البث المباشر
-
الآن |
منذ 5 ساعة
إميل أمين يكتب: العالم القادم.. ملامح شرقية أم غربية؟
أحد أهم الأسئلة التي تطل برأسها على أوقاتنا الحالية هو ذاك المتعلق بالقطبية القادمة، وهل ملامح العالم القادم غربية أم شرقية أم مزيج من الأصالة والمعاصرة؟ أم ماذا؟
في مؤلفه الشهير “عالم ما بعد أمريكا”، يخبرنا الكاتب والإعلامي الأمريكي، من أصل هندي، فريد زكريا، أن الغرب وبقية العالم يتفاعلان منذ آلاف السنين، فالشرق الأوسط حافظ على وطور العلوم الغربية لقرون وروسيا شهدت صراعا بين هويتها الغربية وغير الغربية لمدة لا تقل عن أربعة قرون وفي الكثير من بقاع العالم كان الغرب موجودا منذ مدة طويلة، لدرجة أنه أصبح جزءا من نسيج تلك الحضارة، ولهذا فمن الطبيعي أن يبنى أكبر كازينو في العالم في ماكاو بالصين، وقد شيد بطريقة تحاكي سان مارك في فينيسيا، المتأثرة بدورها بقوة العمارة الإسلامية.. فهل هو صيني أم غربي أم إسلامي أو عصري؟
لعله جميعها معا، وقد اتخذت الحداثة وجهها الغربي، لأنها بدأت مع نهضة الغرب، لكنها مع توسع العالم الحديث وضمه مزيدا من بقاع العالم، أصبحت أشبه ببوتقة صهر.
إن التجارة والأسفار والاستعمار والهجرة والبعثات التبشيرية قامت بخلط الأشياء بعضها بعض والسؤال: هل سيكون المستقبل حديثا أم غربيا؟ الرد أكثر تعقيدا مما يبدو عليه، فيما الجواب المعقد الوحيد، يتمثل بالنظر إلى بلدان معينة من أجل فهم ماضيها وحاضرها، ثقافتها وتقاليدها وطريقة تأقلمها مع العالم الغربي والحداثة.
على سبيل المثال، يبدو التحدي الحقيقي الذي سيواجهه الأمريكيون في المستقبل لا يتعلق بوجود مواقف مختلفة بل بجغرافيا وتاريخ ومصالح وإمكانيات مختلفة، وعليه فإن التحدث عن نهوض آسيا غير منطقي لأنه لا يوجد شيء اسمه آسيا التي هي في الحقيقة مفهوم غربي، إذ أن هناك دولا كثيرة مختلفة أشد الاختلاف بعضها عن بعض ضمن هذا الشيء الذي يدعى آسيا، مثل الصين، اليابان، الهند، إندونيسيا. وكل واحدة منها تضمر شكا تجاه البقية.
العالم يبدو مختلفا بالنسبة إلى الصين والهند ليس بسبب هويتهما، بل بسبب موقعيهما الجغرافيين، وعليه فإن التحول الكبير الذي يحدث في العالم اليوم، قد يتبين أنه لا يرتبط بالثقافة، بقدر ما يرتبط بالقوة.. ما الذي يجري على وجه الدقة ويؤدي إلى مزيد من نشوء وارتقاء عالم ما بعد أمريكا؟
تكثر القراءات حول الصين، على أنها التحدي الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية، وهنالك مجموعة أمريكية مكونة بشكل أساسي من محافظين جدد، وبعض المسئولين في البنتاجون تدق أجراس الخطر بخصوص التهديد الصيني، وتشير بشكل خاص إلى الجانب العسكري منه.
لكن الوقائع لا تدعم قضيتهم، من المؤكد أن الصين توسع جيشها، لكن الصينيون يدركون كم هو مائل الميزان العسكري، وعلى هذا الأساس فإن تحدي الصين الذي تكافح من أجله وهو تحقيق التوازن العسكري، لن يبدو أبدا مثل تحدي الاتحاد السوفيتي، لكنها ستبقى على الأرجح قوة عظمى غير متكافئة، إنها تحاول الآن استكشاف وتطوير طرائق لإضعاف التفوق العسكري الأمريكي، مثل تكنولوجيا الفضاء والتكنولوجيا التي تعتمد على الإنترنت، لكن الأهم من ذلك، هو أنها ستحاول استخدام قوتها الاقتصادية ومهاراتها السياسية، لتحقيق أهدافها من دون اللجوء إلى القوة العسكرية، فالصين لا تريد أن تغزو أو تحتل تايوان، بل تريد الاستمرار في تقويض الحركة الاستقلالية التايوانية حتى تنهكها وتصبح لديها الأفضلية.
