لما بعد حرب غزة.
ثمة عديد من الملاحظات على تلك الحوارات، التي تفسر أسباب فشلها، أهمها:
أولا غياب الإرادة الحقيقية اللازمة لطي صفحة الانقسام، عند فتح وحماس، إذ أن كل واحدة منهما باتت بمثابة سلطة في الإقليم الذي تسيطر عليه، أكثر من كونهما حركتي تحرر وطني، إذ باتت لكل منهما مصادرها المالية، وأجهزتها الأمنية والإدارية، التي يستحيل تصور إمكان تنازلها عنها، طالما أن كلا منهما ترى أن أي تنازل سيؤدي إلى خدمة الطرف الآخر.
ثانيا، الانقسام والاختلاف باتا يعيدان إنتاج نفسيهما في علاقات وموازين قوى، ما يفسر أن الطرفين المعنيين، بات كل منهما منشغلا بالتصارع مع الطرف الآخر، أكثر من تصارعه مع إسرائيل، في مرحلة ما قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
ثالثا، الحوارات تجري في عواصم مختلفة، بدلا من أن تجري بين الفصائل الفلسطينية في فلسطين ذاتها، وهذه الحوارات تجري خارج الأطر الوطنية الشرعية الفلسطينية، بدلا من أن تجري في إطار المجلس الوطني أو المجلس المركزي أو المجلس التشريعي، أو داخل أي إطارات وهيئات يجري التوافق عليها.
رابعا، لا يمكن التوافق على إنهاء الاختلاف والانقسام، دون توفر عناصر ثلاثة أساسية، أولها يتعلق بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس وطنية تشاركية وتمثيلية وديمقراطية، وبواسطة الانتخابات، لحسم الجدل حول أحجام الفصائل الفلسطينية، أي أن الأمر لا يقتصر على إنهاء الخلاف والانقسام في كيان السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع. وثانيهما يتعلق بتوفر الإرادة لاعتماد الوسائل الديمقراطية، ووسائل الحوار، لحل الخلافات الفصائلية، بدلا من اعتماد القوة العسكرية والأجهزة الأمنية في حسم الخلافات الفصائلية وفي ضبط الحراكات الشعبية المناهضة لذلك. وثالثهما التوافق على رؤية وطنية جمعية جديدة، واستراتيجية كفاحية واضحة وممكنة ومستدامة، بعد إخفاق الخيارات السياسية والكفاحية التي تم اعتمادها طوال المرحلة الماضية، سواء تعلقت بالمفاوضة أو بالمقاومة، بالشكل الذي تم انتهاجهما به على ضوء التجربة الماضية.
خامسا، لا يمكن البحث عن خيارات وطنية فلسطينية في ظل تمحور هذا الفصيل أو ذاك لصالح أجندات عربية أو إقليمية معينة، لأن التجاذبات الخارجية لها أجندة وتوظيفات أخرى، لا تصب حكما في إطار المصلحة الفلسطينية، أو لا تضع في أولوياتها حال الفلسطينيين وظروفهم الخاصة. والحديث هنا يتركز أساسا على سعي إيران لتركيز جهودها في غزة، ومحاولة تعزيز مكانة حركة الجهاد الإسلامي التي تدور في فلكها، إلى جانب دفعها حركة حماس لتوظيف كل ذلك في أوضاع تستهدف ركوب القضية الفلسطينية مجددا، بعد أن استنزفت كثيرا من مواردها في الصراع السوري، وذلك لاستخدام ذلك كورقة لتخفيف الضغوط الموجهة ضدها.
الفكرة هنا أن أي اجتماع لإعادة بناء البيت الفلسطيني، وصد التحديات الإسرائيلية، والتوجه نحو المصالحة وإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين، أو بين فتح وحماس، سيفشل كما فشلت الاجتماعات والاتفاقيات السابقة، طالما لم يتم التوافق على الأسس المذكورة، إذ البيان الصادر، والذي يتألف من عشرة نقاط، هو بيان إنشائي، يقول كل شيء ولا يقول شيئا محددا، وليس ثمة ما يليه، سوى استمرار الاجتماعات، باستثناء بند واحدة من العشرة يفيد بتوجيه التحية لدولة جنوب إفريقيا على دعمها قضية فلسطين.
