طه القرني عن جدارية الجوع: «تحمل بعدا إنسانيا دوليا وجرس إنذار للعالم»
لُقب بفنان الشعب، لم يتخل منذ بداية رحلته في عالم الفن التشكيلي عن إثارة قضايا تسلط الضوء على البسطاء، يؤمن بأنه صاحب رسالة مهمة يجب أن تصل إلى الناس من خلال أعماله، إنه الفنان التشكيلي الدكتور طه القرني، أحد أهم الفنانين الذين قدموا إبداعات وثقوا من خلالها ملامح الهوية المصرية.
يحمل القرني شهرة عالمية في فن الجداريات، وهو دائما ما يركز في أعماله الفنية على البعد الدولي، حازت جداريته الأخيرة «الجوع» على ردود أفعال واسعة، نظرا لما تضمنته من معان ورسائل إنسانية قوية تحمل لغة بصرية درامية.
5 سنوات من العمل
«الجدارية استغرقت وقتا طويلا، فمنذ عام 2016، وأنا أعمل على إنجازها، العمل يتم تنفيذه بطريقة بحثية، ومن خلال الرصد نصل إلى الاتجاه الذي نتوقعه للعمل الفني» بتلك العبارة تحدث الفنان التشكيلي طه القرني لموقع قناة الغد عن المدة التي استغرقها لإنجاز جدارية الجوع.
يضيف القرني “الفنان لا يجب أن يرسم المحيط فقط، لكن عليه أن يتطلع لأبعاد أخرى، فالجدارية تحمل بعدا إنسانيا دوليا، وتعد بمثابة جرس إنذار للعالم، وهي مذكرة تشكيلية بصرية موجهة للإنسان الكبير”.
وحول الأسباب التي دفعته لإنجاز تلك الجدارية قال: “العمل فرض نفسه، كما أن توقيته كان مناسبا، كما أن قضية الشح المائي تفرض نفسها”.
البعد الدولي ركيزة أساسية
وحول اهتمامه بإضفاء البعد الدولي على أعماله يشدد على أن الفنان يجب أن يكون مهموما بالحالة الدولية، والعمل يعد جرس إنذار، حيث نضع علامة نوبل على المقاطع الأربعة من اللوحات، والتي تعطي بعدا إنسانيا مميزا، فذلك الرجل الذي سخر كل أمواله بعدما اخترع الديناميت، نجد جائزته سخرت للإنسان الكبير وليس الصغير.
وأضاف: “الفنان عندما يكون محملا بثقافة، فإنه يجب عليه أن يجيد التعبير عنها”.
وبشأن تأثره بالمشاعر الإنسانية يفسر توجهه قائلا “هناك إنسان صغير مستهلك يتم استبداده، وهو ما يؤكد فكرة المليار الذهبي ( مصطلح قائم على أن ثراء الغرب قائم جزئياً على استغلاله لمستعمراته السابقة في العالم الثالث)”.
أين وزارة الثقافة؟!
ووجه القرني عتابا للمسؤولين في وزارة الثقافة المصرية قائلا ” كان من المفترض على وزارة الثقافة أن تهتم بهذه القضية!”.
ويؤكد الفنان التشكيلي احترامه لوجهات النظر المختلفة بشأن أعماله، ويشير إلى ضرورة الاهتمام بصناعة أعمال مؤثرة، وأن رد الفعل المؤثر في الآخر يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح.
وقال، إن الجدارية إن لم تصل إلى الأعماق فهي ستؤثر على تغيير المظهر، ومن المهم أن نقوم بعمل إفاقة طوال الوقت، مشيرا إلى أن اللوحة توجهها بصري في الأساس، وهي بمثابة مذكرة قانونية بصرية.
وكشف عن أنه سيتم عرض الجدارية في معرض آذاد بحي الزمالك في الثالث من أكتوبر المقبل.
ألوان الجدارية
وحول أسباب اختيار اللون الرمادي في عمله، قال، إنها ليست مسألة لون رمادي، فهناك شئ يسمى متناهية الدرجات اللونية، وهو أن نجمع جميع الألوان في شكل اللون الرمادي.
وأوضح، أن الرمادي هو لون التراب، وأي درجة لون إذا جف منها الماء تتحول إلى الرمادي، مشيرا إلى أنه حرص على اختيار الألوان المعبرة عن الحالة.
وأشار إلى أن الهدف وراء ذلك سرعة وصول التأثير، فإذا كنت تجيد الاختصار، فإن الرسالة تصل بشكل أسرع.
وقال، إنه كان يجب اللجوء إلى الاختصار اللوني في الجدارية حتى لا نشغل عين المتلقي عن الرسالة الرئيسية.
الفنان طه القرنى من مواليد 7 سبتمبر عام 1956 بمحافظة الجيزة، وتخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وكان الأول على دفعته ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا تقدير عام جيد جدا.
وحصل أيضا على شهادة استشارى فى الفنون والديكور سنة 2007، وكان عضوا بهيئة التدريس من 1995 حتى عام 1997 فى كلية التربية النوعية بالعباسية.