بالمقابل تعرف الولايات المتحدة كيف تتعامل مع تطور عسكري سياسي تقليدي، ففي النهاية هذه كانت طبيعة التهديد السوفيتي، والارتقاء النازي للسلطة، لا سيما أن الولايات المتحدة تملك خلفية فكرية وأدوات، أسلحة، صفقات، مساعدة، تحالفات تمكنها من مواجهة التطور الصيني الإستراتيجي، فإذا كانت الصين ستتعامل بعجرفة وهيمنة وتثير غضب جيرانها وتخيف العالم فإن الولايات المتحدة ستكون قادرة حينئذ على الرد بمجموعة من السياسات الفعالة، والتي ستستفيد من عملية الموازنة الطبيعية، التي ستدفع اليابان والهند وأستراليا وفيتنام وربما دولا أخرى أيضا للتضامن معا، من أجل تقييد النفوذ الصيني الصاعد.
على أنه وفي أثناء تفكير الأمريكيين في كيفية التعامل مع الصين، لا تغيب عن ناظري النخبة السياسية الأمريكية، قوة صاعدة أخرى قريبة من الصين، وتلحق بركبها.. إنها الهند، وهذه لها عودة لاحقا.
ما هي الخلاصة؟
قطعا لم تعد الولايات المتحدة تملك الأوراق التي كانت تمتلكها في العام 1945، أو حتى في العام 2000، لكن أوراقها ما زالت أقوي من أوراق أي بلد آخر، مجموعة متشابكة وشبه متكاملة مع القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، وستبقى كذلك في المستقبل المنظور، ولعل الأهم من ذلك هو أنها لا تحتاج إلى صياغة العالم من جديد، فالنظام الدولي الذي أسس على يد الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، بحاجة ماسة إلى التوسع والإصلاح وليس إلى إعادة الصياغة، والعهدة على زكريا نفسه.
وفي كل الأحوال، قد تكون أمريكا أكثر قوة من بريطانيا في زمنها، لكنها لا تستطيع تجاهل العبرة المتعلقة بضرورة تحديد خياراتها، ولا يمكنها أن تورط نفسها في كل شيء.
لابد لأمريكا من أن تتوقف عن الخوف. إنه العامل الذي أنتج جوا من الشك والذعر في الولايات المتحدة والخوف الذي جعل الأمريكيين يرتكبون أخطاءً إستراتيجية، بعد أن أقنعوا أنفسهم بأنه يجب عليهم أن يتصرفوا بسرعة ولوحدهم – بشكل استباقي ومن جانب واحد.
أمريكا وفي زمن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ولكي تزدهر في هذا العصر الجديد المليء بالتحديات، وكي تنجح وسط نهوض البقية، بحاجة إلى النجاح في اختبار واحد فقط، ينبغي عليها أن تكون مكانا جذابا للعالم مرة أخرى.. هل تنهض أمريكا بحلمها من جديد؟
إميل أمين يكتب: أمريكا والصين.. حديث المصالحة
عُرفت السياسة الدولية منذ بواكير العصور بأنها لعبة المصالح والتوازنات، ومن أكثر التعبيرات ذيوعا وشيوعا القول إنه في سياق العلاقات الدولية، المصالح تتصالح، بمعنى أنه ما من خصومة دائمة، ولا علاقات جيدة ممتدة إلى الأبد، وإنما تبادل منافع براجماتي، تقتضيه مصالح الأمن القومي لكل دولة.
في هذا السياق، يمكننا أن ندلل بعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، في القارة الأوروبية على نحو خاص، إذ من كان له أن يتخيل أن تعود ألمانيا إلى قلب القارة الأوروبية، وأكثر من ذلك تضحى قاطرتها الاقتصادية.
ما تقدم يطرح علامة استفهام مثيرة حول العلاقات الصينية الأمريكية، ومآلاتها المستقبلية، بين مستقبل منظور ومتوقع من الصدام، وحديث جديد طرأ على الملأ في الأيام الأخيرة يحمل رائحة محتملة لمصالحة بين القطب القائم المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والقطب القادم المتجلي في الصين الشعبية.
يعن لنا بداية أن نتساءل: “لماذا تبقى قضية الوئام أو الخصام من واشنطن إلى بكين والعكس قضية مهمة تتجاوز العاصمتين إلى بقية أرجاء العالم؟.