على ذلك فإن الخـروج من فخ حرب الإبادة الإسرائيلية، وتفويت استهدافاتها، وأيضا لمحاولة الخروج من دوامة الانقسام، واستنهاض الحركة الوطنية الفلسطينية، ثمة خطوات لا بد منها، يمكن تمثلها بالأتي:
1- بلورة رؤية سياسية جامعة، تنطلق من أن الفلسطينيين شعب واحد، وأن قضيتهم واحدة، في مقاومتهم لإسرائيل، وأن أي حل يفترض أن يتأسس على التطابق بين شعب فلسطين وأرض فلسطين وقضية فلسطين، وأن يتمثل عنصرا الحقيقة والعدالة، وقيم الحرية والمواطنة والمساواة والديمقراطية، بالتوازي مع صوغ استراتيجية كفاحية ممكنة ومستدامة وتعتمد على إمكانيات الفلسطينيين، ويمكن الاستثمار فيها، استراتيجية كفاحية توازن بين الإمكانيات والطموحات، والكلفة والمردود.
2- ضرورة فك الارتباط الوظيفي والإداري بين منظمة التحرير الفلسطينية ككيان سياسي جامع لكل الفلسطينيين، وبين السلطة التي تعتبر بمثابة كيان سياسي لفلسطينيي الضفة والقطاع، مهمته تعزيز صمودهم في أرضهم وتنمية مؤسساتهم وإدارة أحوالهم، ما يفيد باستعادة الحركة الوطنية الفلسطينية لطابعها كحركة تحرر وطني.
3- إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الكيان السياسي للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وقائد كفاحهم من أجل حقوقهم الوطنية، وذلك على قواعد وطنية مؤسسية وتمثيلية، وباعتماد الانتخابات أساسا لتحديد التوازنات في الإطار الوطني.
4- التوافق على النقاط الثلاث السابقة يمهد للشروع في انتخابات رئاسية وتشريعية لكيان السلطة، ولعضوية المجلس الوطني لمنظمة التحرير حيث أمكن، أما حيث يتعذر ذلك فيمكن اعتماد وسائل الاتصالات والكود الوطني، خاصة أن تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية باتت تتيح ذلك.
المتوكل طه يكتب: دولةٌ في سلّة المهملات!
يداه ملطّختان بالدَمِ، ولا يمكن غسلهما إلا بالدم.
***
الجنديّة التي تقتل الأطفال، هل تلد أطفالاً؟
***
خلعوا عنهم ملابسهم، وقيّدوا أيديهم، وعصبوا أعينهم، وجعلوهم يركعون على ركبهم..
أسرى غزة أم حُكّام العالَم؟
***
الإنسان في غزة هو «حالة الاستثناء» ،أي هو المخلوق «الحرام»، أو «العاري»، الذي لا ينبغي له أن يحيا أو يموت، بشكل طبيعي عاديّ!. لكنها حياة أسوأ من الموت ذاته، وموت لا موت بعده.
***
يعتقد ربُّ الجنود أن المبالغة في القتل تزيد جاذبيته!
***
(لا يشكّ أحدٌ بشيءٍ عندما تكون الأحوال جيدة، ولكن حين تنقلب..
يبدأون بالتفكير فيما فعلوه.
لكنّ الأمر لم ينقلب فحسب، بل تدمّر)
***
أختي الصغيرة مريم صانعة حلوى القصائد.. أرهقتها أحلام راقصة،
مثل قلبي .
***
مع خفقان الكونِ واهتزازِ الأرض، يظهر من سردابه،
وبكامل غموضه الواضح!
ربما هو مَن انتظرناه، وقد يكون الوَصيّ الوارث،
لكنّه سيخرج مع الأجنّة، وتفرح به الوالدات.
***
ثمة من أضاع حبيبتَه
قبل أن يفهم معنى الحب.
