يمضي الـ25 من يناير/ كانون الثاني، اليوم، دون أن تلوح في الأفق أي امكانية لمعرفة الموعد التالي الذي سيلتقي فيه مفاوضو الحكومة السورية الشرعية مع ممثلي المعارضات السورية، أصبح التساؤل حول إمكانية وضع الحل السياسي للأزمة السورية على الطريق الصحيح، بعد أن بات واضحا أن مصير التسوية السياسية معلق بين أمريكا والمعارضة وتركيا.
ويرى محللون سياسيون، عرب وغربيون، أن الغموض أحاط بمباحثات «جنيف 3» التي كانت مقرره اليوم الإثنين، مع تصريحات جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، السبت الماضي، بأن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري ضد تنظيم داعش في سوريا إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكنا.
وتزامنت التصريحات مع إعلان مصدر عسكري أمريكي، عن تجهيز القوات الأمريكية لمطار في منطقة تدعى أبو حجر جنوب رميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا سوريا مؤخرا.
وإذا كانت المواعيد ليست مقدسة، إلا أنه من الصعب التوقع بتحديد موعد قريب لمحادثات جنيف، لأنه مرتهن حاليا بمواقف أمريكا وتركيا والمعارضة السورية، بحسب تعبير المحلل السياسي الأردني، محمد خروب، موضحا أن الإدارة الأمريكية استدركت «زلة اللسان» التي وقع فيها نائب الرئيس جوبايدن عندما «هدّد» بالمضي في «عملية عسكرية» في سوريا حال فشل الاتفاق السياسي, وسارع البيت الأبيض إلى القول بأنه قصد «داعش»، ولكن الأمور أخذت منحى آخر، ربما يطيح بما تبقى من آمال الحل السياسي للأزمة السورية، وبخاصة أن موسكو التي فوجئت بتصريح بايدن، لم تتردد في اعتباره «يحمل طابعا هداما» ما أثار الشكوك بإمكانية تصدع التوافق الذي حققه الثنائي «لافروف – كيري» في هذا الشأن، والذي تجلى في صدور قرار مجلس الأمن رقم 2254 والذي على ضوئه كانت ستجري مفاوضات «جنيف3».
وقال خروب، لـ«الغد»، إن التحرك التركي حاليا مثير للشبهات، ويبدو أنه يسعى لإجهاض الحل السياسي في سوريا، بدعم المعارضة «الشرعية الوحيدة»، على ما وصفهم أحمد داود أوغلو، رئيس الحكومة التركية، في معرض «رفضه»، إضافة أي ممثل آخر للمعارضة، وكأنه صاحب القرار، أو كأن بلاده هي المرجعية الأخيرة لمسار ومصير المفاوضات، وما تزال معارضة «ائتلاف إسطنبول» التي وضع على رأسها رياض حجاب، وجيء بأسعد الزعبي ومحمد علوش «ثلاثتهم لمناكفة النظام وليس لإدارة مفاوضات أو التسريع بوضع الأزمة نهائيا على مسار سياسي» ترفض الاعتراف بأن ثمة تشكيلات وهيئات وشخصيات تقف في صف المعارضة غيرهم، وهددت بعدم المشاركة في مباحثات جنيف في حال اضافة أي اسم آخر.
وهكذا انقضى موعد المباحثات المقررة في جنيف، لأسباب منها الخلاف بشأن تشكيل وفد المعارضة السورية.
السبب الثاني وراء التأجيل إلى أجل غير مسمى لمباحثات “جنيف 3 ” حسب تقدير المحلل السياسي المصري، الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ العلوم السياسية، أن كل من الثلاثي ” المعارضة المسلحة السورية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا” قرأوا جيدا المتغيرات وفهم أبعاد ما يحدث في ميادين المعركة الآخذة بالتحول النوعي، كما حدث عند سقوط سلمى وربيعة وتنظيف جبلي الاكراد والتركمان من كل المجموعات الارهابية، فيما يقترب الجيش السوري من الحدود السورية التركية، وما يعنيه أن مدينة الباب الحدودية(ريف حلب الشرقي) قد باتت قاب قوسين أو ادنى من السقوط، وهي أوراق ضغط ليست في صالح المعارضة المسلحة ومن يدعمها سواء من جانب تركيا أو أمريكا، فضلاً عن أن ما باتت تعرَف بمعارضة القاهرة وموسكو والقامشلي، لها حضور ميداني وسياسي واعتراف من دول عديدة، تصّر على أن تكون ممثلة في أي مؤتمر يستهدف وضع حد لمعاناة السوريينن وهو ما رفضته “معارضة تركيا”
