فيلمان مغربيان يعرضان رؤية مغايرة للواقع المغربي

كتب: رياض أبو عواد
عرض الفيلمان المغربيان “رحل” (نوميد) لأوليفية كوزماك و”التمرد الأخير” لجيلالي فرحاتي ضمن فعاليات الدورة الـ35 لمهرجان الإسكندرية لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط، وحصد كل منهما جوائز الأول في المسابقة الرسمية للمهرجان والثاني في مسابقة نور الشريف للأفلام العربية.

وقد أعجبني الفيلم الثاني “التمرد الأخير” لأنه يطرح موضوعا جديدا وعلاقة بين مغرب الماضي التي فقد ذاكرتها ورمزها الزوجة الفاقدة للذاكرة وبين مغرب المعاصرة التي تمثلها الفتاة التي لا يتجاوز عمرها ربع قرن وعلاقته بكل منهما وفي الوسط بينهما إبداعه في النحث في إشارة إلى محاولة خلق حياة يحلم بها.

ويصور الفيلم ذلك بسلاسة ودون ضجيج مع بداية المشاهد الأولى التي تصور مظاهرات وملاحقة رجال الأمن للمتظاهرين وهي اللحظة التي أتاحت لها التعرف على الشابة بعد أن قام باستضافتها في بيته خلال هربها من رجال الأمن.

ينتقل أثرها في مشاهد تظهر علاقته مع زوجته الفاقدة للذاكرة وكم الحنين الذي يحكم علاقته بها وكم الحزن أيضا في تذكر الماضي والمعتقل، خصوصا وأن المخرج نفسه اعتقل لعدة سنوات في السجون الملكية.

وفي نفس الوقت العلاقة مع المستقبل من خلال الفتاة المتمردة من جهة والتعايش في المجتمع الاستهلاكي من جهة أخرى ورغبته في حياة مغايرة يعبر عنها من خلال منحوتاته ليقدم تصور عما يجب أن تكون عليه الحياة الإنسانية.

وأعتقد أن هذا الفيلم كان الأولى بأن يشارك في المسابقة الرسمية الدولية في المهرجان وكان له أن يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة نور الشريف للأفلام العربية إلا أن لجنة التحكيم برئاسة الفنانة لبلبة منحته جائزتها الخاصة ومنحت الفيلم السوري “درب السماء” لجود سعيد جائزة أفضل فيلم.

أما الفيلم الثاني “رحل” الفائز بجائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تمثيل نسائي دور أول للفنانة جليلة التلمسي، فإنه يدور حول تأثيرات الهجرة غير الشرعية على أهالي الذين يسلكون هذا الطريق من خلال حياة سيدة لديها ثلاثة أبناء يستطيع ابنها البكر أن يصل الى فرنسا في هجرته غير الشرعية، ويعتقل في فرنسا في حين تفقد الأوسط في البحر وتحاول ان تحافظ على الصغير فتهجر مدينتها الساحلية إلى بلدتها الريفية لتعيش بكنف شقيقها.

وهو تكرار لأفلام كثيرة شهدتها الفترة الاخيرة سينما العالم الثالث والسينما الأوروبية بشكل عام والتي تعرضت فيه لفكرة الهجرة غير الشرعية وبغالبيتها صورت صعوبة الحياة في الكثير من بلدان العالم الثالث التي تجعل الكثير من الحالمين في مستقبل أفضل وحياة أكثر كرامة يفكرون بأي طريقة للوصول إلى دول العالم المتقدم.

ولم أرى في معظم الأفلام التي تعرضت لهذه القضية أن يتم استعراض الجذور الحقيقة لمثل هذه الهجرات والتي تعود أسبابها إلى أكثر من 500 عام، تعرضت فيه بلدان العالم الثالث إلى النهب المباشر لثرواتها من قبل البلدان الأوروبية وفيما بعد الولايات المتحدة وغيرها من الرأسماليات الحديثة التي بدأت بالظهور في النصف الأخير من القرن الماضي.

وتحمل البلدان المتقدمة التي لا تقدم أي مساعدة لتطوير البلدان الأقل تقدما بعد كل النهب الذي تعرضت له إلى جانب منعها أصلا من التطور لاستمرار نهبها اقتصاديا مسؤولية الهجرة غير الشرعية إليها رغم كل مظاهر التعاطف مع المهاجرين أو التعامل معهم بشكل عنصري على حسب اللحظة والبلد، والأفلام المعروضة عن الهجرة غير الشرعية هي إما الموت على الحدود أو غرقا في البحر، أو وصولا إلى البلد المتقدم وطرق تعامل رجال الأمن والمجتمع معهم ولم تتجاوز ذلك.

ورغم ذلك فاز الفيلم في المسابقة الرسمية بجائزة أفضل فيلم وأفضل إخراج بعين فرنسية طبعا وأفضل تمثيل نسائي دور أول للفنانة جليلة التلمسي التي قامت بدور الأم في هذا الفيلم.

فكان لا بد من تقديم مجموعة من المشاهد التي ينتظرها المتفرج الأوروبي مثل محاولة اعتداء الابن الأصغر على ابنة خاله، والعقاب الذي أنزل عليه من الخال إلى جانب مشاهد فلكلورية مثل مشهد الجنازة ورقصة فلكلورية للأم وابنها الأصغر إلى جانب إظهار الجانب الأوروبي في التاثير على حياة الابن الأصغر من خلال علاقته بسائحة قريبة من جيله تهتم به في البداية كنوع من التعرف على جديد ومن ثم تهمله.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]