***
عندما يخطىء البعض يدّعي أنه القدر؟
***
البطاقات البريدية للأطفال السود، والتماسيح تأكلهم أمام السيّاح!هي مَن وصلت إلى بيت لحم في أعياد الميلاد.
***
الوجه الخائف لا يضحك
***
يذهب إلى منتصف النوم المرتبك، فيرى مذابح المغول وسقوط حلب ومجاعة (هولودومور).. ويتقلّب على فِراشه، فيرى مذبحة(تشاجوس) و(الجوازي)، والمجازر الفرنسية في الجزائر.. وتظلّ مذبحة (وندد ني) تتراءى أمامه دون انقطاع..
وتأتيه أُمّه المقتولة، وتنتحب بين يديه، فيصحو.. ولا ينام!
***
أفعال أمريكا كلُّها خاطئة.
تنطق،أحياناً، كملاك.. وتفعل، دائماً، كشيطان.
***
لكثرة ما نبحوا عند أقدامه.. بات مسعوراً
***
النازحون لا يعيشون أيامهم، إنهم يهربون منها.
***
المخيم المعزول والممنوع والفقير، والذي عاش بمنطقة الرماد في كل شيء..
أصبح رماداً.
***
القصص المرعبة تجعلنا أقلّ خوفاً
***
إنها أهوال يوم القيامة! فاسحبوا الذرائع، فنحن «ضعفاء» و«لا حيلة لنا» و«لا نستطيع معهم قتالاً»؟ ولا بأس من تجرّع السّم، لقد شربه الفيلسوف، لحكمة بالغة..
وسيكون لكم دولة..
أين؟
في سلّة المهملات.
***
أصبحت أرضهم (التي ليست لهم أصلاً)، بعد العدوان، مقبرة لكل القوانين وحقوق الإنسان والشرائع.
وأرضنا (التي هي لنا وحدنا) مقبرتهم.
«دولتهم» ليست أكثر من جمهورية موز، أو مملكة لاتينية، تركها الصليبيون عندنا مثل شُرطيّ أرعَن.. سيذوب مثل الملح، في هذا المحيط المتلاطم .
***
الأسيرة الإسرائيلية المُفرج عنها ضمن صفقة التبادل، ودون أن تقصد، راحت تدندن لحن أغنية «أنا دمي فلسطيني»!
***
الذي تجرّأ ويحاول سرقة صندوق (بَانادورا) من غزّة
تعوزه الحكمة، وستأكله ألْسِنة الشواء،
وسيكون مع (بروميثيوس) المفرط بالكبرياء والعناد.
***
الحرب: تجارة كبيرة، سوق نخاسة، أكاذيب كبرى، وكلاء خاسرون، جنود أو وقود مجّاني، مسرح معتم.. وكاشفة إلى حدّ العري.
***
لا شيء سيوقظ «المعتصم»، فقد كان نداء المرأة له.. خرافة،
تشبه حكاية «أرض الميعاد» و«الهولوكست» و«الهيكل»..
ولا رجاء من الأخشاب المأجورة.
***
(في الأوضاع الطبيعية يكون السير مع التيار سهلاً، ولكن عندما تنقلب الأمور يبدأ التشكيك..)
***
كلّ الرّايات في غزة.. إلا البيضاء
***
الاحتلال تقتله المقاومة أو يموت بالسلام العادل..
لا مَفرّ.
***
سنرى (ميريل ستريب) و(براد بيت) و(بن كنغسلي) و(سلمى حايك) و(كيت وينسلت) و(كريستوف فالتز) و(ميلاني لوران) و(أدريان برودي) و(هيلاري سوانك) و(شتيلان سكاسكارد) و(توم باين).. يبكون ندماً، على أنهم شاركوا في الخديعة، من خلال أدوارهم في أفلام مثل: «المَهمّة» و«القارئ» و«كلية الطلبة» و«أوغاد مجهولون» و«عازف البيانو» و«الحرب العالمية زد» و«سبتمبر من شيراز» و«الطلبة الأحرار» و«آوشفتز» و«سارقة الكتب» و«الطائر المرسوم» و«اختيار صوفي»..
