فوضى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان تخيم على ذكرى 11 سبتمبر

تغيرات إستراتيجية في التوجه العسكري الأمريكي مع حلول الذكرى 20 لأحداث سبتمبر

يلقي المشهد الفوضوي للانسحاب الأمريكي من أفغانستان بظلاله على حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر بالولايات المتحدة، في ظل تحولات جوهرية في الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.

ويرجع التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط  إلى عام 1991 إبان حرب الخليج الثانية، وبعد 10 أعوام بدأت الولايات المتحدة أطول حروبها في التاريخ بشن حملة عكسرية على أفغانستان عام 2001.

وبعد عامين من ذلك التاريخ، قادت الولايات المتحدة تحالف دولي لغزو العراق عام 2003.

وفي  عام 2014 تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في النزاع السوري، إلا أن عام 2018 شكل نقطة تحول فاصلة في أهداف الإستراتيجية الأمريكية للدفاع الوطني، والتي ركزت على التنافس مع الصين وروسيا كأولوية قصوى.

ويعد الجزء الكبير من تغير تلك الإستراتيجية استجابة لتحولات مهمة في الداخل الأمريكي، والتي دفعت كلا من الرئيسين ترامب وبايدن إلى العمل على إنهاء التواجد العسكري في عدد من الصراعات الممتدة، وفي مقدمتها أفغانستان.

ووصلت نسبة تأييد قرار الانسحاب منها إلى 70% في يوليو الماضي، أما العراق فيؤيد أكثر من 49% من الأمريكيين قرار المغادرة.

وفي سوريا بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ خطة انسحابها منذ  2019 ولديها حاليا ما يقرب من 600 جندي موزعين في مناطق شمال شرق سوريا.

التعامل مع التنظيمات الإرهابية

من وجهة نظر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نورمان رول، فإن النجاح من جانب الولايات المتحدة لم يعتمد فقط على الأنشطة العسكرية، ولكن تغيير أنشطة هؤلاء الذين كانوا يوفرون التمويل والأفراد للتنظيمات الإرهابية.

وقال رول: “كانت هناك حملات ضخمة ليست فقط من قبل الولايات المتحدة، ولكن من قبل جهات إقليمية ودول فاعلة لمواجهة تلك التنظيمات”.

وتابع: “من بين النجاحات أن هناك مجموعة من الفاعلين الذين يعملون بشكل أيديولوجي ومالي لمواجهة الإرهاب”.

وأشار إلى أن المجموعات الإرهابية انقسمت إلى مجموعات أصغر بكثير، وتمكنت أمريكا من إيقاف الهجمات الإرهابية منذ 20 عاما.

وقال إن هذا يعد إنجازا كبيرا مقارنة بما واجهته الولايات المتحدة من إرهاب في 11 سبتمبر.

وأوضح أن الولايات المتحدة تركز في عملياتها على المنظمات الإرهابية ورؤساء التنظيمات والأفراد المعنيين بالدعم اللوجيستي والمشاركين في التدريب لاسيما على الأسلحة والمتفجرات.

وشدد رول، خلال استضافته في مدار الغد، على أن الإجراءات التي اتخذت في اليمن والصومال وأفغانستان وسوريا أسفرت عن إضعاف الهيكل الإرهابي في المنطقة ككل.

ومنذ قدوم إدارة بايدن، بدأت واشنطن في تحويل التركيز بعيدا عن الشرق الأوسط من خلال تعديل تناوبات حاملات الطائرات وقدرات فرق الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع فضلا عن سحب منظومات دفاع صاروخي وإعادة تموضعها.

ويمكن القول إن الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تؤول إلى الاندثار بعد الازدهار ليس لأنها فشلت أو قوبلت بالرفض بل لكون الإدارة الأمريكية ترى مصادر تهديد جديدة لها خارج تلك البقعة التي ستظل مرتبطة بها بطريقة أو بأخرى نظرا لما تشكله تلك المنطقة من نطاق إستراتيجي حيوي للأمن القومي الأمريكي.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور فادي شاهين، أستاذ معهد العلوم السياسية في جامعة باريس، إن الولايات المتحدة نجحت في تنفيذ إستراتيجيتها وفقا للخطة التي رسمتها السياسات الأمريكية المتعاقبة.

وأضاف: “الإرهاب كان عدوا صغيرا بالنسبة لأمريكا، مقارنة بالقدرات العسكرية الهائلة لها”.

عدو جديد

وقال شاهين خلال استضافته في مدار الغد، إن أمريكا تغير إستراتيجيتها وعدوها، وترى أن هناك عدوا أقوى لها يتمثل في الصين.

في حين يقول رئيس مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أحمد المسلماني، إن الحرب على الإرهاب كلمة معنوية، ومصطلح مجازي لا يمكن ضبطه، وهو يختلف عن الحرب على أفغانستان والعراق وفيتنام.

وأشار خلال استضافته في مدار الغد إلى أن تحول المصطلح الرمزي إلى حرب حقيقية في أفغانستان يعد مجالا للنقاش.

وقال المسلماني، إن الإرهاب بتنويعاته ليس خطرا ضعيفا، لكن في الوقت نفسه أمريكا لا تحارب جيوشا نظامية كبرى، بل تحارب جماعات إرهابية حول العالم.

واستدرك قائلا: “خطورة الإرهاب ليست في أعداد الضحايا، لكنها تتعلق بالأمن النفسي، وفي شعور المواطنين بأن حياتهم مهددة بأعمال إرهابية”.

وقال إن الإرهاب خطر كبير على العالم، وينبغي مواجهته، كما يجب ألا تكون هناك أهداف فرعية وراء الهدف الكبير الذي يتمثل في القضاء على الإرهاب.

وأضاف: “منذ 10 سنوات قتل أسامة بن لادن لكن فكره لم ينته، كما قتل أنور العولقي لكن لم يقض على فكر التنظيم، ولم تقم أمريكا بحرب فكرية لمواجهة الإرهاب

وأشار إلى أن الجانب العسكري لمواجهة الإرهاب لم ينجح بشكل كامل، وعلى سبيل المثال فشل في أفغانستان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]