الجواب باختصار شديد، موصول بمقدراتهما الاقتصادية، وقبل العسكرية، فروسيا على سبيل المثال لا الحصر، يمكنها أن تدخل العالم في جحيم الحرب النووية، لكن مقدرتها على التأثير في مسارات العالم الاقتصادية تبقى محدودة، نظرا لإمكانياتها ومواردها الطبيعية والصناعية التي لا تقارن مع بكين وواشنطن، وهي التي تعاني من فرض الأوروبيين والأمريكيين عليها عقوبات اقتصادية هائلة.
الوضع مختلف بالنسبة للصين، فهي في الحال شريك لمعظم إن لم يكن كافة دول العالم على صعيد الحياة الاقتصادية، والتعبير المعروف والمألوف يقول: إن الصين تهدد الولايات المتحدة بقوة الردع النقدي، وليس قوة الردع النووي.
وفي الاستقبال يبقى مشروع طريق الحرير، والذي يربط العالم القديم، أي آسيا وإفريقيا وأوروبا، مهددا للهيمنة الأمريكية، والتي بدأت اقتصاديا وانتهت عسكريا، واليوم تعود مرة جديدة الدائرة الاقتصادية بعد أن رسخ لديها أن نيران مدافعنا لن تكفل لها السيطرة على مقدرات البشرية مرة وإلى الأبد.
تمضي كل التوقعات للعلاقة بين الصين وأمريكا لجهة ما يقال اختصارا بأنه “فخ ثيوسيديدس”، أي حتمية الصراع بين الطرفين، وبالضبط كما جرت المقادير بين أثينا وأسبرطة قبل الميلاد.
أصحاب هذا الرأي يقولون بأنه حتمية تاريخية لمواجهة بين القوة المسيطرة في الوقت الراهن، وبين القطب القادم زحفا ساعيا لتبديل مراكز السيطرة والقيادة حول العالم، وهو ما رأيناه بين الفرس والروم، الإنجليز والفرنسيين، السوفييت والأمريكيين بعد الحرب العالمية الثانية، وهكذا تمضي الحياة.
غير أن النظر إلى المواجهة بشكل عسكري، قاصر على أن يرى الأكلاف الهائلة التي ستلحق بالطرفين من جراء الدخول في أي حرب حكما لن تضحى تقليدية، وغالبا ما ستتحول إلى نووية، وقد وضع العالم يده على قلبه كما يقال مؤخرا، وذلك خلال زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان، وهو احتمال قائم في كل الأحوال، ويكفي المرء أن ينظر إلى المناورات العسكرية للصين على مقربة من تايوان من جهة، وتحركات القوات الأمريكية في المحيط الهادئ من جهة ثانية .
ولعل ما جعل فخ ثيوسيديدس أقرب إلى الواقع، قيام الرئيس بايدن مرة جديدة بإحياء عالم التحالفات العسكرية بالقرب من الصين وفي قلب المحيط الهادئ بنوع خاص، فقد أنشأ تحالف أوكوس والذي يشمل أستراليا وبريطانيا، وقامت واشنطن بدفع الأستراليين في طريق تغيير صفقة غواصاتهم مع فرنسا، واستبدالها بأخرى أمريكية من نوعية فيرجينيا.
هذه الصفقة جعلت الصين في وضع الاستعداد للمواجهة العسكرية، وقد أكدت على هذا الأمر تصريحا لا تلميحا، بل وأشار وزير دفاعها ” وي فينغي “، إلى أن الصين لن تتوانى عن قصف أي من تلك المنشآت العسكرية الأسترالية، إن شعرت عند لحظة بعينها أنها سوف تتهدد أمنها الإقليمي، أو تطال حواضنها وحواضرها الشهيرة في طول البلاد وعرضها.
ماذا عن الخيار التصالحي الآخر الذي راجت عنه بعض الأنباء مؤخرا، ذاك الذي يطرح خارج إمكانية الصراع والمواجهة المسلحة؟
من المعروف أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيقوم بزيارة رسمية إلى دول جنوب شرق آسيا، وهناك احتمال لأن يلتقي الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، في شهر نوفمبر المقبل، خلال اجتماع مجموعة العشرين، والعهدة على الراوي صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية.
هنا يعني لنا التساؤل: “هل يمكن أن يجري لقاء شخصي بين الجانبين الأمريكي والصيني، إنطلاقا من مصالح آنية قبل أن تكون إستراتيجية؟.