***
غزة، وحدَها، مَن يدفع كُلفة تبديل المشهد المُتكلِّس الظالم المُعتم الفظّ المُمضّ المُسيطر النّاهب الدّاهم الحقير.. والعالم يتفرّج!
والثمن بمقدار التحوّل.
***
أقترح على الأُمّة أن ترسل أطفالها إلى غزة
لتعيد تربيتهم..
***
مدينة بلا مدينة!
لا ماء، لا هواء، لا دواء، لا ضوء، لا رجال، لا نساء، لا صغار، لا طيور، لا أشجار، لا شوارع، لا بيوت..
إنها بقايا في فَم التمساح.
***
سيُذهل (تزفيتان تودوروف) و(منير العكش) و(ليلى العلمي) و(ديفيد غران) و(جون بيلجر).. ولن يجد أيٌ منهم كلمات تنقل مشاهد الإبادة الجماعية،غير المسبوقة، في غزة، ولن يجد (المغربيّ) ما يقوله للتاريخ، عمّا اقترفته العصابات الوحشية من لهوٍ دمويّ، تجاوز الكوابيس وانفلات غابات الهوَس ..
***
على الجثث المرصوفة يرقص الأوغاد!
***
عندما يصرخ الجندي: «لم يتبقَ أطفال لأقتلهم»!
ماذا يسمع العالَم؟
***
(متحف الإنسان) في بلد الأنوار؛
آلاف الجماجم المُحطّمة، خلف الزجاج المُقوّى.
إنه التباهي العنصريّ بأعلى صوره!
والاحتفال المُتقن، للغابة الباذخة، بالتفوّق!
وحتى اللحظة لم تعد تلك الرؤوس، في موكب مهيب، إلى أرض أوطانها.
وما زالوا يقطعون الرؤوس ويرسلونها لتزيين قصورالأباطرة والرؤساء!
إنه عارُهم الباقي
وميراث العاصمة المتواصل.
***
الغرب لا يكيل بمكيالين!
لديه مكيال واحد؛ أنه الرّبّ.
***
(أهل النور) هم الذين أشاعوا الظلام في الكونغو وداخو وسويتو وروندا وفيتنام والبوسنة والفلبين وفلسطين ..
إنهم أهل النور؛ أصحاب العنف المقدّس والفظائع المباركة.
جمال زقوت يكتب: حرب الإبادة و خطر التهجير.. بين تقويض الأونروا وإعادة استيطان القطاع
يوما تلو الآخر، تتضح مخططات حكومة الاحتلال بفرض ما تسميه «التهجير الطوعي»، والذي هو في الواقع هدف استراتيجي لحكومة عصابة الحرب، من خلال تدمير وتجفيف كل مصادر حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، فالعدوان الإجرامي يتأرجح بين هدفي الإبادة والترانسفير الجماعيين.
وبالرغم مما يبدو أنه تراجع إسرائيلي لفظي عن الترحيل الجماعي، إلا أن وقائع الحرب واستمرار جرائم الإبادة التي طالت حياة ما يقارب 100 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود وجريح إصابات الكثير منهم خطرة، وقد تؤدي بسبب ذلك لوفاة ما لا يقل عن ثلث الجرحي وفقا لتقديرات الجهات الصحية، سيما في ظل التدمير شبه الكامل والمستمر للمستشفيات القادرة على التعامل مع بعض الإصابات الخطرة، وانعدام الإمكانيات الطبية فيما تبقى منها، هذا بالإضافة لتهجير ما يزيد عن 90% من السكان، والذي ما زال مستمرا، فبعض العائلات تهجرت لثلاث أو أربع مرات دون أن تجد مأوى أو مكانا بعيدا عن خطر الموت.
التدمير بهدف التهجير
هذه الأرقام غير المسبوقة والتي تشمل ما لا يقل عن 70% من الأطفال والنساء، وما رافقها من تدمير معظم وسائل الحياة الضرورية لشعب فقد الأغلبية الساحقة من مأواه السكني وبنية مجتمعه التحتية من مدارس ومشافي وعيادات ومؤسسات خدماتية أهلية وحكومية، وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، ويُفرض عليه حصار غذائي ودوائي واحتياجات الوقود، إلا بالقدر الذي لا يتعارض مع خطة الحرب الإسرائيلية التي تستهدف كل ما يُمكّن الناس من البقاء.
