علي الصراف يكتب: سقط الوهم وانهزم الظالمون

علي الصراف

إسرائيل تتغطرس. أليس كذلك؟

إنها تقتل أطفالا ونساء وشيوخا. والإسرائيليون يمارسون كل أنواع العنصرية ضد الفلسطينيين. لا يعتبرونهم بشرا أصلا. وينظرون إلى أنفسهم على أنهم “شعب الله المختار” الذي يحق له أن يقتل ويعذب ويهجر، وينشر الخراب والفساد أينما شاء. أليس هذا هو الواقع؟

أكثر من ذلك، يتبنى الإسرائيليون نظرية دفاعية تقول “إن قوة إسرائيل من ضعف الآخرين”، أي أنها يتعين أن تعمل على إضعاف جيرانها، وجعلهم يغرقون بالأزمات والمشاكل، وكلما حاق بهم الفشل، كان ذلك أفضل. أليست تلك هي النظرة و”النظرية”؟

وهم يسلبون أراضي الغير بالقهر والقوة. وكل ما يريدون أخذه، يأخذوه. والقدس كلها لهم. لا يكفي أنهم احتلوها عام 1967، إلا أنهم اعتبروها عاصمتهم الأبدية، وبدأوا تشريد مواطنيها الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين. لا شيء وقف أو يقف في وجوههم، لا قانون ولا أعراف ولا قيم ولا تاريخ. يمارسون لعبة التمدد والتوسع بالتدريج لكي يبتلعها الضحايا بالتدريج، شبرا شبرا وبيتا بيتا.

وإسرائيل لا تريد سلاما. ولن ترضى بحلول. وآخر ما تستطيع القبول به هو مقررات الشرعية الدولية. والدولة الفلسطينية المستقلة لن تقوم. وإذا قامت في شكل يشبه الوهم القائم الآن في سلطة رام الله، فإنها لن تكون دولة مستقلة في أي شيء. مجرد وهم، لا ينفع أحدا إلا من اختار الذل لنفسه.

والاضطهاد الذي يعانيه الفلسطينيون شديد. إنه مرارة تقبض حتى على الهواء الذي في الصدور. إنه الجبروت الذي يجعل حتى الحجارة تئن من قهر شديد.

وما تلك كلها، إلا وصفة رائعة. إنها أفضل الحلول.

أنظر الآن الى تلك الهبة الشعبية التي جمعت سبعة ملايين فلسطيني على قلب ثمانية أسر في حي الشيخ جراح، وستعرف أن الظالمين يحفرون قبر طغيانهم بأنفسهم، وبما يفعلون.

المآسي كلما عظمت، كلما كان الفرج منها قريب.

أنظر الآن إلى تلك الملايين التي أسقطت أوهام البحث عن حلول لا تأتي. وأسقطت المراهنين عليها.

فلسطينيو القدس، لعبرةٍ شديدةِ المعنى، لم يلجؤوا إلى سلطة الوهم، ولا هم خافوا من سطوة القمع الإسرائيلي، ولا أرعبتهم الطائرات، ولا كل أعمال التدمير والهدم الوحشية التي مارستها قوة الاحتلال.

لا تستطيع أن تفرح عندما ترى سقوفا تتهدم على رؤوس النساء والأطفال. ولكنك تعرف من خلالها أن الاحتلال يحفر بيديه قبر وجوده نفسه.

أسلحة المقاومة، على ضعفها النسبي، أثبتت أنها قادرة على أن تحقق نوعا من “توازن رعب”. السلاح الإسرائيلي سقط عسكريا، كما سقط معنويا، وسقط سياسيا أيضا.

الأسر الثمانية باقية في منازلها، لتكون مؤشرا لقاعدة تُملي ألا يتشرد أحد، لا من حي الشيخ جراح ولا من أي بيت آخر في القدس. إنه أول النصر المبين. وأول الطريق الى انهيار سلطة الاحتلال.

يبدو الأمر مجرد حلم. إلا أنه واقع فعلي أيضا. فإذا شاءت إسرائيل أن تستأنف المزيد من أعمال العدوان، فسيكون ذلك أفضل للفصل الأخير.

هذه دولة، إذا كانت لا تستطيع أن تعيش إلا بأعمالها الوحشية، فذلك خير ما تفعل لكي تجعل من تلك الوحشية معول الحفر لقبرها.

السلاح الإسرائيلي، بكل جبروته، سقط. كل المعادلات التي قامت على أساسه يمكن أن تنهار. سوف تنهار بالفعل في النهاية. إنه يوم قريب.

الإسرائيليون الذين ما يزالون يحتفظون بجنسياتهم الأوروبية والأمريكية، سوف يجدون سبيلا للاستفادة منها. لأن الطائرات لم تعد كافية لكي تحمي السقف. و”القبة الحديدية” اتضح أنها قبة من ورق. وأحق للباقين أن يطلبوا الحماية من طغيان حكومتهم ووحشيتها.

لقد سقط الوهم. وما يومنا هذا إلا بداية النهاية. إنه فصل جديد في التاريخ.

هل تدرك إسرائيل الآن، أنها لن تستطيع أن تعيش بما تفعل؟ لن تستطيع أن تواصل الغطرسة إلى ما لا نهاية؟ وهل تفهم أن القبول بمقررات الشرعية الدولية، هو الحل الأمثل لها، بدلا من حلول الدمار والقتل والتخريب؟

الأدلة مما تراكم من مسالك الوحشية على امتداد ثلاثة أرباع القرن، تقول إن إسرائيل لن تدرك ولن تتعلم. وهذا شيء رائع بالفعل. إنه أقصى ما يمكن لقيم الحق والعدالة أن تأمل به. وهو خير ما يمكن للضحايا أن ينتظروه.

فإذا كان للغطرسة أن تتواصل، وأعمال الاستيطان ألا تتوقف، وأسر أخرى أن تتعرض للتهديد بالتهجير وهدم المنازل فوق الرؤوس، والسلام العادل لا يأتي، فإن يوم تسوية الحساب قريب.

المعركة التالية، ستكون هي الفصل الأخير. في يوم فرجٍ يخرج حتى الشهداء من قبورهم ليحاربوا الظالمين، الذين جعلوا من الوحشية والقتل سلاحهم ليذوقوا، من بعدها، شيئا مما كانوا يفعلون.

ومن الخير للضحايا، أن يستعدوا ليوم مشهود. يوم لا يبقى حجرٌ على حجر. لا يبقى احتلال. ومن علياء جبروتهم وغطرستهم، يسقط المحتلون.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]