قبل الجواب ربما ينبغي لنا الإشارة إلى أمر مهم، وهو أن المصالح الأمريكية الصينية متشابكة ومتداخلة بشكل كبير، فالصين هي أكبر مستثمر أجنبي في أذونات الخزانة الأمريكية، وحتى بعدما سحبت الكثير من تلك الإستثمارات.
بالقدر نفسه تبقى السوق الأمريكية، أنفع وأوسع سوق، وأكثر قدرة شرائية من بقية أسواق العالم، ولهذا فإن الصين تحرص على أن تظل الأسواق الأمريكية مفتوحة أمام بضائعها ومنتوجاتها، ومن غير قرارات حظر أو ضرائب عالية، وما شاكل ذلك من إجراءات إقتصادية.
يمكن لهذه المصالحة أن تكون بمثابة تهدئة مؤقتة، لا سيما وأنها تجئ قبل موعدين غاية في الأهمية، انتخابات الرئاسة الصينية، حيث يخوض شي جين بينغ غمار السباق، ويسعى لتكريس زعامته، على الرغم مما أصابها من وهن، بسبب جائحة كوفيد-19 من جهة، ومن جهة أخرى فإن بايدن بدوره يسعى لتحقيق أي إنتصار سياسي، يدعم ويزخم حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نفس التوقيت، لا سيما وأن حظوظ الديمقراطيين هذه المرة ليست مرتفعة، وهناك مخاوف من سيطرة الجمهوريين عليها.
هل من خلاصة؟
مرة جديدة نؤكد أن سقراط رجل له ماض فلسفي، أما ميكافيللي فله مستقبل سياسي.
علي شندب يكتب: معادلة نصرالله الجديدة.. الموت جوعاً أو حرباً
فيما كان العالم ودول المنطقة خاصة يراقبون بالميكروسكوبات الدقيقة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى “إسرائيل”، والمواقف التي أطلقها وبينها “إعلان القدس” فضلاً عن “تعهده وتأكيد التزامه بأمن إسرائيل”.
أطلّ أمين عام حزب الله في كلمة هي الأولى بعد إطلاقه المُسيّرات الثلاث باتجاه حقل “كاريش”.
وفي كلمته صعّد نصرالله من سقف مواقفه مخيّراً اللبنانيين بين الموت جوعاً والموت حرباً. إنه التخيير الذي لطالما فرض نصرالله إيقاعه على اللبنانيين دولة وشعباً منذ انخراطه وحزبه في حروب المدن العربية من ليبيا أولاً، الى سوريا ثانياً، واليمن ثالثاً، و”حيث يجب أن نكون” دائما، دونما إغفال لغزوات المخدرات والكبتاجون باتجاه بعض الدول العربية والخليجية.
التخيير بين الموت جوعاً أو حرباً، هي المعادلة التي رماها نصرالله في وجه لبنانييه واللبنانيين جميعاً، متناسياً أن هذه المعادلة مستولدة من معادلته الأساسية التخادمية مع حلفائه في السلطة “غطّوا على سلاحنا، نغطّي على فسادكم” أو “غطّوا على فسادنا نغطّي على سلاحكم” والتي أطبق حزب الله بموجبها على معادلات السلطة، فاستشرى الفساد الذي نخر عظام ومؤسّسات الدولة وعمّ الانهيار كافة القطاعات، وبدا الناس يتقاتلون على رغيف الخبز في طوابير الذلّ الجديدة أمام الأفران والمتناسلة من طوابير الذلّ أمام الصيدليات ومحطّات الوقود والمصارف وغيرها من القطاعات.
التخيير بين الموت جوعاً أو الموت حرباً، معادلة يختار فيها نصرالله الموت حرباً لأنها أشرف وأعزّ. فيما عقل اللبنانيين وشغلهم الشاغل منصب على تأمين لقمة خبز تسدّ جوعهم.
اللبنانيون يعلم نصرالله ومن قبل أن يولد حزبه، قدموا دماء كثيرة في دفاعهم عن أرضهم وبلادهم ولم يبخلوا فيها يوماً، لكنهم اليوم يدركون أن الحرب التي يرومها نصرالله ويهدّد بها، ليست حربهم، بل الحرب المفروضة عليهم لتعزيز أوراق إيران النووية.
وهي الأوراق التي أخرجت نصرالله من جحر الاختباء وراء الدولة، الى رمي الدولة ومن لفّ لفّها في سلال المهملات التي يملك زعيم حزب الله فائضاً منها في لحظة يتحول فيها لبنان الى فيدرالية نفايات.