وفي هذا السياق كانت وما زالت خطة الترانسفير الداخلية من الشمال إلى الجنوب وفق مخططاتها العسكرية، ليس بهدف ما تدعيه من توفير أماكن آمنة، فلا مكان آمن على الإطلاق في القطاع، بل بما يدفع المدنيين والعائلات الفلسطينية من التجمع في أقصى الجنوب على الحدود المصرية في مدينة ومخيم رفح، تمهيدا وحسب معطيات اللحظة دفعهم «قسرا بالقوة» أو ما تسميه «طوعا» بفعل الأمر الواقع التدميري نحو سيناء.
دعوات جادة لإعادة استيطان غزة
مخططات التهجير هذه بدأت تترافق، ليس مع مجرد دعوات متناثرة لإعادة استيطان القطاع، بل وصلت حد تجمع القوى الاستيطانية العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، والتي باتت تتحكم في مسار السياسة الرسمية وتُحكم القبض على عنقها، لعقد مؤتمر علني في ما يسمى «مباني الأمة» في القدس المحتلة لبلورة خطط عملية لتنفيذه، دون أي صوت يعترض أو يرفض ذلك بشكل واضح.
القديم الجديد لشطب الأونروا
في وسط هذا الاندفاع نحو ما يقوم به نتنياهو وعصابته من استمرار للحرب التدميرية وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية، جاء الإعلان عن قرارات تجميد دعم الدول الأكثر دعما للأونروا بحجة تعاطف عدد أصابع اليد من موظفي الأونروا مع حركات المقاومة، ورغم ما اتخذه كل من الأمين العام للأمم المتحدة غوتريتش ومفوض الأونروا لازاريني من إجراءات فصل مجحفة لتسعة من هؤلاء الموظفين إلا أن هذه الدول تواصل الإعلان تباعا عن تجميد دعمها للأونروا ، الأمر الذي يشي، إن لم يجري مواجهته، بخطرين داهمين أولهما مزيد من الضغط على الحياة المعيشية للسكان النازحين، والذين يعتمدون بشكل كلي على دعم الأونروا والمساعدات الإنسانية التي تقدمها، لدفعهم للتهجير، وأما الخطر الثاني فهو التخلص من الأونروا كعنوان ليس فقط لرعاية شؤون اللاجئين، بل ولشطب قضية اللاجئين ولحقهم في العودة.
وبالتأكيد هو ليس مجرد رد فعل على قبول محكمة العدل الدولية لطلب جنوب إفريقيا باتهام إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية وضرورة محاكمتها على هذه الجرائم البشعة، فشطب الأونروا طالما كان هدفا إسرائيليا من بداية تأسيسها، كما بات هدفا لحلفائها الغارقين في النفاق المزمن إزاء القضية الفلسطينية وعدالتها.
محكمة العدل الدولية و العدالة الإنسانية
بالرغم من أهمية قرار محكمة العدل الدولية بقبول طلب جنوب إفريقيا اتهام إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، فإن عدم النص على ضرورة وقف الحرب كما جرى مع أوكرانيا على سبيل المثال، يشير إلى أن منظومة العدالة الدولية أمام امتحان حقيقي، فهذه المنظومة لم ترتقِ بما يكفي للاستجابة إلى متطلبات العدالة ذاتها، وإلى مطالب الرأي العام للشعوب المنتفضة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية والمطالبة بوقفها، كما أن هذا الخلل الذي قد يهدد مصير القانون الدولي ومنظومة العدالة الدولية، لم يعد مقتصرا على فلسطين وحدها، بل هو قضية شعوب الإنسانية برمتها، وهو ما يتطلب بناء استراتيجية فلسطينية متكاملة باعتبارها جزءا ومركزا لمعسكر العدالة الإنسانية الكونية في مواجهة معسكر الإبادة ومخلفات الاستعمار القديم والجديد، والتي تشكل العنصرية الصهيونية للاحتلال الإسرائيلي مركزه الأكثر بشاعة في العصر الحديث.
