مشاعر قلق وعدم ثقة وتهديدات بالعنف ضد المسلمين انتشرت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لأحدث التقارير والبيانات التي أجريت هناك، في مؤشر على تزايد الإسلاموفوبيا وسط تصعيد في التصريحات المعادية للإسلام من السياسيين ليتصدر اليوم مشهد إعلان الطوارئ في مدينة سان بيرناردينو في كاليفورنيا التي شهدت هجوم إرهابي في الثاني من كانون الأول/ديسمبر أدى إلى مقتل 14 شخصا وجرح 26 آخرين.
ومع تنامي المشاعر المناهضة للمسلمين، قال حاكم كاليفورنيا جيري براون، في تصريح مثير أمس الجمعة، “أجواء كارثة وخطر كبير على أمن الأشخاص والممتلكات تسود في سان بيرناردينو بسبب الهجوم، وأن “ظروف الهجوم الإرهابي وحجمه تتجاوز أو ستتجاوز قدرات ومسؤولية إدارة محلية” ليؤكد بذلك على تفشي ظاهرة الكراهية بين الأمريكيين في الولاية.
ورغم تصريحات أخرى مناهضة لتلك الكراهية المتزايدة من مسؤولين وسياسيين، ارتفعت جرائم الكراهية لتشمل المسلمين الأمريكيين والمساجد وحتى الطلاب في المدارس وخاصة الفتيات اللاتي ترتدين الحجاب في أنحاء الولايات المتحدة، وتضاعفت ثلاث مرات عقب الهجمات الإرهابية في باريس وفى ولاية كاليفورنيا خلال الشهر الماضي، حسبما أفادت دراسة تحليلية وتوثيقية تعد الأولى من نوعها أجرتها جامعة ولاية كاليفورنيا.
الدراسة التي اعتمدت على بيانات (إف بي أي) وتقارير الهيئات الحقوقية أوضحت أنه في السنوات الأخيرة، كان متوسط عدد الجرائم ضد المسلمين في الولايات المتحدة خلال شهر 12.6، إلا أن معدل الهجمات تضاعف ثلاث مرات منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي “، حيث وقع 38 هجوما يمكن تصنيفه على أنه معادٍ للمسلمين.
وفي تفهم لأسباب تلك الجرائم، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المتخصص في الجريمة بجامعة كاليفورنيا رئيس المجموعة البحثية ، التي قامت بالدراسة بريان ليفين، قوله، إن الهجمات الإرهابية والصور النمطية المعادية للمسلمين في كل مكان، والمتسربة إلى الثقافة العامة، جرأت البعض على القيام بأفعال متطرفة بناء على هذا الخوف والغضب، وكلما “وقع صراع بين جماعات تتصدر العناوين الرئيسية، فعلى الأكثر سنرى زيادة في جرائم الكراهية ترافقه”.
ووفقا لتقارير الصحف الإخبارية، شهدت الولايات الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية إغلاق السلطات لمدارس بولاية فرجينيا ولوس أنجليس وفلوريدا ومناطق أخرى لدواع أمنية إضافة إلى تهديدات لمساجد وأصحاب أعمال مسلمين منها ما جاء عبر المكالمات الهاتفية ومنها عبر رسائل البريد الإلكتروني.
وفي إطار ما تقول عنه السلطات إجراءات احترازية أمنية، أصبح ليس غريبا أن تغلق مدارس في مقاطعة أوجوستا بولاية فرجينيا، بسبب طلب مدرسة من تلاميذها أن يكتبوا بالخط العربي شهادة دخول الإسلام (لا إله إلا الله محمدا رسول الله) بغية إظهار تعقيد الخط العربي، والتي أثارت صيحات غضب أولياء الأمور وتهديدات من خارج المقاطعة.
وبعد أن كان الرئيس باراك أوباما يطمئن الأمريكيين بأنه لا يوجد تهديد حقيقي للمتشددين داخل الولايات المتحدة، دعاهم هو نفسه أمس الجمعة إلى اليقظة للخطر المحتمل لمتشددي تنظيم “داعش” في الداخل مشيرا إلى أنه رغم الجهود الأمريكية لرصد المهاجمين المحتملين إلا أن هناك صعوبة لرصد المهاجمين المنفردين مثل مهاجمي حادث كاليفورنيا، في تصريح اعتبره البعض أنه يزيد من التخوفات تجاه المسلمين.