هكذا، اتكأ نصرالله على جوع اللبنانيين لينصب منصّاته، وليطلق سلسلة صواريخ صوتية متناسلة من صواريخ ايران الصوتية القائلة “بتدمير إسرائيل خلال 7 دقائق ونصف” بحسب دهاقنة طهران الذين بلعوا تهديداتهم مراراً جراء القصف الإسرائيلي المتكرر لمواقعهم في سوريا بما يشبه الإغتصاب شبه اليومي، فضلاً عن الاغتيالات والانفجارات غير الغامضة التي استهدفت جنرالات الحرس الثوري وأدمغة إيران النووية والأمنية التي “تراجعت عن تدمير إسرائيل بحجة أن الظروف غير مؤاتية” كما صرّح قائد الحرس الثوري حسين سلامي.
بدون شك سيفرض كلام نصرالله نفسه على أجندة الرئيس الأمريكي خلال زيارته المنطقة الهادفة بحسب بايدن إلى “تصحيح الأخطاء” التي ارتكبها مع دول المنطقة وخصوصاً السعودية الشريك الاستراتيجي التقليدي للولايات المتحدة والتي أثبتت تطورات وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التي لم تبدأ جدياً بحسب فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن تجاوز السعودية سيما بعدما أثبتت وأكدت دورها المحوري والفاعل ليس على مستوى المنطقة وحسب، وإنّما على مستوى الإقتصاد العالمي وضمان استقرار توريد سلاسل الطاقة، التي ستنعكس على أوروبا صقيعاً بفعل حجب بوتين الغاز الروسي عنها.
وعلى بعد أيام من القمة العربية الخليجية الأمريكية في السعودية، تشهد طهران قمة روسية إيرانية تركية، ظاهرها البحث في ملف سوريا خصوصاً في ضوء سعي الرئيس التركي إردوغان لفرض منطقة أمنية عازلة في الشمال السوري. أمّا باطنها فمحاولة للتوازن والردّ على قمة بايدن الخليجية العربية.
وفي هذا السياق، الاستراتيجي وضمنه ينبغي النظر الى تهديدات نصرالله ليس حول كاريش فحسب وإنّما حول كافة حقول الغاز والنفط في “إسرائيل”.
ما يعني أن مسألة ترسيم الحدود وملف التنقيب عن الغاز والنفط واستخراجه خرجت من أيدي الدولة اللبنانية ودخلت في حمأة الاستقطاب والصراع الإقليمي الدولي المنطلق من الحرب الأوروبية – الأمريكية – الروسية في أوكرانيا.
بهذا المعنى وكما أشرنا في مقال سابق يكاد يكون فلاديمير بوتين هو من أطلق مسيرات حزب الله فوق كاريش وليس حزب الله، وبهذا المعنى اياه أيضاً، فتهديد نصرالله المنتصب على تخيير اللبنانيين بين الموت جوعاً أو الموت حرباً، يبدو هذه المرة مسلحاً بمنصات روسية معزّزة بالفيتو في مجلس الأمن.
هي حروب الأنابيب والغذاء تلك التي يعيش العالم تحت وطأتها القاسية وغير المسبوقة، وبات الغاز والغذاء من أبرز أسلحة موسكو التي يستخدمها بوتين في محاولة ليّ عنق اوروبا التي اتخذت برأيه لنفسها دور “أكياس الرمل” لتلقي الضربات الموجعة عن الأميركيين الذين يعانون تضخماً اقتصادياً كبيراً، فضلاً عن تهاوي “اليورو” المشهود وغير المسبوق وصعود الروبل الروسي.
هي حروب الأنابيب التي سبق واعتمدتها أذرع إيران في اليمن والعراق بمُسيّراتها المفخّخة وصواريخها المجنّحة ضد محطة بقيق وعدة مواقع ومحطات وخزانات لشركة أرامكو في عدة مناطق من السعودية خصوصاً بعد رفع واشنطن اسم الحوثيين من لوائح الإرهاب تزامناً مع سحب بطاريات صورايخ الباتريوت من السعودية، ما دفع وزارة الطاقة السعودية للتهديد بالقول “أن المملكة لا تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق”.
أمّا تنديد الخارجية الأمريكية بهجمات الحوثي، فقد بدا يومها أقرب لتأييدها الضمني من إدانتها المعلنة، وذلك بهدف الضغط على القيادة السعودية ومحاولة ابتزازها لتعويم الأسواق بالنفط، وهو الضغط الذي يندرج ضمن قائمة الأخطاء التي سيعمل بايدن على تصحيحها في قمته السعودية التي لن يكون ما بعدها كما قبلها.
[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]
[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]