استراتيجية موحدة لوقف الحرب ومواجهة التصفية
بناء مثل هذه الاستراتيجية في فلسطين لا يمكن إنجازه دون وحدة مختلف مكونات الشعب الذي يتعرض لهذه الإبادة وخطر التطهير العرقي، والذي لم يعد مجرد خطط في الأدراج.
والسؤال الموجه اليوم لمجمل أطراف الحركة الوطنية المنضوية في إطار منظمة التحرير، و التي لم تعد لشديد الأسف، في ظل واقعها الراهن والإصرار على تهميش دورها وتقويض مكانتها كائتلاف عريض وجبهة وطنية لقيادة النضال الوطني، ذات صلة بهذه التحديات، على الأقل من وجهة نظر الأغلبية الفلسطينية، سيما قواها الحية والشابة من الجنسين.
والسؤال الآخر هو إلى متى ستظل القيادة المتنفذة تدفن رأسها في الرمال وتبلع لسانها، دون أي مبادرة أو خطة أو موقف لمواجهة هذه التحديات المصيرية بوحدة موقف يتصدى لهذه المخططات، بل فهي ما زالت تشيح بوجهها عن أية رؤىة ملموسة تدعو دون مماطلة إلى ضم كل القوى، وخصوصا القيادتين السياسيتين لحركتي حماس والجهاد إلى قيادة المنظمة ودون أية شروط مسبقة سوى المصلحة الوطنية العليا، باعتبار ذلك هو الخيار الوحيد أمام شعبنا لتعزيز صموده، وقيادة نضاله نحو إنهاء الاحتلال وممارسة حقه في تقرير مصيره بما يشمل انتخابات مؤسساته الوطنية الجامعة على جميع المستويات.
ولهذه الأسباب وغيرها، فإن المنظمة بما تعانيه من تهميش ومن صراع فئوي على شرعيتها المفرغة من مضمونها، باتت تبدو من وجهة نظر نسبة كبيرة من الفلسطينيين، وكأنها معزولة عن الواقع وعن هموم وتطلعات الأغلبية الشعبية.
السؤال الحقيقي هو: لماذا هذا الانتظار الذي لا يمكن أن يساهم في تسريع إنهاء الحرب، لا بل ويساهم في جعل إنهائها مرهونا بقرار من نتنياهو.
والسؤال الآخر: هل تعتقد القيادة المتنفذة أن قدرة الناس على الصمود ستظل ثابتة إلى ما لا نهاية دون توفير الحد الأدنى من متطلبات هذا الصمود، وفي مقدمة ذلك استعادة الأمل في قلوب وعقول المنكوبين، وبما يستدعيه ذلك من ضرورة الانحياز للإرادة الشعبية بالوحدة، وبما يمكن الناس من القدرة على البقاء والنهوض بالطاقات الكلية لشعبنا لضمان إعادة اعمار ما دمرته الحرب، وهل يعلم هؤلاء الغارقون بالمصالح الفئوية أنه دون ذلك فالهجرة ستكون حل الخلاص الفردي الوحيد الذي سيجبرون على تجرع سمه؟ وهل يدركون أن كل يوم يمر دون القيام بذلك يُبقي العدوان وخطر التهجير مفتوحان على مصراعيهما.
لقد آن الوقت أن يخضع جميع قادة الحركة الوطنية للمساءلة الشعبية، فيما إذا كانوا سينحازون لإرادة شعبهم وللمستقبل، الذي وبعد كل هذه التضحيات لن يقبل باستمرار أن يظل مكبلا بقيود أوسلو، وما أفرزه من سياسة ونهج استرضاء العدو الذي يتربص بهم جميعا، ولا يهدف سوى لتصفية قضية شعبنا، فلم يعد أمام شعبنا من خيار سوى الوحدة والصمود طريقا للنصر والحرية.
____________________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]